(إنا لله وإنا إليه راجعون) وإننا على فراقك يا أبا محمد لمحزونون ،في صمتك فكر، في نطقك عبر، في كفك كرم فسبحان من وهبك كريم الخصال وحسن السجايا وجميل الافعال. سبحان من حبب خلقه فيك ليصدق فيك بإذن الله تعالى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا أحب عبدا دعا له جبريل عليه السلام فقال: إني أحب فلانا فأحِبّه ،قال: فيحبه جبريل: ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه فيُحبه أهل السماء ،ثم يوضع له القبول في الأرض.. الحديث) رواه مسلم. الامير محمد بن فهد يقدم العزاء في الفقيد (اليوم) فنسأل الله الذي كتب لك القبول في الأرض أن يتقبلك عنده مع الصديقين والشهداء والصالحين (وحسن أؤلئك رفيقا). لقد كان موتك يا شيخ عبدالرحمن فاجعة كبرى ومصيبة عظمى ،ليس على أهل بيتك وذويك فحسب بل على أهل الشرقية أجمع، فكلنا أهلك ،وستبكي عليك السماء والأرض فهما تبكيان على موت الصالحين مصداق قول الحق تبارك وتعالى: (فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين) قيل لابن عباس: (فهل تبكي السماء والأرض على موت احد قال رضي الله عنه نعم إنه ليس احد من الخلائق إلا وله باب في السماء ينزل رزقه وفيه يصعد عمله، فإذا مات المؤمن فأغلق بابه من السماء الذي كان يصعد فيه عمله وينزل منه رزقه فقد بكى عليه وإذا فقد مصلّاه من الأرض التي كان يصلي فيها ويذكر الله عز وجل فيها بكت عليه..) ابن كثير 4/127 نعم يا شيخ عبدالرحمن ستبكيك مآذان المساجد التي كنت تدعو الى الله فيها وتنصح الناس وترشدهم الى الخير وستفقدك ساحة الدعوة والدعاة فلقد أمضيت خمسين عاما مع كلمة الحق لقد كنت من ابرز المتعاونين مع الدعوة والارشاد بفرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمنطقة الشرقية. سوف يفقدك اخوانك المشايخ الكرام بجمعية تحفيظ القرآن الكريم فأنت من اوائل المؤسسين لهذه الجمعية المباركة وعضو مجلس ادارتها والمسؤول المالي فيها. سوف يفقدك ساحة الأدب والأدباء وسيبقى ذكرك محفورا في ناديك الأدبي بالمنطقة الشرقية فأنت المؤسس لهذا النادي وجعلت منه صرحا شامخا. سوف تفقدك ساحة الأدب والأدباء وسيبقى ذكرك محفورا في ناديك الأدبي بالمنطقة الشرقية، فأنت المؤسس لهذا النادي وجعلت منه صرحا شامخايا شيخ عبدالرحمن إن اللسان ليعجز والقلم يحار فيما يكتب عنك وعن مآثرك وعطائك وولائك لدينك وولاة أمرك ووطنك. فلقد كانت حياتك حافلة بالعطاء وعامرة ببذل الوقت والمال في سبيل الخير ومشرقة بنور الإيمان لقد افنيت عمرك المديد في طاعة الله والدعوة إليه سبحانه على بصيرة وعلم ونور. فمهما كتبت عنك فلن أوفيك حقك وأنا من عرفتك منذ ثلاثين عاما وصحبتك في بعض رحلاتك الدعوية في الداخل والخارج وكانت أجمل رحلة معك في الدعوة الى الله الى تايلند وخصوصا حين كنا في جنوب بلادنا (فطاني) بصحبة مجموعة من المشايخ الأخيار الشيخ ابراهيم الرشيد، الشيخ خالد الرشودي، الشيخ عبدالعزيز النصار ضمن وفد الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالمنطقة الشرقية. لن استطرد في الحديث عن ذكر مآثرك الجميلة ومواقفك النبيلة فالمشايخ وعلماء المنطقة وغيرهم الرغبة الصادقة في التعبير عن فقدك ولكن المقام لا يتسع للجميع. نبذة عن حياة الشيخ ولد الشيخ عبدالرحمن بن عبدالكريم بن محمد العبيد بمدينة الجبيل وذلك عام 1353ه ونشأ فيها ثم انتقل الى شقراء ليكون بجوار والده. دراسته: درس في مدرسة الجبيل الأميرية ثم اكمل دراسته في شقراء. طلبه للعلم: عرف عن الشيخ -يرحمه الله- حبه للعلم وأهله كما عرف عنه حبه للادب والتاريخ وكثيرا من فنون العلم، مما دفعه لتحصيل العلم الذاتي وذلك من خلال مجالسة اهل العلم والعلماء والإفادة منهم وأفاد كثيرا من مجاله الشيخ محمد بن سليمان آل سليمان القاضي بالمحكمة الكبرى بالدمام سابقا. أعمال الشيخ ووظائفه تحدث الشيخ عن سيرته العملية في أحد اللقاءات فقال: عملت بإدارة المرفأ بالجبيل عام 1370ه ثم انتقلت الى الدمام بوظيفة محاسب مرافئ فمأمور مرفأ بميناء الملك عبدالعزيز ثم انتقلت الى وزارة المعارف آنذاك بوظيفة رئيس قسم، وفي عام 1388ه توجهت الى العمل الحر وأثناء ذلك عملت مديرا لتحرير جريدة (اخبار الظهران) حتى توقفت. وفي عام 1410 عينت رئيسا للنادي الأدبي بالمنطقة الشرقية كما عينت عضوا في مجلس المنطقة. عضوية الشيخ يمتلك الشيخ -يرحمه الله- عدة عضويات منها: 1- عضو في إدارة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم. 2- عضو متعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية. 3- عضو الجمعية للأدباء السعوديين بجامعة أم القرى. 4- عضو هيئة تحرير الموسوعة الجغرافية لبلدان المملكة بجامعة الملك سعود. 5- عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية. 6- عضو اللجنة العليا لتسمية الشوارع والميادين بالمنطقة. مؤلفات الشيخ: ألّف الشيخ العديد من الكتب منها: 1-أصول المنهج الإسلامي. 2- الموسوعة الجغرافية لشرق البلاد العربية السعودية. 3- الأدب في الخليج العربي. 4-كتاب شعر في موكب الفجر. 5-الأدب والمؤسسات الثقافية نادي المنطقة الشرقية الأدبي نموذجا. 6- قبيلة العوازم. 7-الجبيل ماضيها وحاضرها. وفاته: توفي رحمه الله فجر يوم الاثنين الموافق 13/2/1432ه. فرحمه الله رحمة واسعة ،وأسكنه فسيح جناته.
لم يتقاض أي راتب أو مكافأة على أعماله تحدث فضيلة الشيخ يوسف العفالق قاضي محكمة الاستئناف بالمنطقة الشرقية عن الفقيد العبيد قائلا: لقد فجعت المنطقة الشرقية على وجه الخصوص والوطن عموما بفقد علم من أعلامها البارزين في مجال الدعوة الى الله وفي مجال التاريخ والشعر والأدب – وقلما تجد مثل هذه الشخصية – لقد عرفت الشيخ منذ ما يزيد عن ثلاثين سنة و معه اوائل المؤسسين لجمعية تحفيظ القرآن الكريم، حيث كانت البداية ضعيفة ومتواضعة ولكن العزيمة كانت قوية وراسخة كالجبال فكانت في البداية أي الجمعية عبارة عن غرفة واحدة واليوم هي أدوار متعددة وقد عمل الشيخ عضوا دائما وفاعلا في إدارتها كما انه كان المسؤول المالي فيها وكان حريصا على مال الجمعية وصرفها بكل دقة في مكانها فهو قوي أمين ولا نزكي على الله أحدا. حضور دائم ومشاركة فاعلة واضاف فضيلة الشيخ يوسف العفالق قائلا: لقد عرف عن الشيخ ايضا مشاركته وحضوره لأغلب مناسبات الجمعية والقاء الكلمات في هذه المناسبات ليس في المدن فحسب بل حتى في القرى وهجر الصمان وغيرها ،ولم يمنعه كبر سنه وتعبه مؤخرا من المشاركة – بل وكان يشارك بإلقاء الكلمات التوجيهية لطلاب المراكز الصيفية التابعة للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم فهو مهتم بجانب الشباب والخوف عليهم من الانحراف الفكري والأخلاقي. مستصغراً لنفسه وقال الشيخ يوسف العفالق :ومما عرف عن الشيخ التواضع ولين الجانب فكان مستصغرا لنفسه وهو من هو في دعوته وأدبه وتاريخه وهذا شأن العظماء من الناس ،ولذلك اذا أثنى على احد فهو لا يبالغ بل يمدح بصدق و هو أهل للثناء والمدح. والشيخ -رحمه الله- في اعماله لم يتسلم ولم يأخذ ريالا واحدا بل كان يدفع ويدعم من ماله الخاص ،وقبل وفاته بمدة يسيره جمع موظفي الجمعية وجميع رجالات مكاتبها في المنطقة في مزرعته وأكرمهم .نسأل الله ان يُكرمه بجنات النعيم. قاد المركبة بأمان صاحب الفضيلة الشيخ ابراهيم السياري رئيس المحكمة العامة بالدمام تحدث عن رحيل الشيخ عبدالرحمن العبيد قائلا: إننا بفقد الشيخ عبدالرحمن العبيد يرحمه الله نكون قد فقدنا احد أعلامنا البارزين في مجال الدعوة والتاريخ والادب والشعر. وكما هو معلوم لدى الجميع إنه اول رئيس للنادي الادبي بالمنطقة الشرقية ، ان مجال الشعر والأدب له اتجهات متعددة لكنه بحكمته وبصيرته استطاع ان يحتوي جميع الاتجهات دون ان يمس بثوابت الدين او الشرع ولذلك كان مقبولا لدى الجميع وان وجد بعض الاختلاف لكنه استطاع ان يصل بسفينة الأدب الى بر الأمان إن صح التعبير. أصول المنهج الإسلامي وأضاف فضيلة الشيخ السياري قائلا: لقد عرفنا الشيخ محبا للخير وداعيا اليه ولا أدل على ذلك ما أفناه من عمره في الدعوة الى الله والتأليف. ومن يعرف الشيخ عبدالرحمن العبيد لا يملك إلا ان يذرف الدمع ويحزن على فراقه مع التسليم التام لقضاء الله وقدره فالموت حق في رقاب العباد ،ولكن لفقد العظماء والنبلاء والدعاة والعلماء اثر في النفوس للفراغ الذي يتركونه بعد رحيلهم لذلك نسأل الله أن يعوض الأمة خيرا بفقد علمائنا ودعاتها وان يرحم الشيخ ويسكنه فسيح جناته.
فقدنا علمًا من أعلام الدعوة إلى الله كما تحدث معالي الشيخ ابراهيم بن سليمان الرشيد رئيس محكمة الاستئناف الادارية بالمنطقة الشرقية ورئيس المحكمة الادارية فيها عن الفقيد قائلا: الشيخ عبدالرحمن العبيد علم من اعلام الدعوة الى الله خصوصا في المنطقة الشرقية في مدنها وقراها وهجرها عرفته مساجدها خطيبا وواعظا ومرشدا وناصحا وموجها فنفع الله به خلقا كثيرا. فرحم الله الشيخ عبدالرحمن رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته. لقد عرفت الشيخ منذ زمن بعيد وعرفت فيه حسن الخلق ولين الجانب والتواضع الجم وحب الخير والسعي اليه ونفع الناس ولاشك ان فقد الشيخ خسارة كبيرة – لكن – تلكم هي سنة الله في الحياة فالموت حق وقد مات سيد الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وذلك عزؤنا في فقده وفقد العلماء والدعاة واهل الفضل والمصلحين.
من جهته تحدث فضيلة الشيخ عبدالله اللحيدان مدير فرع وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد بالمنطقة الشرقية عن رحيل الشيخ العبيد رحمه الله فقال: لقد فقدت ساحة الدعوة الى الله علما من اعلامها الذين بذلوا وقتهم وحياتهم لله فقد كان واعظا وناصحا وموجها ومرشدا للناس الى دروب الخير ومحذرا لهم من دروب الشر فالشيخ عبدالرحمن العبيد شخصيات متعدد في شخص واحد. فهو الداعية الحكيم الذي يدعو الى الله على بصيرة ونور من امره متمثلا قول الحق تبارك وتعالى: (ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) يشهد له بهذا العمل الجليل مساجد المنطقة وقراها وهجرها. كما ان الشيخ يرحمه الله مؤلف بارع ليس في مجال واحد بل في عدة مجالات في الدعوة والادب والتاريخ والشعر. فهو الداعية والاديب والمؤرخ والشاعر الذي تربع حبه على قلوب اهل المنطقة لما عرفوا عنه ومنه من اخلاق كريمة وصفات عظيمة وتواضع جم.