لا شك ان أي جهد عربي أو أوروبي للحيلولة دون نشوب حرب ضد بغداد يصب في اول الأمر ونهايته في قنوات مصالح العراق ومصالح دول منطقة الشرق الأوسط, ومصالح الولاياتالمتحدة أيضا بحكم ان التكلفة العالية للحرب سوف تخلخل مفاصل الاقتصاد الأمريكي وتؤثر في جسده تأثيرا بالغا لأمد غير محدود, لاسيما وانه يشكو من الانهاك حاليا بشكل ظاهر لا يكاد يخفى على أحد, وبالتالي فان أية خطوات محددة قد تتخذ لتفادي الحرب ستغدو نصرا حازما على طريق تسوية الأزمة العراقية التي لا تزال عالقة واذا كان اتهام العراق من قبل الولاياتالمتحدة بامتلاك أسلحة دمار شامل يعد من قبيل (الثرثرة) كما أكد الروس, فان المطلوب ليتحقق صدق الاتهام من عدمه تزويد الأممالمتحدة بمعلومات استخباراتية تؤكد وجود أسلحة دمار شامل بالعراق, وإلا فان أي ذريعة لشن حرب ضد العراق ستغدو واهية لاسيما اذا اقترن ذلك بمنطوق ايجابي قد يفرزه التقرير النهائي المزمع تقديمه من قبل المفتشين الدوليين للأمم المتحدة, وباستثناء قضية الخطر الداهم الذي يكمن في امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل, فكيف يمكن وصف الخطر النووي الذي تهدد به إسرائيل جيرانها. واذا كانت المقارنة غير مطروحة لأسباب سياسية فان من المفروض واحتمالات اندلاع حرب ضد العراق واردة ان يتم التنسيق بين كافة دول المنطقة ودول العالم المحبة للعدل والسلام لمنع توجيه ضربة عسكرية الى العراق, فشبح الحرب كما شبهته بعض الدول ان بسط ظلاله الكريهة على المنطقة فسوف يفتح (ابواب جهنم)..فالحاجة ملحة للغاية لوضع آلية للتحرك الدبلوماسي من كافة دول العالم لنزع فتيل التوتر في العراق, واذا أمكن العودة لمنطق العقل وحده أمكن القول ان تسوية الأزمة لا بد ان تتم وفقا لأسس الشرعية الدولية وقرارات الأممالمتحدة, والابتعاد عن أي عمل عسكري انفرادي ولاسيما ان من الممكن حل الأزمة العراقية دون حرب.