عزيزي رئيس التحرير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هناك أناس يحلوا لهم النيل من سمعة سواهم ويرون في قدح الآخرين والنقد الهدام فرصة يتصيدونها لبلوغ مآرب أبعد ما تكون عما يظهرون، قطعا ليست في سبيل أيصال الحقيقة للقراء , أو تصويب ما يدعون أنه خطأ يقع عليهم واجب تصحيحه .. وما أكثر هؤلاء ! فالنفس البشرية نزاعة للسوء و وقد اقتضت الحكمة الربانية ذلك فلا اعتراض على حكم الله. لقد اطلعت وقرأت بشيء من الحيرة والاشفاق ما نشر في صفحة (عزيزي رئيس التحرير) ص 18 بيوم الاحد بتاريخ 1423/10/25 ه عدد رقم 10789 بعنوان (تفتقد الى الاسلوب في كتاباتك) للمدعو/ ناصر الدوسري وكان ينتقد ما اكتبه من مواضيع وما أوجه من رسائل مفتوحة لبعض الوزارات والجهات الخدماتيه .. الخ. انني آثرت أول الأمر , كما أشار عدد من الزملاء وكما تقتضي الحكمة عدم الرد , فالصبر على كيد الحسود قاتلة , غير أنني وجدت أن الواجب يستدعي الرد الموضوعي , مع علمي مسبقا بعدم جدوى الدخول في مناحرة ومهاترات صحفية يجد مفتعلها فرصة للظهور وارضاء لغرور ليس إلا!! وما كنت لأخوض غمار حرب صحفية مع غضارم والجدل إلا لدحض افتراءات الادعاء ووضع النقاط على أحرف الحقيقة. يا عزيزي رئيس التحرير , ويا قراء جريدة اليوم الكرام , ليس من شيمتي ولا من عاداتي أن أخاطب أحدا من الناس مهما انحدر في أسلوبه الى المستوى الذي يتضمنه ما كتبه / ناصر الدوسري , إلا بما يليق بمكارم الأخلاق التي استقيناها من تعاليم الإسلام الذي نشأنا على هدية وآدابه امتثالا لقوله تعالى ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) وكذلك ما قاله عليه الصلاة والسلام كرهت لكم القيل والقال. ومن هذا المنطلق الإسلامي الكريم واستنادا على هذه القاعدة الشرعية فإني أفند أقوال السيد / ناصر الدوسري في مقالته المشار اليها أعلاه , وبأن كلامه أني أكتب بأسلوب انتقادي هجومي شديد اللهجة مردود عليه جملة وتفصيلا, ومع ذلك كله أقول له بأني احترم رأيك في كل الأحوال وثق يا عزيزي أن الكل يريد الاصلاح ولكن البعض يخلطون الأمور ويتحدثون عن الاصلاح بنية غير حسنة. يا أخي ناصر الدوسري ان محاولة التشويه والتشكيك في نزاهة أي كاتب أو صحفي , او انتقاده أو اتهامه بما ليس فيه , إلى غير ذلك من الاتهامات التي تموج بها الساحة الصحفية , والتي يتم توزيعها يمينا ويسارا , خاصة في صحافتنا العربية تحدث عادة لبواعث كثيرة , قد يكون من بينها الغيرة والحسد وتثبيط الهمم وهو أمر يصيب القارئ العربي بالكآبة والحزن , لأن مثل هذه الاساليب تعد غريبة على أخلاقنا العربية , وهي أبعد ما تكون عن قيمنا ومبادئنا فها نحن نسخر أقلامنا لينتقد بعضنا البعض الآخر من أجل تصفية حسابات شخصية , ونعتلي المنابر لتوجيه القذف والسباب بعضنا لبعض من أجل شفاء غل وحقد في الصدور ونغرق صفحات مجلاتنا وصحفنا بما يسئ الى أنفسنا والى أمتنا العربية , ونفعل ذلك بهدوء أعصاب على رؤوس الأشهاد. ويحدث كل ذلك في الوقت الذي نحن أحوج ما نكون فيه إلى الترابط والتكاتف لدعم كل سبل الإصلاح. عزيزي رئيس التحرير..أصدقك القول بأني أعتز بما سمحتم بنشره من انتقاد لي من الأخ/ ناصر الدوسري , بل واعتبرها شهادة افتخر بها , لأنه كما قيل: لا يرمى إلا الشجر المثمر. لأنه تبين لي بعد قراءة ما كتبه الأخ/ ناصر الدوسري بأنه قرأ كثيرا لي , وأن رأيه الشخصي سوف آخذه في الحسبان , وأني سوف أعمل عملا على دراسته وتطبيق المفيد منه , ومن هذا المنطلق فأني ادعو الجميع الى عدم الغضب عند نشر ما نقدهم في جريدة أو مجلة او أنترنت أو قناة فضائية وكل ما علينا عمله أن نصرع الحجة بالحجة والدليل بالدليل وأن نكون عمليين نعرف أهدافنا ونراها بوضوح ونعمل على تحقيقها من غير شتم ومحاربة لمن انتقدنا. وختاما أردت أن أقول كلمة حق ولو على نفسي راجيا للأخ ناصر الدوسري التوفيق , ومزيد من التروي , وعدم الاستعجال في الأحكام , كما أني لن أتفاجأ بانتقاد الأخ , لأني سبق وأن تم التضييق علي في عدة أماكن وتم تأخير مصالحي بسبب كتاباتي الصحفية , ومع ذلك كله فأني مستمر , ولن يستطيع مخلوق منعي , من الكتابة سواء كان حاقدا أو معجبا أو متضررا من انتقاداتي لبعض الوزارات والجهات الخدماتية. فهذا كله ما ألتمس منكم نشره دون زيادة او نقصان , وتقبلوا وافر التحية والتقدير. @@ مشعل بن سحمي الفهري الظهران