اعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها البالغ اليوم إزاء محنة السكان المدنيين والجرحى المصابين في العمليات العدائية والمحتجزين . وقد أسفرت العمليات العسكرية التي لا تزال دائرة بما فيها عمليات القصف الجوي الأخيرة عن مزيد من الإصابات في الجزء الجنوبي من البلاد 00وتكاد تنعدم الخدمات الصحية الأساسية في الجنوب فيما يقع أقرب مستشفى يقدم الخدمات في / كيسمايو/ على مسافة يوم أو يومين شمال المنطقة المتضررة . وتناشد اللجنة الدولية مرة أخرى في بيانها الصادر في جنيف كل الأطراف المشاركة في العمليات العدائية بضرورة ضمان معاملة الأسرى والجرحى من المقاتلين معاملة إنسانية وإمدادهم بالعناية الطبية الملائمة واحترام أفراد الطواقم الطبية وحرمة المستشفيات والعيادات وتوفير الحماية اللازمة . وحثتّ اللجنة الدولية جميع الأطراف المشاركة في العمليات العسكرية على اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لتجنب الاعتداء على المدنيين وحمايتهم . واضاف البيان انه منذ اندلاع العمليات القتالية قبل أسبوعين عزّزت اللجنة الدولية دعمها لمرافق طبية متعددة في وسط الصومال وجنوبه إضافة إلى 23 عيادة تديرها جمعية الهلال الأحمر الصومالي وثلاثة مستشفيات في مقديشو . وزوّدت هذه المرافق بمجموع 16,5 طناً من لوازم الاسعافات الأولية والمعدات الجراحية والأدوية . ويعمل في الصومال حاليا فريق من اللجنة الدولية مكوّن من طبيب جرّاح ومختص في التخدير وممرض جميعهم مندوبين من الخارج إلى جانب الطواقم الطبية الصومالية . وقد استقبلت هذه المرافق إلى غاية الآن ما يزيد على 850 جريحا من المدنيين والمقاتلين . كما نقل بيان اللجنة الدولية للصليب الأحمر تصريحا على لسان أوسكار أفوكادري الطبيب في اللجنة الدولية قال فيه // ثمة مشكلة كبيرة تكمن في غياب الثقة والخوف من إمكانية التعرض لأذى 00 فالعديد من الجرحى قد غادر المستشفيات قبل استكمال علاجه فيما البعض الآخر لم يستطع الوصول إلى مركز طبي بسبب القتال الدائر والظروف الأمنية السيئة عموماً 00 وكان من الممكن أن يكون عدد الذين لقوا حتفهم أقل لو تسنى لهم الحصول على الرعاية الطبية في الوقت المناسب //. واوضح البيان // انه على اثر الكوارث الطبيعية وعنف القتال الذي شهدته الصومال خلال عشر سنوات تدهورت أوضاع السكان المدنيين في البلاد إلى حد خطير خلال الأسابيع القليلة الماضية 00وتعتمد غالبية الناس على المساعدات الإنسانية وقد هرب أيضاً المدنيون من منازلهم بعضهم متوجهاً نحو المناطق الحدودية 00وكان هناك نقص كبير في المواد الأساسية قبل اندلاع المعارك الأخيرة // . وطالب رئيس بعثة اللجنة الدولية للصومال باسكال هونت باتخاذ كافة الاحتياطات الممكنة لتجنب إصابة المدنيين كما طالب بتمكين المزارعين من الوصول إلى أراضيهم من أجل زرع البذور التي وزعت مؤخراً بعد انحسار الفيضانات محذرا من نقصاً فظيع في الغذاء في المستقبل القريب اذا لم يتمكنوا من الوصول الى مزارعهم . تجدر الأشارة ان اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقوم بأنشطتها الإنسانية في الصومال منذ عام 1977 وهي واحدة من المنظمات الإنسانية القليلة التي لا تزال تعمل هناك . وتوزع كل عام مواد الإغاثة على أكثر من 500 ألف نازح شردهم النزاع الممتد كما تنفذ ما يزيد على 300 مشروع في مجالات الماء والصحة والزراعة وسبل كسب العيش . // انتهى // 2237 ت م