شهد منفذ الرقعي الحدودي الذي يربط بين المملكة ودولة الكويت خلال الايام الماضية وبالتحديد في الايام الاولى من بداية الهجوم الذي شنته القوات الامريكية والبريطانية ضد القوات العراقية في نزوح عدد من العائلات الكويتية بشكل غير معتاد بحثا عن الامان لهم ولاولادهم وابتعادا عن الحرب والآثار المترتبة عليها بعد القلق النفسي الذي اصاب البعض اثر توالي سقوط الصواريخ العراقية على الكويت مما استدعى الى قيام الحكومة الكويتية باطلاق صافرات الانذار معلنة وجود الخطر وهو ما ادى الى زيادة الرعب داخل نفوس المواطنين وبخاصة النساء والاطفال. هذه المخاوف تجاوزت الكويتيين الى الرعايا العرب والاجانب المقيمين في الكويت والذين هرعوا بالالاف فارين من ويلات الحرب وناجين بأنفسهم واولادهم عبر منفذ الرقعي رغبة في وصولهم الى بلدانهم عبر اراضي المملكة عن طريق البر هذه الاحداث كانت عناوين للايام الخمسة الاولى من بداية الحرب اما في اليومين الاخيرين فقد بدأت الاوضاع في منفذ الرقعي هادئة وطبيعية ولا يوجد ما يدعو لشد الانتباه فالسيارات الكويتية قليلة والامور تسير بشكل طبيعي. "اليوم" تواجدت داخل منفذ الرقعي ونقلت الصورة داخل المنفذ حيث كانت الاوضاع طبيعية. كما تابعت دخول السيارات الكويتية عبر منفذ الرقعي على بعد امتار قليلة عن منفذ الرقعي سألنا احد العمالة والذي يقوم ببيع التمور عن حركة البيع والشراء من قبل المواطنين الكويتيين فاجاب: في الايام التي قبل بدء الحرب كانت الحركة جيدة ويوم الخميس والجمعة الماضيين كانت هناك عائلات كويتية كثيرة اشترت مني التمور كما تشاهد في هذا اليوم فاعداد السيارات العائلية الكويتية قليلة جدا وهذا ما شاهدناه بالفعل فطيلة الساعات التي أمضيناها بالقرب من المنفذ ربما لا تتعدى السيارات الكويتية التي عبرت 40 سيارة وفي احدى محطات تعبئة الوقود التقينا باحد الكويتيين الذي وصل بصحبة عائلته وقال عن الاوضاع داخل الكويت في الوقت الحالي واحوال الشعب الكويتي بعد خمسة ايام من بدء العمليات العسكرية الامريكية والبريطانية ضد العراق فقال وليد الرشيدي انا من سكان الفردوس وهي منطقة قريبة من الجهراء حيث لا تبعد اكثر من 20 كيلومترا تقريبا وان الاوضاع في هذه المنطقة طبيعية فما بالك بالمناطق الوسطى والبعيدة عن الحدود العراقية فهي اكثر اطمئنانا ولكن ايضا احب ان اضيف بان الخوف من الاشياء التي فطر عليها البشر وهناك اناس وهم قلة لا يزالون يعيشون في قلق ورعب خاصة بعد ان يسمعوا صافرة الانذار معلنة عن وجود خطر فيلجأون الى الغرف الخاصة التي جهزوها ويظلون فيها حتى يسمعوا صافرة الانذار معلنة زوال الخطر. واضاف بان اليومين الأولين من بداية الحرب كان الشعور بالخوف موجودا لدى غالبية الشعب الكويتي وكان الكثير يفكر في الخروج من الكويت بحثا عن الامن والامان له ولاسرته وبدأت الشوارع والطرقات والاسواق خلالها شبه خالية ولكن الاوضاع اختلفت بعد ذلك بعد ان تأكد ان صدام حسين لا يملك صواريخ يستطيع ان يهدد بها امن وسلامة الشعب الكويتي حيث يسود جو من الهدوء والطمأنينة اكثر من الاول. الآن وانا قادم من الكويت اطلقت صافرة الانذار مرتين ومع ذلك توجد سيارات تسير في الطرقات وهذا دليل على ان الاوضاع عادت للهدوء والخوف بدأ يتلاشى قليلا. وعن الاسباب التي دعته لترك الكويت قال نحن الآن قادمون من الكويت ولو كان هناك خوف من الحرب او هروب فسيكون في بداية الحرب وليس الآن فمجيئي الى المملكة التي اعتبرها بلدي الثاني من اجل مراجعة لوالدي في احد المستشفيات وبعد يومين سنعود الى الكويت وصدقني سنعود بلا استعدادات غير عادية فوسائل الاعلام المختلفة تعطينا التعليمات وكيفية التعامل عند وقوع الخطر ونحن نتبع هذه الارشادات فقط. وبصراحة حكومتنا كل يوم تطمئنا بان الخطر غير موجود ويضيف اخوه الاصغر (سعد) وهو طالب في المرحلة المتوسطة باننا كنا نخرج لمزاولة كرة القدم والذهاب الى الاسطبلات ولكن بعد وقوع الحرب انقطعنا عن الذهاب وحتى الخروج لمقابلة بعضنا وبعد يومين عادت الاوضاع كما كانت. وبعد خمس ساعات أمضيناها بالقرب من منفذ الرقعي اتجهنا صوب محافظة حفر الباطن والتي تبعد 100 كيلو متر عن منفذ الرقعي وكانت حركة السير قليلة جدا هناك بعض سيارات النقل الكويتية التي اصطفت بجوار محطات الوقود ولكن الوضع يعتبر عاديا كما افادنا عامل المحطة. واثناء وصولنا لمحافظة حفر الباطن ذكر المواطن مبارك العتيبي بانه من الطبيعي ان تشاهد سيارات كويتية بالمحافظة ولكن وجود هذه السيارات اخذ بالزيادة منذ بداية الحرب وهذا بالفعل ما تم ملاحظته حيث تجوب شوارع المحافظة سيارات كويتية وهي تحمل الاطفال والنساء اضافة الى امتلاء مواقف الفنادق والشقق المفروشة بهذه السيارات. وامام احدى الشقق المفروشة التقينا بمالكها الحميدي المطيري فذكر ان الاقبال على الشقق من قبل الكويتيين متوسط على عكس ما كنا نتوقعه من ان الاقبال سيكون كبيرا بعد بدء العمليات العسكرية ضد العراق والانباء التي وصلتنا عن وجود نزوح للكويتين ومع هذا فهناك عوائل كويتية قضت عندنا يومين واكثر ثم سافرت. وعلى العكس من ذلك اضاف موظف سوداني في شقق اخرى بان الاقبال كان كبيرا من الكويتين وهو على غير العادة فالاخوة الكويتيون الموجوديون حاليا تجاوز عددهم ل (70) وهم يشكلون نسبة 90% من عدد مستأجري الشقق واتوقع ان يكون الاقبال في الايام القادمة اكثر. وعن الاستعدادات لاستقبال الكويتيين قال: الاستعدادات عادية جدا ولا يوجد هناك اي تغير. واثناء حديثنا مع موظف الاستقبال دخلت احدى العائلات الكويتية تبحث عن شقة للايجار حيث قال الاب رباح الدبيني ان السبب الذي دعاه الى ترك الكويت والمجيء الى السعودية فذكر بانه جاء لانهاء بعض المشاغل الخاصة والعودة بعد ذلك الى الكويت وليس هروبا او خوفا من الحرب كما يتصوره البعض فالبلاد والحمد لله تعيش في وضع مستقر ولم تؤثر الصواريخ العراقية التي اطلقها نظام صدام على شمال الكويت بعد ان تصدت لها المضادات الارضية وتم تفجيرها وهي بالجو. ولكن ما في شك بان هناك خوف وقلق لدى الامهات والاطفال بعد خمسة ايام من بدء الحرب. وعن الاستعدادات التي قام بها تفاديا لمخاطر الحرب قال: الدولة لم تقصر معنا في شيء ووجهت جميع وسائل الاعلام لنشر الوعي بين المواطنين في كيفية التعامل عند وقوع الخطر ونحن نتبع الارشادات الخاصة بالدفاع المدني. وكل بيت في الكويت قام بتجهيز غرفة خاصة تكون ملجأ لهم ولاطفالهم عند وقوع الخطر. وبهذه المناسبة اشكر المملكة حكومة وشعبا على وقوفها مع اشقائهم الكويتيين ولم تقصر معنا ابدا فجميع اجراءات دخولنا كانت ميسرة وسهلة واشكر مدير جمارك منفذ الرقعي ومدير جوازات الرقعي على الاريحية في التعامل معنا ولا يمكن للشعب الكويتي ان ينسى الوقفة التي وقفوها معنا ابان غزو الكويت. وقبل ان ننهي جولتنا في محافظة حفر الباطن والتي تبعد عن محافظة النعيرية 260 كيلو متر ذهبنا الى محلات الصيرفة لمعرفة سعر الدينار الكويتي بالريال السعودي خاصة بعد ان نزلت العملة الى 7 ريالات بعد بداية الغزو مباشرة الا اننا وجدنا ان الدينار في محلات الصيرفة يساوي اثني عشر ريالا الا ربع اما في احدى البنوك فذكر احد الموظفين انه يساوي 10 ريالات فقط. سيارات كويتية في الخفجي انزال العفش في احدى الشقق المفروشة