الأمطار التي شهدتها جدة مؤخراً أدت إلى توقف بعض الطرق العامة والطرق الفرعية وتكونت بحيرات عائمة نتيجة لحجم الأمطار والسيول التي نتجت وكل عام وهذا السيناريو يتكرر ما أن يقف المطر حتى تباشر الآليات بشفط المياه ظنا منهم بأنتهاء المشكلة ومن الأحياء التي تعرضت لخسائر كبيرة لدرجة أن بعض سكان الحي هجر منزله برغم حداثه الحي . حي الربيع الغربي والذي يعتبر حتى تاريخه منطقة مائية وبحيرة كبيرة يظهر أنها طبيعية ومما زاد الأمر سوءا بعد هطول المطر كمية الطفح الجوفي الذي اعقب المطر وشكل تدفقا هائلاً أشبه بالفيضان شكل في بعض المواقع بحيرات عميقة وتسبب في إتلاف بعض الممتلكات وخصوصاً في المنازل التي تحتوي على أقبية وتجدر الإشارة إلى أن التلف الذي لحق بشبكة الصرف العمومي نتيجة للمطر هو أحد الأسباب الرئيسية لما حدث حيث أن المواصفات التي عملت عليها الشبكة العامة بمنطقة الربيع بشهادة العديد من سكان الحي لم تكن جيدة وأكبر دليل على ذلك تلف الشبكة مع هطول أول زخة مطر علماً بأن الشبكة لم يمض على أنشائها سوى بضعة أشهر وتساءل العديد من الموظفين في ظل هذا الغياب التام وعدم الأكتراث من الأمانة في متابعة المشاريع العامة من المسؤول وهل ما يحدث يعتبر أمراً طبيعيا من قبل الأمانة أن تتم المشاريع على طريقة عشوائية تستهدف المظهر فقط والجوهر . سكان الحي يتساءلون وفي سؤال لبعض سكان الحي اشاروا إلى أن ما حدث سبب العديد من الخسائر المادية لهم حيث أن معظم سكان الحي تدفقت المياه إلى الأقبية المعمولة تحت منازلهم كمواقف لسياراتهم وأحدثت تلفيات كبيرة لبعض ممتلكاتهم ومركباتهم ومنهم من هجر الحي بسبب ما حدث من المطر نتيجة للحالة المزرية التي تعرض لها منزله حيث اصبحت أغلب المنازل كجزر متناثرة في بحر. مكاتبات دون جدوى وفي سؤال عادل عبده أحد سكان الحي أجاب أن الوضع الحاصل ليس بمستغرب عندنا وعند سكان الحي فهذا هو حالنا الدائم عقب كل موسم أمطار بالإضافة إلى الطفح الأرضي ونحن نعيش المأساة برغم كتابتنا للمسؤولين بالأمانة وفي مصلحة المياه والصرف الصحي ولكن دون جدوى في حي كالحي الذي نسكن فيه يعتبر حديثا حيث لم يمض على إنشائه حتى الآن عشرة أعوام هل يعقل ما يحدث فيه واستغرب عادل عبده ما حدث لشبكة الصرف الحديثة التي لم يمضى عليها منذ إنشائها وقت تاريخ المطر سوى ستة أشهر حيث أنهارت وبانت مواطن الخلل فيها مع اول زخة للمطر . وأبان عادل عبده أن مواقع الشبكة وخصوصاً فتحات التصريف تدل على سوء التخطيط والتنفيذ حيث أن الفتحات جميعها وضعت في مستويات منخفضة وفي مواقع تتعرض لحركة النقل العام بشكل كبير مما جعلها تتعرض للتلف بسبب كثرة عابري الطريق من قائدي المركبات وتنهار. وقال عادل عبده أين المقاول المنفذ وكيف استلمت الامانة مثل هذا المشروع وهل تم الكشف على مدى جدواه عن طريق جهاز هندسي أم أنه أستلم على الظاهر. وناشد عبده في نهاية حديثه بتوجيه نداء إلى كل المسئولين بالنظر في هذه المعضلة الدائمة لهذا الحي وبشكل عام فهو لا يستبعد أن يكون التنقل مستقبلاً على القوارب إذا دام الحال على ما هو عليه. سوء التخطيط من جانبه أشار المهندس ناصر السرحان أن هذا التجمع الهائل للمياه جاء كنتاج طبيعي لسوء التخطيط بالمنطقة ولسوء التصريف حيث أن المنطقة كانت منذ زمن موقعاً لمصنع الاسمنت واغلب المساحة العامة للمنطقة قد استهلكت كمقلع للحجر الجيري لصنع الأسمنت وعندما تم اغلاق المصنع تم ردم الحفر التي نتجت بطريقة عشوائية شكلت تخلخلاً كبيراً في الطبقة الخارجية لسطح الارض مما سهل عملية الانسياب المائي ولو كان هذا الأنسياب بكميات بسيطة. وقال المهندس السرحان انه يجب على الجهات ذات الاختصاص إعاده النظر بشكل عاجل وجدي في هذا الحي وفي شبكات الصرف به خصوصاً وأن الوضع ان استمر على هذا الحال قد يحدث انهيارات مستقبلاً لبعض المنازل خصوصاً وأن الطبقة الخارجية للأرض تتزايد هبوطاً إلى الاسفل مع كثرة المياه. هذا بالإضافة إلى أن الحي مهدد الأن بكارثة بيئية وبتلوث لا تحمد عقباه نتيجة لهذه المياه التي مازالت تشكل بحيرات عائمة منذ هطولها قبل عشرين يوماً وفي تاريخه مما جعلها مرتعاً للحشرات والبعوض. واختتم المهندس السرحان حديثه قائلا انه وأسرته وأغلب السكان في الحي قضوا الأيام الأولى لهطول المطر خارج منازلهم بسبب ما تعرضت له من تسرب لكميات كبيرة للمياه بسبب المطر والطفح الجوفي للمياه الجوفية وقال ان أغلب السكان في الحي الآن يعانون من بعض النزلات الصدرية والحمى الان والتي لا يستبعد على حد قوله أن تكون نتيجة لهذه المياه. شبكة جديدة !! عادل عبده