لاتلوح على ساحة الأحداث بارقة أمل واحدة يمكن الركون اليها لإبعاد شبح الحرب التي أوشكت ان تكمل طوقها حول العراق، فكل الاحتمالات والدلائل تشير الى ان طبول الحرب سوف تقرع في القريب العاجل، وفي ضوء استنفار الولاياتالمتحدة قواتها العسكرية الهائلة في المنطقة فان ثمة تحركات واتصالات دبلوماسية سريعة من دول عربية واجنبية في محاولة لايمكن وصفها على كل حال بالمستحيلة لنزع فتيل الحرب الوشيكة، لاسيما ان عدة دول كبرى لاتزال ترى ان حل الازمة العراقية انما يكمن في مواصلة المفتشين الدوليين مهماتهم وان قرار الحرب يجب ان يستند الى موافقة مجلس الامن اولا، وفي خضم تلك التحركات والاتصالات فمازالت الدبلوماسية السعودية تلعب دورا بارزا في محاولة للوصول الى تفادي الحرب الامريكية المحتملة على العراق، فالمملكة يهمها الحفاظ على سلامة العراق وشعبه ووحدة اراضيه، والحرب ان اندلعت فان اضرارها الوخيمة لن تطال العراق وحده، بل ستتأثر بها كافة دول المنطقة التي بدأت في اتخاذ اجراءاتها لمواجهة الاخطار التي قد تتعرض لها جراء الحرب، رغم سعيها الحثيث لبذل كافة مساعيها الدبلوماسية في محاولة لتفادي الكارثة المحتملة، فالرؤى المتزنة والراجحة مازالت تؤكد مجددا ان ما خلفته احداث الحادي عشر من ايلول الارهابية في الولاياتالمتحدة من جراح لايمكن ان تداويها الحروب، لاسيما ان صدقت اقوال العراق التي لابد من دعمها بتأكيدات فرق التفتيش الدولية القاطعة ان الاراضي العراقية خالية تماما من اسلحة الدمار الشامل، وبين مناخات من التفاؤل بامكانية حل الازمة العراقية سلما من اوساط عربية ودولية متعددة تظهر في ذات الوقت مناخات من التشاؤم بامكانية وقف التوجهات الامريكية المشهودة لشن الحرب، وأيا كانت الأحوال فلابد من تقديم اثباتات مقنعة لمجلس الأمن تبرر قيام الحرب، والا فان الدعاة لها قد يواجهون تهما أبسطها ان سبب الخوض في غمارها انما يكمن في أطماع السيطرة على نفط العراق.