حاصرتنا “الآسنة” من كل الجهات منذ 3 سنوات دون انقطاع، ولم تكتف بذلك بل استدعت أحبابها من الحشرات والبعوض الفتاك.. بهذا القول بدأ حديث أهالي حي الدويمة بالمدينةالمنورة المتضجرين من طفح مياه المجاري في شوارعهم، مشيرين إلى أن ذلك شكل خطرًا كبيرًا على صحتهم وأسرهم نتيجة تجمع الحشرات المنتشرة في الأماكن التي تفيض منها المياه الآسنة، وسبب لهم ولأبنائهم مشكلات صحية ونفسية واقتصادية واجتماعية، إضافة إلى معاناة المصلين وكبار السن في السير نحو المسجد والمياه الملوثة التي أصبحت تحاصر المسجد من جميع الجهات. “المدينة” انتقلت إلى الموقع واستمعت إلى شكاوى العديد من المواطنين الذين أوضحوا أن المعاناة مستمرة معهم منذ 3 سنوات، مبينين أن بعض السكان انتقلوا للأحياء المجاورة بعد أن استمرت هذه المعاناة التي أثقلت كاهلهم من خلال ما يدفعونه شهريًا لصهاريج الصرف الصحي، مطالبين الجهات المعنية باحتواء هذه الأزمة، متسائلين عن سبب تجاهل الحي بالرغم من لجوئهم أكثر من مرة للجهة المعنية وفي كل مرة يتم تحويلهم إلى احدى مؤسسات الصرف الصحي التي لم تحرك ساكنا في الموضوع، مبدين استغرابهم من عدم تدخل أي جهة بالرغم من أن الحي مكشوف للجميع، ولكن الجميع يتنصل من المسؤولية فأين فرق الأمانة المسؤولة عن نظافة الأحياء؟ وأين فرق الصحة المسؤولة عن صحة المواطن؟ وأين مصلحة المياه المسؤولة عن التعامل المباشر مع تلك الحالات؟ جميع هذه الأسئلة طرحها أهالي الحي متمنين أن يجدوا إجابات وحلولًا عاجلة. بداية يقول خالد حمود السهلي مؤذن مسجد الشنقيطي: يعاني المصلون من الوصول إلى المسجد وخصوصًا كبار السن ناهيك عن الرائحة الكريهة التي تنبعث من مياه المجاري التي تتدفق بشكل كبير، مما جعلنا نقوم بوضع حاجز خرساني على شكل رصيف حتى لا تدخل مياه المجاري إلى داخل المسجد، إضافة إلى اتساخ ونجاسة ملابس كبار السن بمياه المجارى، حيث إنهم لايتمكنون من القفز إلى الجهة المقابلة دون أن ينالوا نصيبهم من تلك المياه. وأوضح كل من سعود اللهيبي وعابد اللهيبي وسامي الصبحي أنهم من سكان الحي منذ عشرين سنة وأن مياه الصرف الصحي لازمتهم منذ “3” سنوات، مما سبب لهم حرجًا كبيرًا كون هذه المياه تحيط بالمنازل السكنية، مما يعوق عملية السير في الشوارع المحيطة بالمنازل أو خلال الترجل من المركبة إلى المنزل، مشيرًا إلى أن مياه الصرف أصبحت هاجسًا بالنسبة لهم ولأسرهم وأنهم حاولوا إيجاد حلول مناسبة عن طريق المسؤولين ولكن دون جدوى. وأكد كل من مرزوق العوفي وبخيت اللهيبي أن هذه المياه جعلتهم يحرمون أبناءهم من الخروج من المنزل لشراء بعض الحاجيات من المحلات القريبة من الحي، وكذلك يجدون صعوبة بالغة في الصباح أثناء توجه بناتهم وأبنائهم إلى المدارس القريبة من الحي، مشيرًا إلى أن المسجد الذي يصلي به جماعة الحي لم يسلم من الأذى نتيجة امتلاء شوارع الحي بمياه الصرف الصحي. ويضيف حمدان اللقمان أن معظم سكان الحي هجروه على الرغم من أنه حيوي وقريب من شارع قباء، وذلك نتيجة لطفح مياه الصرف الصحي المستمر، مؤكدًا أن المشكلة تزداد سوءًا في أوقات هطول الأمطار، مما يرفع منسوب المياه في الشوارع التي لم تر الجفاف يومًا على مدار أيام السنة منذ “3” سنوات. من جهته أوضح مدير عام المديرية العامة للمياه بمنطقة المدينةالمنورة المهندس نبيل أزمرلي أن مشروعات الصرف الصحي بالمدينةالمنورة يتم تنفيذها وفقًا لأولويات التنفيذ وتخطيط المنطقة وحسب معدلات الكفاية السكانية والعمرانية وتخدم هذه الشبكة ما يزيد على 70% من المساحة المبنية بالمدينةالمنورة، ولا يحدث طفح أو تسرب من شبكات الصرف الصحي إلا في الحالات النادرة عند حدوث سدد في أحد الخطوط، وفي هذه الحالة يتم إبلاغ مقاول طوارئ الصرف الصحي عن طريق الرقم الخاص بالطوارئ ويقوم المقاول بالتواجد بالآليات اللازمة وتنظيف الخط الذي يوجد به السدد وإعادة الوضع إلى ماكان عليه. مضيفا أنه بالوقوف على طبيعة الحي المشار إليه، تبين أنه طفح من أحد بيارات المواطنين، وقامت اللجنة المختصة برفع عداد المياه للعقار ووضع إشعار مراجعة للمديرية لاتخاذ الإجراءات النظامية في مثل هذه الحالات.