شتان مابين الاوضاع التي كانت عليها محافظة النعيرية في عام 1990م من نزوح شبه جماعي لاهالي المحافظة وتواجد عسكري كثيف وبين الاوضاع التي تعيشها المحافظة هذه الايام ومنذ بداية الهجوم العسكري الامريكي والبريطاني ضد العراق حيث يمارس المواطنون والمقيمون في النعيرية حياتهم اليومية بشكل طبيعي بعيدا عن هاجس الخوف او القلق من هذه الحرب نظرا لبعد محافظة النعيرية عن الحدود الكويتية ب 150 كيلو مترا الا ان اخبار الحرب اصبحت هي حديث المجالس من جميع الفئات كما في كل انحاء العالم. وللنعيرية نصيب من تواجد بعض العائلات الكويتية التي خرجت من الكويت بعد اطلاق الصواريخ العراقية على الكويت يوم الخميس الماضي. (اليوم) رصدت الاوضاع داخل محافظة النعيرية وتابعت الحركة التجارية وانتظام طلاب المدارس والتقت ببعض المواطنين وببعض الاخوة الكويتيين. طغت اخبار الحرب الامريكية البريطانية ضد العراق على حديث المجالس والتجمعات بمختلف الفئات سواء من كبار السن او حتى الشباب وحتى ايضا مجالس النساء انتقلت من الموضة واخر صيحات الى التسابق في نقل اخر مستجدات الحرب. الكثير من الشباب اتجه الى مقاهي الانترنت لمتابعة اخر الاخبار مما زاد الاقبال على هذه المقاهي منذ بداية الحرب. اما الحركة التجارية والتسويقية بالنعيرية فهي كما هي لم يطرأ عليها اي تغيير يذكر ولم يشاهد اي من المواطنين وهو يقوم بشراء مواد غذائية بكميات كبيرة بل على العكس فقد شهدت محلات بيع الاواني المنزلية قلة في الاقبال كما يذكر احد اصحابها ل (اليوم). سوق الخضرة لم يشهد اقبالا يستحق الذكر فالاقبال هو نفسه لم يتغير. (اليوم) تجولت في شوارع محافظة النعيرية ولاحظت كثرة نقاط التفتيش التي وضعتها الجهات الامنية خاصة في مداخل المحافظة وداخل السوق التجاري والتقت بمواطنين ومقيمين ذكروا ل (اليوم) بأن الاوضاع طبيعية والطمأنينة موجودة وليس هناك اي مخاوف كما ان النية غير موجودة ولو حتى بالتفكير للخروج من النعيرية لعدم وجود مايستدعي ذلك. مدير مركز الاشراف التربوي محمد سعود الغنيم ومندوب تعليم البنات عبدالله فايز الدخيل ذكرا ل (اليوم) أن اوضاع المدارس طبيعية جدا وتسير حسب ماهو مخطط لها دون اي تغيير ولم تسجل اي من حالات الغياب كما ان جميع المعلمين والمعلمات كانوا على رأس العمل ولم يشهد حضورهم اي غياب. كما زارت (اليوم) احد المجمعات السكنية داخل المحافظة والتقت باحد الاخوة الاشقاء الكويتيين حيث ذكر بعد ان تردد في الاجابة ان الاوضاع داخل الكويت في الوقت الحالي مستقرة بعد الهزة التي اصابتها اثر الصواريخ العراقية التي تسقط على شمال الكويت وانني موجود بصحبة العائلة منذ ثلاثة ايام. واضاف أن الصواريخ ليست هي سبب الذعر الذي اصاب الاهالي لانها بعيدة عن التجمعات السكانية بل سبب الذعر هو الاصوات التي تطلقها صافرات الانذار واضاف سليمان السعدي ان اول صافرة انذار اطلقت صباح الخميس الماضي كانت مخيفة جدا ولكن بعد توالي الانذارات اصبحت شيئا طبيعيا وعاديا ومع هذا لايزال بعض المواطنين ملتزمين بالبقاء داخل منازلهم معظم الوقت فالتوتر والقلق لايزال موجودا وسيبقى موجودا مادام صدام حسين على رأس الحكم العراقي. يوسف العبدالله خالفهم الرأي مؤكدا أنه لم يأت لمحافظة النعيرية هروبا من الحرب بل جاء لزيارة اقاربه بالنعيرية بعد الاجازة التي منحت لطلاب المدارس وساعود في الاسبوع القادم ان شاء الله نافيا ان يكون هناك نزوح جماعي من الكويتيين.