افتتح وزير المعارف الدكتور محمد بن أحمد الرشيد أمس اللقاء الثامن للتعليم الاهلى بالمملكة والذى تستضيفه الادارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض لمدة يومين وذلك فى قاعة الاحتفالات الكبرى بمدارس المملكة بالرياض. وقد أقيم حفل خطابى بهذه المناسبة بدىء بتلاوة آيات من الذكر الحكيم. عقب ذلك القى المدير العام للتعليم بمنطقة الرياض الدكتور عبد الله بن عبد العزيز المعيلى كلمة قال فيها ان العناية بالنشء والاهتمام بالجيل مطلب جليل ومقصد عظيم تسعى اليه الامم جاهدة من اجل تحقيق غد مشرق ومستقبل زاهر يعلى شأنها ويرفع مكانتها ويحقق لها ما تصبو اليه من سعادة أبنائها ورقى شعوبها وعز بلادها ومن اجل ذلك فلا بد من التأمل الجاد فى واقعنا التربوى ومخرجاته ورسم الخطط وفق رؤية صائبة تحقق المقاصد السامية والاهداف المأمولة. وأضاف ان المدارس ودور التعليم فى كافة مستوياتها هى محاضن الجيل وهى الحصن الحصين تكمن فيه حماية الامة والحفاظ على أصالتها وبقائها ونقائها وهذه الدور تحوى أثمن ما نملكه تحتضن المستقبل الزاهر بكل اماله وأحلامه انها ثروة تتضاءل أمامها كنوز الارض جميعها وتقع المسؤولية على عاتق من وكل اليهم رعايتها وصيانتها والحفاظ عليها. وبين أن الاستثمار فى مجال التربية والتعليم هو استثمار فى الانسان ولهذا الاستثمار عوائده الاغلى والاعلى من عوائد الاستثمار فى أى مجال فيه تبنى العقول وتهذب الاخلاق ويوجه السلوك وتتربى النفوس. ودعا المدارس الاهلية الى تبنى برامج تعنى بتربية الطلاب من خلال حثهم على الاقبال على العلم واكسابه بهمة وعزم قوى وأن يتعلموا كيف يحصلون عليه من مصادره الموثوقة وأن يرسموا أهدافهم ليكونوا بناة أقوياء لوطن يستحق منهم السعى فى بنائه وتنميته بكل صدق وأمانة واقتدار. عقب ذلك القيت كلمة ملاك المدارس القاها نيابة عنهم عمار التويجرى اوضح فيها اهمية تقويم المدارس لادائها والعمل على تطويره للقيام بعملها على اكمل وجه نحو تحقيق تربية شاملة ومبدعة من خلال تبنيها مناهج اضافية فى فن التفكير وهندسة المعرفة مما ينمى قدرات الطلاب ودفعهم لتعلم المبادرة الذاتية وتوفير فترات للنشاط الابداعى واجراء التجارب المخبرية. وبين ان كثيرا من المدارس الاهلية قامت بتحديث مبانيها وتطوير مرافقها وتجديد مشاغلها ومعاملها وتنويع نشاطاتها ليسهم كل ذلك فى الكشف عن المواهب والابداع لدى المتعلم. بعد ذلك القى وزير المعارف كلمة اشار فيها الى اهمية التعاون بين التعليم الاهلى والتعليم الحكومى وقال : التعليم الاهلى الذى لا تشرف عليه الحكومة وتضع ضوابطه وتسهم فى دعمه لن يؤتي افضل ثماره بل ربما تحول الى تجارة بحتة تكون وبالا على العلم وأهله وعلى البلاد والعباد.. والتعليم الحكومى الذى لا يتعاون معه الاهالى ويرفدونه بأموالهم واوقاتهم ومشورتهم وخبراتهم كالطائر الذى يطير بجناح واحد لايستطيع التحليق وهذا ما يشهد به الواقع فى بعض بلاد العالم اليوم. واضاف : هذه المعية ليست على طريق العمل او العلم او النجاح فحسب بل تتخطى ذلك كله لتكون على طريق الابداع الذى لا يقوم الا على العلم والعمل والنجاح والتفوق.. ومما يساعد على هذا الابداع ودور التعليم الاهلى فيه أكبر بذل الجهد المستطاع فى حسن انتقاء افضل المعلمين والحرص على تميز المبانى والتجهيزات والمرافق المختلفة ووضع برامج اضافية واستخدام اساليب تعليمية متطورة ومبتكرة.