قال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة إن بلاده تقدمت رسميا بطلب ترشح للمقعد غير الدائم في مجلس الامن للفترة 2014 - 2015. ونقلت وكالة الانباء الاردنية امس عن جودة قوله إنه أجرى مكالمة هاتفية، مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ابلغه فيها ان حكومة المملكة الأردنية الهاشمية تقدمت رسميا بطلب ترشيح للعضوية غير الدائمة في مجلس الامن عن مجموعة دول اسيا والمحيط الهادئ للفترة 2014/2015، مبينا انه وجه رسالة خطية للأمين العام بهذا الخصوص. واشار جودة الى انه ابلغ الامين العام بان قرار الاردن يأتي اثر اعتذار المملكة العربية السعودية عن تولي هذا المقعد عن نفس المجموعة، وهو القرار الذي اكد وزير الخارجية انه قرار سيادي يحترمه الاردن ويقدر مسبباته. وقال وزير الخارجية إن قرار الاردن «يأتي بعد المشاورات التي اجراها جلالة الملك عبدالله الثاني مع أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز والاشقاء في المملكة العربية السعودية وعدد من أشقائه العرب وغيرهم من قادة دول العالم، وتوجيهات جلالته للحكومة بالمباشرة في إجراءات الترشيح». ولفت جودة الى انه أجرى بعض الاتصالات مع وزراء خارجية الدول دائمة العضوية في مجلس الامن والدول العربية المعنية داخل المجموعة والامين العام للجامعة العربية في هذا الصدد، مشيرا الى تولي الاردن لهذا المقعد غير الدائم مرتين منذ انضمامه الى منظمة الاممالمتحدة عام 1955، والى مشاركة البلاد «القوية والفاعلة في عمليات حفظ السلام بشتى أنحاء العالم وجهوده الدؤوبة لتحقيق الامن والسلام في منطقة الشرق الاوسط والتي تشكل القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة العنصر الاساسي فيها». وأشار وزير الخارجية الى انه طلب في رسالته من الامين العام للأمم المتحدة، السير بالإجراءات المطلوبة لترشيح الاردن وفقا للقواعد الإجرائية المعمول بها في منظمة الاممالمتحدة. وعرض على الاردن مطلع الشهر الحالي المقعد الذي رفضته المملكة العربية السعودية في مجلس الامن الدولي غداة انتخابها لهذا المقعد. وقال دبلوماسيون في ذلك الوقت ان الاردن تحفظ على شغل المقعد المخصص لاسيا والمحيط الهادئ الذي عرض عليه في مجلس الامن لكن المملكة اقنعت الاردن بقبول العرض. وكان المومني اكد لفرانس برس حينها ان «مشاورات مكثفة تجري بين عدد من الدول لشغل هذا المقعد» الذي رفضته المملكة. وانتخبت المملكة في 17 اكتوبر عضوا غير دائم في مجلس الامن لكنها اعلنت في اليوم التالي انها ترفض هذا المقعد لفشل المجلس في انهاء الازمة السورية والتحرك بشأن قضايا اخرى في الشرق الأوسط. وقالت وزارة الخارجية في بيان الاعتذار ان المملكة «انطلاقا من مسؤولياتها التاريخية تجاه شعبها وأمتيها العربية والإسلامية وتجاه الشعوب المحبة والمتطلعة للسلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم، لا يسعها إلا أن تعلن اعتذارها عن قبول عضوية مجلس الأمن حتى يتم إصلاحه وتمكينه فعليا وعمليا من أداء واجباته وتحمل مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم العالميين». وقدمت المملكة الشكر للدول التي منحتها الثقة في انتخابها عضوا غير دائم في مجلس الأمن للعامين المقبلين. وتابعت «وإذا كانت الدول الأعضاء في منظمة الأممالمتحدة تعتبر الظفر بعضوية مجلس الأمن المعني -حسب ميثاق المنظمة- بحفظ الأمن والسلم العالميين شرفا رفيعا ومسؤولية كبيرة كي تشارك على نحو مباشر وفعال في خدمة القضايا الدولية، فإن المملكة العربية السعودية ترى أن أسلوب وآليات العمل وازدواجية المعايير الحالية في مجلس الأمن تحول دون قيام المجلس بأداء واجباته وتحمل مسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم العالميين على النحو المطلوب، الأمر الذي أدى إلى استمرار اضطراب الأمن والسلم واتساع رقعة مظالم الشعوب واغتصاب الحقوق وانتشار النزاعات والحروب في أنحاء العالم». وعددت المملكة مآخذها على مجلس الأمن الذي يحتاج إلى إصلاحات ملحة كي يؤدي رسالته لضمان سلام العالم وأمنه.