قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر امس الثلاثاء ان عدد الاصابات الناجمة عن القتال العنيف في بغداد يتخطى القدرة الاستيعابية للمستشفيات، فيما يجعل نقص المياه والافتقار للتجهيزات والفرق الطبية الوضع ميئوسا. وقالت الناطقة بلسان الصليب الاحمر ندى دوماني لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) ان المستشفيات حول بغداد تتجاوز طاقتها بكثير. وقالت انها لا تستطيع تقديم تفاصيل دقيقة حول عدد الاصابات الناجمة عن القتال الكثيف، إلا أنها قالت انه في مستشفى الكندي الذي تفقدته في بغداد، كان هناك 150 شخصا أصيبوا في الساعات الثماني والعشرين الماضية. وقالت دوماني لا أستطيع تقديم نسب دقيقة، ولكن كان من بين الجرحى نساء وأطفال.وقالت ان الصليب الاحمر يسعى لزيارة أكثر عدد ممكن من المستشفيات لمدها بالتجهيزات الطبية. وأضافت ان الافتقار للفرق الطبية والنقص في معدات المستشفيات يزيد من صعوبة علاج الجرحى. وأضافت دوماني ان هناك نقصا كبيرا في إمدادات مياه الشرب. وتعتمد منشات تكرير المياه على الكهرباء، وهي مقطوعة عن بغداد منذ نحو أسبوع. وتعتمد المستشفيات أيضا على مولدات الطاقة. وقالت دوماني ان هذا وضع يثير مشكلات، إنه وضع محفوف بالمخاطر. وقال الصليب الاحمر انه خلال أشرس المعارك التي اندلعت السبت، كانت المستشفيات تستقبل مائة إصابة في الساعة. وتحاول المستشفيات في جنوببغداد أيضا التعامل مع مئات الاصابات في ظل نقص حاد في المواد الطبية. وألغيت قافلة مساعدات إلى احد المستشفيات المكتظة بجنوببغداد، بسبب العمليات العسكرية الامريكية. وأعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها من تفشي الكوليرا وأمراض الجهاز التنفسي القاتلة. وقال إيان سيمسون المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية لصحيفة واشنطن بوست إن الاطباء والممرضات الذين استطاعوا تلبية نداء الواجب في مستشفيات بغداد عثروا على كميات مستهلكة بشكل سيىء من الادوية والامدادات الطبية بسبب الحصار الدولي المفروض على العراق منذ 12 سنة، كما أنها ليست كافية في ظل تزايد عدد الاصابات في صفوف المدنيين والعسكريين. وحذرت المنظمة الدولية أيضا من أن سقوط ضحايا بين المدنيين والعسكريين العراقيين سيؤثر بلا شك على الصحة النفسية للاطفال. وذكر اتحاد دولي مناهض للحرب يرأسه مارك هيرولد وهو أستاذ مساعد في قسم التنمية الاقتصادية والشئون الدولية في جامعة نيو هامبشير الامريكية أن عددا يتراوح ما بين 877 و050ر1 مدنيا لقوا حتفهم منذ بداية الحرب في 20 مارس حسبما تشير تقديراته استنادا إلى تقارير إخبارية من العراق. ولكن لم يرد تأكيد مستقل لهذا الرقم من مصادر حكومية أو منظمات غير حكومية. وتحدث شهود عيان لمراسلي وكالة الانباء الالمانية في بغداد الاحد عن العديد من الوفيات بين المدنيين. وقال شهود العيان أنه يتم نقل الجرحى من المدنيين بسيارات الاجرة والسيارات الخاصة إلى مستشفى الكندي في وسط المدينة.