تشهد العاصمة العراقية اعمال نهب لمنازل كبار المسؤولين غداة انهيار نظام البعث في بغداد وقتل احد عناصر مشاة البحرية الاميركية (المارينز) في معارك على الضفة الشمالية لنهر دجلة، بينما سقطت مدينة كركوك الاستراتيجية النفطية في شمال العراق في ايدي المقاتلين الاكراد والجنود الاميركيين وكانت ضحية اعمال نهب ايضا وأسقط تمثال آخر لصدام حسين فيها، كما قتل عناصر من المارينز في هجوم فدائي ببغداد التي اختارت قوات المارينز مقر المخابرات العراقية (المرعبة) فيها لتكون مركز عملياتها وشاهد مراسل وكالة فرانس برس عشرات الجثث ممددة على الارصفة او عالقة داخل سيارات متفحمة أمس الخميس في حي الدورة جنوببغداد اثر قصف اميركي سابق. كما وجدت جثث على الطريق العام الذي يربط بين هذا الحي وبين مطار صدام الدولي الذي يسيطر عليه الامريكيون، فيما ذكر ضباط اميركيون ان قواتهم فتحت هذا الطريق بعدما عطلت مئات الالغام المزروعة عليه. ووجه الرئيس الامريكي جورج بوش كلمة متلفزة الى الشعب العراقي بث البيت الابيض نصها وقال ان نظام صدام حسين يطرد في هذه اللحظات من السلطة. وقال بوش في الكلمة التي كان يفترض بثها عبر التلفزيون العراقي بالتزامن مع كلمة لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير الحليف الرئيسي لواشنطن في حربها ضد العراق، ان الكابوس الذي فرضه صدام حسين على امتكم سينتهي قريبا. وقال بلير ان قواتنا قوات صديقة للشعب العراقي، قوات تحرير وليست قوات غزو. لن تبقى يوما واحدا اكثر مما هو ضروري، العراق الجديد لن تحكمه بريطانيا ولا الولاياتالمتحدة بل الشعب العراقي. ورغم انهيار النظام العراقي، شهدت بغداد معارك متفرقة أمس تدخلت فيها مروحيات قتالية امريكية في مواجهات بين جنود اميركيين ومجموعات من (فدائيي صدام) في حي العطيفية في وسط بغداد، على ما افاد مراسلون. وفي قطاع مجاور، شوهدت دبابتان وثلاث آليات عسكرية عراقية مدمرة كما أعلنت مصادر أمريكية أنه تم العثور على حوالي مائة دبابة عراقية جنوب النجف (150 كم من بغداد) وفجر الجيش الامريكي مساء أمس مخزنا للذخيرة في مجمع القصر الجمهوري الرئاسي في وسط بغداد. وتعرض محيط العاصمة في الصباح الباكر لعمليات قصف جوي. وقتل خمسة مدنيين واصيب ستة بجروح في معارك جرت صباحا قرب مسجد في شمال بغداد، بحسب شهود. وكان ضابط امريكي اعلن في وقت سابق مقتل جندي من المارينز واصابة 13 اخرين بجروح في مواجهات. واعلن الجنرال في سلاح الجو الاميركي فيكتور رينوارت ان بغداد ما زالت مكانا خطرا تجري فيه معارك متقطعة ولكنها عنيفة واعتبر ان القوات الاميركية البريطانية تغطي 50 الى 60% من الاراضي العراقية. واعلن الناطق باسم القيادة الاميركية الوسطى في مؤتمر صحافي في قاعدة السيلية بقطر ان المعارك متواصلة من اجل السيطرة الكاملة على بغداد حيث ما زالت هناك جيوب مقاومة تنشط فيها عناصر من القوات شبه العسكرية العراقية والحرس الجمهوري. وتواصلت عمليات النهب والسلب في بغداد فتعرض مستشفى الكندي، احد ابرز المؤسسات المدنية في العاصمة العراقية صباحا للسرقة على ايدي اشخاص، بعضهم مسلحون، من دون ان تتدخل القوات الامريكية، كما افاد صحافيون. وفي اليوم الثاني والعشرين من الحرب الاميركية البريطانية على العراق، قام عدد من سكان بغداد بنهب منازل العديد من المسؤولين العراقيين تحت انظار القوات الاميركية. ومنها منازل نائب رئيس الوزراء طارق عزيز وحلا ابنة صدام حسين ونجله الأكبر عدي وغيرهم من أفراد العائلة ومن الضباط. كما استهدفت عمليات النهب والحرق السفارة الالمانية والمركز الثقافي الفرنسي في بغداد اضافة الى خمس وزارات عراقية. وفي الشمال تقدمت القوات الكردية وسيطرت على مدينة كركوك من دون معارك بعد انتفاضة السكان داخلها وانسحاب القوات العراقية منها. واثر الاعلان عن سقوط كركوك اعلن وزير الخارجية التركي عبدالله غول في تصريح لتلفزيون (ان تي في) التركي إن تركيا لن تسمح للاجئين الاكراد بتغيير التركيبة الديموغرافية لمدينتي الموصل وكركوك، مؤكدا ان تركيا اتفقت مع الولاياتالمتحدة على ارسال مراقبين عسكريين من انقرة الى شمال العراق للتحقق من ان القوات الكردية العراقية التي دخلت كركوك ستغادرها. وفي المساء اعلن مسؤول في وزارة الخارجية التركية ان تعزيزات امريكية وصلت الى كركوك في شمال العراق لتحل محل القوات الكردية.