سعادة رئيس التحرير منذ دخول الرياضيات المعاصرة وتجريبها في المراحل المختلفة فهناك ملاحظات عديدة عليها.. فمن خلال المحاضرات واللقاءات مع طلاب المدارس والكليات يتضح أن مقررات الرياضيات المعاصرة في نظرهم ليست أكثر من مجرد مقرر يدرس، ويحفظ ويدعم ذلك أساليب التدريس التقليدية المتبعة في تدريس الرياضيات. وبعض القائمين بالتدريس يرون أن مقررات الرياضيات المعاصرة الذين يقومون بوضع مفرداتها ما هي إلا تجديد أو تحديث أو مجاراة للتطور السريع لعصر ثورة المعلومات ومحاكاة الدول المتقدمة في تدريسها الرياضيات دون النظر إلى واقع المجتمع الذي يقبل هذه المفردات وأيضاً القائمون على التدريس يلتزمون التزاماً شديداً بما هو موجود في مفردات المقررات ويخافون أي حيود عنها مما جعل الرياضيات في مجتمعاتنا مادة تدرس بطرق تقليدية وبعيدة كل البعد عن طبيعتها وكذلك الدارسون بجامعتنا يشعرون بأن مقررات الرياضيات الجامعية التي يدرسونها بعيدة كل البعد عما سوف يقومون بتدريسه فيما بعد.. وهذا يعني أنهم لا يدركون أهميتها ومن ثم فإنهم لم يتمكنوا من الاستفادة من مفاهيمها وطرقها المختلفة في تدريسهم فلابد أن يقتنع المدرس والطالب بأهمية ودلالة الرياضيات التي يتعامل معها وهذا لا يأتي عن طريق إتقانه ومعرفته الحرفية لما يقوم بتدريسه، ولا عن طريق تزويده بالمعلومات العالية منفصلة لا يستطيع ربطها بما يدرسه فلابد من إعادة النظر في مقررات الرياضيات خاصة بالنسبة للكليات والجامعات التي تقوم بتخريج المعلمين والمعلمات حيث يتطلب الاهتمام بالمفاهيم الأولية للطلاب وهذه المفاهيم هي مفاهيم أساسيات الرياضيات فيجب التركيز على تدريس مراحل فهم وتكوين الأساسيات من مفاهيم العدد والمفاهيم الهندسية القديمة.. ومن المفاهيم الحديثة المفاهيم "التوبولوجية" فلابد من وجود برنامج تحضيري ثابت وليكن فصل دراسي ثابت يذكر طلاب الكليات بالأساسيات والمفاهيم السابق دراستها في الرياضيات وسأتناول شيئا من تخصصي وهو علم التوبولوجي (علم دراسة المكان) حيث ان هناك أبحاثا تتحدث عن الإبداع التوبولوجي في التربية وهو أحد الاتجاهات الحديثة في التدريس وعلم التوبولوجي من العلوم الحديثة حيث بدأ منذ القرن التاسع عشر وهو علم يتميز بالمرونة في كل شيء فعندما يطلب من طفل عمره ثلاث سنوات رسم صورة طبق الأصل لمثلث أو مربع معروض عليه فإنه يرسم دائرة أو منحنى وهذا أمر غير صحيح من وجهة النظر الهندسية ولكن هذا صحيح من وجهة النظر "التوبولوجية" فلابد من غرس المفاهيم "التوبولوجية" وإدخالها في التعليم حتى نصل بأبنائنا إلى ما يسمى بالإبداع التوبولوجي. د. أحمد سلامة كلية المعلمين- الدمام