سلمت منظمة الصليب الاحمر الدولي شحنة مساعدات طبية الى مدينة الفلوجة هي الاولى منذ كانون الثاني (يناير)، واصفة الوضع في هذه المدينة الخارجة عن سيطرة الدولة بأنه "عسير جداً". وزار خمسة من افراد المنظمة الدولية المدينة، التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) منذ مطلع العام الجاري، وسلموا شحنة ادوية للمستشفى الرئيس فيها حيث يعالج مرضى الحروق والاصابات الاخرى. وقالت رئيسة البعثة الفرعية في بغداد باتريشيا غيوته والتي ترأس الوفد الذي زار الفلوجة على بعد 60 كلم عن بغداد، "بذلنا طوال الشهور الماضية قصارى جهدنا من أجل إيصال المساعدات اللازمة إلى الفلوجة وإلى المستشفى الرئيسي هناك، ولكنّنا لم نتمكّن من الوصول إلى المدينة بسبب القتال المحتدِم فيها. وتنتابنا مخاوف شديدة من الأوضاع السائدة هناك". واضافت ان "السكان يعانون من النقص الشديد في المواد الغذائية والمياه والرعاية الصحية. وتضرّرت الخدمات الطبية في المستشفى الذي يُعدّ المرفق الطبي الوحيد الذي ما زال قادراً على تقديم العلاج اللازم للجرحى والمرضى تضرراً شديداً من القتال الذي تدور رحاه هناك". وقال المنظمة ان الفريق الذي قدم شحنة من الحاجات الضرورية وقف "على الاحتياجات الهائلة والأوضاع العسيرة للغاية الناجمة عن القتال الدائر هناك، إذ يرزح الناس في الفلوجة تحت وطأة هذه المحنة الشديدة التي ألمّت بهم". وقتل 350 شخصا منذ اندلاع المواجهات في الفلوجة خلال الاشهر الماضية، بحسب الطبيب احمد شامي المقيم في مستشفى المدينة. ويؤكد الجيش العراقي انه يقصف اهدافا لتنظيم "داعش"، لكن منظمات دولية تشير الى ان "المدنيين وقعوا بين نيران الطرفين". ويسيطر مسلحون من تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) وآخرون ينتمون الى تنظيمات متطرفة مناهضة للحكومة منذ بداية العام الحالي على مدينة الفلوجة ومناطق متفرقة في الرمادي المجاورة، وذلك فيما تواصل قوات الجيش تنفيذ عمليات لملاحقة المسلحين وتحرير المدينة. وادت المواجهات في هذه المنطقة الى نزوح مئات الآلاف من الرمادي والفلوجة. وتشترك محافظة الانبارذات الغالبية السنية، وكبرى مدنها الرمادي، بحدود تمتد لنحو 300 كيلومتر مع سورية.