في أواخر الساعة السادسة من مساء أمس اليوم الواحد والعشرين لحرب العراق أسقط الجنود الأميركيون والشبان العراقيون أضخم تمثال لصدام حسين في ميدان الفردوس أمام فندق فلسطين وسط عاصمة هارون الرشيد. وبعد محاولات دامت ساعتين عجز الشبان العراقيون عن إسقاط التمثال الذي يناهز طوله الأربعة أمتار وظل الجنود الأميركيون المتمرسون في دباباتهم لا يعبأون بما يفعله العراقيون الذين لجأوا أخيرا الى الخيار الأخير وهو الآلة الأميركية التي اعتبروها في خدمتهم.ولعل الأميركيين كانوا يعرفون مسبقا بأن الشبان الكارهين لحكم صدام حسين لن يستطيعوا أن يدمروا التمثال بمطرقة يدوية ولا بالحبل الذي ربطوه حول رقبة التمثال، وبالتالي أدرك المارينز أن رسالتهم الى الشبان ستصل وهي: لن تستطيعوا تدميره بدون آلياتنا.وهكذا جاء المارينز برافعة آلية مركبة على دبابتهم وقاموا بربط حبل الشنق الذي لفه العراقيون حول الزعيم الذي كانوا يعتبرونه يوما أن نظامه لا يقهر وتراجعت الرافعة لتفسح المجال لسقوط التمثال ببطء وعلى مرحلتين، الأولى انحناءته حتى مستوى القاعدة المنتصب عليها وضربه بأحذية الشبان والفتية الغاضبين والثانية بإسقاطه أرضا والدوس عليه بأرجلهم. وكان هذا التمثال الاخير الذي تم تدشينه في بغداد في 28 ابريل 2002 في الذكرى الخامسة والستين لمولد ما كان يعرف بالرئيس العراقي. ويبدو صدام في هذا التمثال البرونزي رافعا يده وواقفا على قاعدة من الرخام محاطة ب 37 عامودا، اذ ان صدام حسين ولد عام 1937. ويحمل كل من هذه الاعمدة حرفي اسم صدام حسين الاولين. وعمد جندي امريكي الى وضع علم امريكي على وجه التمثال، ثم ازاله ووضع علما عراقيا قديما عليه للحظات ومن ثم ازالته وبعد دقائق سقط صدام حسين التمثال الذي حكم العراق لمدة 25 سنة ببطء، على وقع اصوات العراقيين والأميركيين. في هذه الأثناء، اعلن الناطق باسم القيادة الوسطى الاميركية في قاعدة السيلية في دولة قطر أن الحشود المبتهجة التي خرجت الى شوارع بعض احياء بغداد علمت ان النظام قد انتهى ولن يعود ابدا بالشكل نفسه. وكرر الجنرال فنسنت بروكس الاشارة الى النظام بدون لفظ اسم صدام حسين كما هي العادة. وقال الجنرال بروكس ان النظام ينهار، لم يعد يسيطر على بعض المناطق والعاصمة هي احدى هذه المناطق مؤكدا ان جهود النظام العراقي لابقاء سيطرته على بغداد قد توقفت. واضاف ان القوات الامريكية لم تلق استقبالا معاديا من قبل سكان بغداد الذين علموا ان النهاية قريبة لهذا النظام اذا لم يكن قد تبين ذلك. وقال ان اعمال النهب التي جرت في بعض الاحياء انما قام بها اشخاص كانوا مضطهدين لفترة طويلة جدا، نعتقد ان ذلك سيهدأ. وتابع الناطق الامريكي ما نراه الان في الشوارع هو الاعتراف بان النظام انتهى ولن يعود ابدا. جندي أمريكي يلف الجنزير حول رقبة صدام التمثال يهوي حتى مستوى القاعدة