قام الجنود الاميركيون بنقل الاموال المودعة في مصارف بغداد لوقف عمليات النهب التي تستهدفها. وقال اللفتنانت كولونيل ماكوي من المارينز لوكالة فرانس برس: بدأنا الثلاثاء جمع المال المودع في المصارف لتجنب استمرار اعمال النهب. وشاهد مراسل فرانس برس الجنود الامريكيين وهم يرمون داخل شاحنة تابعة لهم رزما من النقود كانت مودعة في بنك الرشيد في شارع الجمهورية. ورافق شرطيان عراقيان الجنود الاميركيين وقال احدهم اعتقلنا نحو ثلاثين لصا كانوا ينهبون المصارف واودعناهم السجن. وفي الخارج كان الجنود الاميركيون يبعدون حشدا تجمع امام مدخل المصرف. فهم ينتظرون رحيل جنود المارينز للعودة الى داخل المصرف. وقال الضابط الاميركي منذ الامس جمعنا الاموال التي كانت في ستة مصارف وهي الطريقة الوحيدة لوقف اعمال النهب، لاننا لا نستطيع وضع جنود امام كل مصارف بغداد. وفي ضاحية أبوغريب على طرف بغداد، يمكن للشاري ان يجد اي شيء من الخضار والفاكهة والطيور، الى سوق اللصوص الجديدة التي تغذيها يوميا غنائم آتية من العاصمة العراقية. ويقول احمد صلاح لوكالة فرانس برس، فيما هو جالس وسط اقفاص تتكدس فيها دجاجات بيضاء، ان عددا كبيرا من اهل بغداد يأتون الى هنا لشراء ما يحتاجون اليه. وكانت ابو غريب حتى الامس القريب تثير الرعب في نفوس العراقيين، اذ انها كانت تضم سجنا اشتهر باساليب التعذيب التي كان يعتمدها نظام صدام حسين. وتعرض في سوق البلدة الصغيرة الواقعة على بعد عشرين كيلومترا غرب بغداد بمحاذاة طريق الاردن القديمة، الخضار من البصل والخيار والبطاطس والفول. وهناك ايضا الفاكهة لا سيما التفاح والبرتقال ويبيع الجزارون لحم الغنم. ويقول بائع الفراخ ان الاعمال جيدة، مؤكدا ان الاسعار لم ترتفع منذ بداية الحرب. ويؤكد الزبائن الامر. ويأتي هؤلاء الزبائن الى ابو غريب لشراء المواد الغذائية غير المتوافرة في بغداد التي تتعرض منذ ايام لعمليات نهب والتي لا تزال متاجرها مقفلة بمعظمها. ويشعر التجار بالارتياح في ابو غريب ويرفضون مهما كان الثمن الذهاب الى بغداد. ويقول احد تجار الخضار الوضع خطير جدا هناك. ويقول فاضل احمد كاسب، المسؤول في شرطة المنطقة بسرور ظاهر لوكالة فرانس برس، الحرب انتهت. اننا نحيا من جديد. ويدل ضاحكا على زحمة السير الخانقة على الطريق القديمة التي تقود عبر الصحراء الى الحدود الاردنية. ولا يأتي على ذكر كل الشاحنات والسيارات التي تعرقل السير والآتية من ضاحية بغداد والمحملة بشتى البضائع المسروقة، وكأنه لا يراها علما انها في كل مكان، ويوجد في داخل بعضها رجال مسلحون. وتتألف حمولة السيارات والشاحنات من اكياس من الورق او قطع القماش الخام الابيض المليئة بالسلع المسروقة من الشاي والسكر والدقيق والارز وغيرها وتمر بينها شاحنة تتدلى منها ثلاجة ضخمة تلمس الارض محدثة لدى اصطدامها بها شرارة تختلط بغبار ودخان. بعد دقائق، يمر صهريج اطفاء يجر قاطرة محملة بالكابلات ثم شاحنة اخرى صغيرة تجر بصعوبة رافعة قديمة. ويتوقف عدد كبير من هذه الشاحنات عند طرف ابو غريب حيث ينتشر بائعو سوق اللصوص الجديدة ليعرضوا ما غنموه من الحرب، وهو سوق يتوقع لها ان تتسع وتكبر في الايام المقبلة. الا ان عواد علي (30 عاما)، الموظف في وزارة التجارة، يشعر بالغضب الشديد ازاء هذه المشاهد. ويقول: نريد ان يوقف الاميركيون اعمال السرقة هذه وان يعتقلوا القائمين بها. ويشير الى انه يؤمن الحراسة برفقة اصدقاء لمحل تابع للقطاع العام في كرما، الواقعة على بعد بضعة كيلومترات غرب ابو غريب. ويؤكد ان عددا كبيرا من عناصر جيش صدام حسين يشاركون في اعمال النهب التي تنتشر في المنطقة مستعينين باسلحتهم.