كان كريما شهما متدينا محبا لفعل الخير وفيا لاصدقائه، احب الناس فأحبوه، كان عزيز النفس غيورا على دينه ووطنه، متفاعلا مع أحداث امته.من عرف المنطقة الشرقية وبداياتها، والدمام وحداثتها يعرف حمد بن علي آل مبارك, فقد كان يذكر عند ذكر الخير وذكر الدمام، من عرف مالية الدمام يعرف حمد آل مبارك، ويعرفه بالخير فقد احب عمل الخير وثابر عليه, وبفقد (ابو خالد) رجل الشهامة والكرم فقد الوطن احد الرجال الكبار في القول والعمل.من حريملاء الى الدمام كانت رحلته مليئة بالعمل الشاق والعطاء اللامحدود، وفي الدمام قضى جل سني صباه وشبابه وكهولته، صارع المرض واقفا شامخا، مرحبا بالزوار الى آخر أيام رحلته، ابو خالد كان من البناة، وفي رحلة عمر مليئة بالانجازات، من خلال عمله في مالية المنطقة الشرقية. كان من بناة المنطقة الشرقية، ومن بناة مؤسسة دار اليوم للصحافة والطباعة والنشر، وهي شاهد بل هي جزء من سيرته. لاشك ان الاعمار بيد الله سبحانه وتعالى، لكن توقيت رحيلك يا ابا خالد فيه عبرة وعظة لمن يعرفك ويعرف نبل اخلاقك ومحبتك لامتك وتفاعلك مع احداثها.. ابا خالد كأنك تقول لنا انني احتج فقد تعبت من الحياة، ومن هوان الامة، مغادرتك في هذا الوقت بالذات، هي احتجاج في وقت عصيب، في وقت مثير، فقدت فيه الحياة معناها لرجال الشموخ والاباء والكرم من امثالك. رحمك الله يا ابا خالد فقد كنت كريما غاية الكرم، أبيا غاية الاباء، وحتى آخر لحظة في حياتك، لقد ابيت ان تشهد هوانا لامتك مما اصابها فرحلت احتجاجا، أو كما قلت مرارا (مابقي في هذه الدنيا خير). رحلت يا ابا خالد وقد تركت فراغا يصعب على بنيك واصدقائك ان يملأوه.. سيرة الرجال الشرفاء الذين خدموا أوطانهم بنزاهة واخلاص، رحلت وتركت لابنائك سيرة عطرة وهم حريون بالحفاظ عليها، لقد خلفت رجالا تفخر بهم. أما انا ففقدي كبير، فقدت أخا أكبر الجأ اليه بعد الله في الشدائد، وصديقا حميما أبوح له بالخاص، وزميلا وفيا اتحاور معه في الاعمال. لقد كان ابا خالد رجلا فريدا، وبرحيله فقد الوطن أحد الرواد الاوائل للتنمية الحديثة في البلاد ويستحق ان يخلد ذكره بمعلم في مدينة الدمام. رحمك الله واسكنك فسيح جناته والهم ابناءك وبناتك وذويك واصدقاءك الصبر والسلوان، فالفقد كبير.. (إنا لله وإنا إليه راجعون)