تشهد محافظة النعيرية هذه الايام هدوءا تاما وحركة اعتيادية من المواطنين بعد مرور 13 يوما من بدء العمليات العسكرية التي تشنها القوات الامريكية والبريطانية ضد الشعب العراقي المغلوب على امره. فالاسواق التجارية لا تزال الحركة فيها كما هي والزوار يأتون الى النعيرية من كل القرى والمراكز التابعة لها والمدارس الحكومية والاهلية تسير كما ينبغي حضور دائم من المعلمين والمعلمات والطلاب.. وموظفو الدوائر الحكومية كل في عمله. فالاعمال اليومية تسير حسب المعتاد ولكن يبقى الشيء الوحيد الذي يشد الانتباه والشيء الوحيد الذي تغير بسبب الحرب هو المتابعة المستمرة لاخبار الحرب من قبل جميع الفئات بالمجتمع صغارا وكبارا ذكورا واناثا حتى كبار السن الذين لم يشاهدوا التلفاز من قبل بدأوا بمتابعة الاخبار اليومية مما انعكس على التجمعات العائلية و الشبابية واصبحت الحرب هي حديث المجالس ولا حديث الا عن الاطفال العراقيين وعن الاجرام الذي يقوم به بوش وجماعته ضد الشعب العراقي. "اليوم" التقت بمحافظ النعيرية سليمان بن حمد بن جبرين وبعدد من المسؤولين كما تجولت في شوارع المحافظة ونقلت صورة واقعية لما يعيشه الاهالي والمقيمون وعن الحركة داخل المحافظة والتقت ببعض الاهالي. أوضاع مستقرة ففي بداية جولتنا ذكر محافظ النعيرية سليمان بن حمد بن جبرين ل "اليوم" ان الاوضاع داخل المحافظة مستقرة ولله الحمد والمواطنون يعيشون في هدوء تام وهم بعيدون عن الحرب وكأن شيئا لم يكن فالدوائر الحكومية تسير كما هي والمدارس منتظمة والحركة التجارية لم تتغير وهي ثابتة كما ان العمالة مازالت موجودة وليس هناك طلبات بشأن سفرهم الى بلدانهم فالنعيرية مثلها مثل بقية محافظات المملكة يسودها الهدوء بسبب سياسة الدولة من الحرب. وعن استعدادات المحافظة لاستقبال اللاجئين قال هناك عدة اماكن للايواء وهي موجودة ومجهزة ولكنها لم تستخدم لعدم وجود لاجئين كويتيين. واضاف مدير ادارة الدفاع المدني بالنعيرية المقدم صالح بن مهدي ال هتيلة ان الاوضاع طبيعية ورجال الدفاع المدني على استعداد تام لمواجهة اي طارىء. اما مدير ادارة الاوقاف والمساجد والدعوة والارشاد الشيخ عبدالله مفرح العنزي فذكر ان الامة تمر بفتنة اختلقها هذا الطاغية صدام الذي كان سببا في تكالب اعداء الله على المسلمين ونحن في النعيرية نعيش ما تعيشه باقي محافظات المملكة من استقرار وطيب المعيشة فالمساجد ممتلئة بالمصلين ولاشك انه في مثل هذه الايام يرجع المسلمون الى ربهم فيمكثون بالمساجد الساعات الطوال. وقد قامت ادارة الاوقاف بالتنسيق مع الدفاع المدني بتحديد وتجهيز 20 جامعا في محافظة النعيرية وفي القرى والمراكز التابعة لها لتكون مكانا للايواء. وكذلك تزويد ائمة المساجد بالاشرطة التي وجهت لهم من الدفاع المدني وفيها كيفية التعامل عند وقوع الخطر واحتمال وقوع الخطر وزوال الخطر وتحديد مسجدين بالنعيرية لاستخدام الميكرفونات الخارجية لتنبيه المواطنين. المدارس منتظمة وعن انتظام طلاب المدارس واوضاع مدارس البنين بالمحافظة ذكر مدير مركز الاشراف التربوي بالنعيرية محمد سعود الغنيم بان جميع مدارس قطاع النعيرية والبالغ عددها 70 مدرسة تسير فيها الامور بشكل طبيعي جدا ولم تشهد اي مدرسة غيابا جماعيا او اي حالة غياب لفتت الانتباه وهذا ما ذكره لي مديرو المدارس من خلال اجتماعي بهم واضاف انه تم تحديد مدرستين بالنعيرية لتكونا مكانا للايواء عند الحاجة. وعن اوضاع مدارس البنات قال مندوب مندوبية تعليم البنات بالنعيرية عبدالله فايز الدخيل ان جميع التقارير التي تأتيه من مدارس البنات تشير الى ان الاوضاع مستقرة والغياب طبيعي جدا والمعلمات على رأس العمل ولايوجد اي شىء يلفت الانتباه. تفتيش مكثف "اليوم" تجولت في شوارع النعيرية وقامت بزيارة للاسواق التجارية ومكاتب العقار حيث لوحظ ان نقاط التفتيش في شوارع المحافظة مكثفة بشكل كبير جدا فبعد كل 300 متر تجد نقطة تفتيش وخاصة داخل السوق التجاري كما ان مدير شرطة النعيرية بالانابة المقدم فهد حسن القحطاني شوهد اكثر من مرة وهو يشرف بنفسه على نقاط التفتيش كما ان الحركة التجارية لا تزال ثابتة والبيع والشراء لم يتغير شيء والاسعار هي كما هي لم ترتفع ولم تهبط وهذا ما اكده رجل الاعمال مطلق فهد الدعيج واضاف ان السوق التجاري لايزال يشهد اقبالا من الاهالي و لم يطرأ عليه اي تغيير. حركة العقار وعلى الصعيد العقاري ذكر صاحب مكتب للعقار على الجميعة ان حركة البيع والشراء تشهد ركودا بعد بدء الحرب ولا تزال الاسعار كما هي ثابتة وان كانت الحركة قبل بدء الحرب انشط قليلا وان الناس متخوفون من الحرب وهو ما منع البعض من شراء العقارات. وعن تواجد العائلات الكويتية اضاف احد موظفي الاستقبال في شقق مفروشة ان الايام الاولى من بدء الحرب كانت هناك عائلات كويتية جاءت هروبا من الحرب ولكن الان وكما ترى لا يوجد ولا عائلة كويتية وعن اسعار الشقق قال لا زيادة ولا نقصان. الشباب وعن الاوضاع داخل النعيرية بالنسبة للشباب ذكر المواطن احمد الركيان ان الحرب اثرت على الشباب من ناحية الاهتمام بالاخبار حيث يجتمع الشباب لساعات طويلة وهم يشهدون الاخبار وينتقلون من قناة الى قناة بحثا عن كل جديد وهذا غالبا ما يكون بعد المغرب كما ان الشباب يختلفون في متابعة الاخبار فمنهم من يفضلها عبر التلفاز ومنهم من يريدها بواسطة الانترنت وهذا مما انعش حركة مقاهي الانترنت وزاد الاقبال عليها وبعضهم بواسطة الصحف اليومية واضاف المواطن احمد المحيسن ان الكثير من الشباب الذين كانوا لا يهتمون بمتابعة الاخبار تغيرت احوالهم بعد الحرب واصبحت الاخبار هي شغلهم الشاغل فبدلا من مشاهدة المسلسلات والافلام والمباريات تحولوا الى الاخبار. كما شهدت المراكز والقرى التابعة لمحافظة النعيرية هدوءا تاما وبدأت الحياة فيها طبيعية جدا وذكر المواطن عبدالله العجمي من مركز الصرار ان اهالي الصرار يعيشون وضعا طبيعيا ولم تغير فيهم الحرب اي شيء فالكل في عمله وان كان بعض المواطنين قلقين على اقاربهم الذين يعيشون في الكويت الا انهم ينعمون باستقرار تام. واضاف فهد جلوي العيد امام وخطيب الجامع الكبير بنطاع ان جميع الاوضاع في مركز نطاع تسير على ما يرام والمواطنون يعيشون باستقرار والمساجد ولله ممتلئة بالمصلين وهذا الفضل من الله عز وجل. من جهة اخرى يستقبل مستشفى النعيرية اواي من المستشفيات بقطاع النعيرية اي حالة غير طبيعية او قلق نفسي جراء الحرب. كثافة في المرور المدارس منتظمة