سمير العصفوري مخرج له ثقله في مجال الإخراج المسرحي ومن اهم مميزاته ان لديه نوع من المرونة يجعله يتطور في اعماله المسرحية حسب ما تقتضيه طبيعة الجمهور وثقافته , ومسرحيته الأخيرة طرائيعو التي تعرض حاليا في القاهرة تمثل المرحلة الحديثة في حياة العصفوري الفنية. الاستعرضات الحديثة من اهم عناصره المسرحية: استخدم سمير العصفوري الاستعرضات الحديثة في المسرحية بشكل كبير , فكثير من اجزاء المسرحية يتخللها مناطق استعراضية وهذا ما يعتمد عليه غالبا العصفوري في مسرحياته ولكن الجديد في طرائيعو التقنيات الحديثة في الرقص , فنجد في بداية المسرحية مجموعة من الرقصات في مولد شعبي والمفروض ان تقدم بطريقة شعبية ولكن العصفوري جعل الرقص داخل المولد شعبي رقصا حديثا معتمدا على موسيقى كرايكا وغناء مدحت صالح وهما من الفنانين المتطورين. المسرحية ذات بعد سياسي هام جدا في المرحلة الحالية: استطاع العصفوري من خلال المسرحية ان يحيل قضية فارس الصغيرة والتي يقوم بها الفنان محمد هنيدي الى قضية كبرى وهي القضية الفلسطينية , فالحق الذي يريديه أبو فارس (أحمد حلاوة) من عزيز( لطفي لبيب) يتمثل في قطعة ارض اغتصبها منه عزيز واخذ عقد ملكيتها , هذا هو مضمون الصراع في المسرحية وهو على ظاهره صراع بسيط , جعله العصفوري رمزا للاراضي الفلسطينية والعربية التي اغتصبتها اسرائيل وأمريكا. وتتلخص احداث المسرحية في ان فارس سيحدث بينه وبين شعبولا (محدت صالح) شجار لان شعبولا اعتدى على لابو شنب والد فارس ورفض أن يجعله يغني في المولد الشعبي الذي تبدأ به المسرحية , فيطلب (ابو شنب) من ابنه فارس ان ينتقم له من شعبولا , وهنا يرمز العصفوري الى المشاكل التي تحدث بين الدول العربية في بعض الاحيان وتجعلهم منقسمين , ولكنه يعيد الينا نظرة التفاؤل عندما يتم التصالح بين فارس وشعبولا , وعندها يموت ابو شنب وقبل موته يوصي ابنه فارس ان يعيد الأرض التي اغتصبها منه الدعموس وهو الذي يمثل أمريكا.