سواء فسرت القمة الثلاثية التي عقدت بالامس في ارخبيل اثوريس البرتغالي بين زعماء الولاياتالمتحدة وبريطانيا واسبانيا على انها فرصة اخيرة من فرص الدبلوماسية او انها قمة حرب فان اليوم يمثل تاريخ الانذار الاخير الموجه من الولاياتالمتحدة للقيادة العراقية كي تذعن لانفاذ القرار الاممي 1441 وحيث ان هذا الاذعان لايزال معلقا مع حلول تاريخ الانذار فان تكهنات الاوساط السياسية في الغرب والشرق ترجح ان الحرب اضحت وشيكة للغاية لاسيما في ظل تشاؤم اوروبي بان الحل السلمي للازمة العراقية وصل الى طريق مسدود وان الخيار العسكري يمثل الكفة الراجحة واضحت احاديث الاوساط السياسية تدور حول اوضاع العراق بعد الضربة ولا تدور حول شن الحرب وكأن تفاصيلها قد قررت ولعل مايظهر على ساحة الاحداث العصيبة الحالية ان بغداد كلما شعرت بضغوط جديدة اخذت تبدي مزيدا من المرونة فهاهي مع انعقاد القمة الثلاثية في اثوريس تستدعي على عجل بليكس والبرادعي لتسليمهما لائحة جديدة بعلماء عراقيين في المجال الكيماوي وتقريرا جديدا عن غاز الاعصاب مبدية استعدادها لتسريع التعاون معهما غير ان تلك المرونة تجىء في سباق مع اللحظات الاخيرة الحرجة بين كفة الحرب وكفة تلبية كل مطالب المفتشين مما دفع بوش الى تشاؤم ملحوظ وهو يؤكد ان (لا اسباب كثيرة تدعو للامل بأن صدام سينزع اسلحته) في اشارة واضحة الى ان استخدام القوة يمثل خيارا وحيدا لحسم الازمة العالقة, كما ان التحركات العسكرية السريعة على الارض لا تعطي مزيدا من الفرص للحديث عن حلول سلمية لاسيما ان الادارة الامريكية انصرفت عن الحديث عن الحرب الى الحديث عما بعد الحرب كتعيين سلطة عراقية مؤقتة بعد الاطاحة بالقيادة الحالية والخطر يكمن في ظل ماحدث من انقسام دولي حول الازمة ان تمس هيبة المنظومة الدولية وينفرط عقدها وتفقد مصداقيتها وتلك نقطة لاتتمنى دول العالم مجتمعة الوصول اليها.