"د. عائشة زكري" العميدة، الزوجة، الأم، امرأة تسكن في أقصى الجنوب الغربي من فؤاد الوطن، وترحل بأحلام الفتاة السعودية إلى حيث الزهو والفخر، حاصلة على درجة أستاذ مشارك في تخصص التوبولوجي، ووجهت دعوتها إلى الفتاة السعودية للمضي في مواكبة عجلة التقدم والتطور، بما لا يخل بواجباتها الأساسية، وهي قادرة على ذلك، متمنية أن تقوم إحدى الجهات البحثية الوطنية بتبني المشروع الذي تم إنجازه في مجال الرياضيات، وسيكون له مردود كبير يعزز من مكانة وطننا العزيز في مجال البحث العلمي على الصعيد العالمي، ويضعه في مصاف الدول المنتجة (وليس فقط المستهلكة) لأدوات البحث العلمي، كما قدمت شكرها لكل من وقف معها وساندها في مشوارها العلمي والبحثي وطوال فترة دراستها، وفيما يلي نص حوار "الرياض" مع "د. عائشة": تخصص "توبولوجي" * في البداية أود إعطاءنا فكرة مبسطة عن تخصص "توبولوجي"؟ - علم التوبولوجي هو أحد فروع الرياضيات البحتة، وكلمة توبولوجي تعود إلى أصل يوناني، وهي كلمة مكونة من مقطعين، المقطع الأول توبو ويعود للأصل اليوناني توبوز وتعني المكان، والمقطع الثاني هو لوجي ويعود للأصل لوجوز التي تعني دراسة، أي أن التوبولوجي هو علم يهتم بدراسة المكان، بمعنى آخر أنه علم دراسة الخواص للفضاءات المختلفة، وهذه الخواص لا تتغير تحت عمليات التشكيل المختلفة، وكأن الهندسة التي يدرسها التوبولوجي ليست الهندسة التي نعرفها، بل هي ما تعرف بالهندسة المطاطية، وهذا العلم له أهمية كبيرة في مجالات العلوم الأخرى مثل الهندسة وعلوم الحاسب الآلي. * لماذا اخترت هذا التخصص بالتحديد؟ - هذا التخصص كما ذكرت هو أحد فروع الرياضيات البحتة، وطريقته الجميلة والرائعة في الحصول على النتائج الرياضية، من خلال المرور بسلسلة من عمليات التفكير المتنوعة تعتمد على القدرة على التحليل والتركيب وغيره، إضافة إلى نظريات المنطق الرياضي المختلفة أثار لدي الرغبة للخوض فيه ومواجهة التحديات في هذا المجال. مشروعات مستقبلية * بعد حصولك على هذه الدرجة العلمية، حديثنا عن مشروعاتك المستقبلية؟ - بحمد الله توصلت بالتعاون مع فريق عمل مكون من عضو هيئة تدريس في نفس التخصص، ومهندس برمجة حاسب إلى تصميم برنامج حاسوبي في مراحله الأولى لحل مشكلة رياضية معقدة تواجه الباحثين في هذا المجال: (بالتحديد مجال التوبولوجي الفازي)، وكنا نعد ذلك من المستحيلات، حيث إن هذه الفكرة غير مسبوقة وتحتاج إلى دعم مادي للتوسع فيها، فقد تم تقديمها مشروع بحث إلى عمادة البحث العلمي بجامعة جازان لدعمها، ونتوقع - بإذن الله - أن يكون لهذا البرنامج صدى كبير على الصعيد العالمي، فكما هو معروف لدى الرياضيين وجود برامج رياضية مشهورة وأهمها برنامج الماتلاب، وبرنامج الماثماتيكا، وبرنامج مابل، فإن هذا البرنامج مع نجاحه - بإذن الله - لن يقل أهمية عن تلك البرامج. وفي حالة تبني إحدى الجهات البحثية الوطنية هذا المشروع الطموح فسيكون هناك - بإذن الله - مردود كبير وسبق علمي، يعزز من مكانة وطننا العزيز في مجال البحث العلمي على الصعيد العالمي، ويضعها في مصاف الدول المنتجة (وليس فقط المستهلكة) لأدوات البحث العلمي، وخصوصاً أن آفاق البحث تتعدى حدود "التوبولوجي الفازي" إلى مجال "المنطق الفازي" على وجه العموم، وما ينطوي عليه من تطبيقات الذكاء الصناعي المختلفة التي تعتبر بؤرة اهتمام الباحثين والعلماء حول العالم؛ لما تقدمه من حلول لمشاكل ترسخ في أذهان العالم استحالة حلها على مدى عقود طويلة من تبني المنطق الرياضي التقليدي الذي يفترض درجة اليقين التام، ذلك الفرض الذي ينأى به عن طبيعة المشاكل ذات الحلول الظنية (اليقين النسبي أو الضبابي)، التي تشكل الأغلب الأعم من مشاكل الحياة في مختلف التطبيقات الطبية والهندسية والتجارية والاجتماعية وغيرها. دعم الفتاة *ما توصياتك للفتاة السعودية؟ - الفتاة السعودية أثبتت جدارتها وكفاءتها في معظم المجالات العلمية على الرغم من مسؤولياتها الأسرية، وأدعوها إلى المضي في مواكبة عجلة التقدم والتطور، بما لا يخل بواجباتها الأساسية، وهي قادرة على ذلك، في ظل قيادتنا الرشيدة، التي تسخر كافة الإمكانات للمرأة السعودية لتصل إلى أعلى القمم. كلمة أخيرة أود ذكرها، وهي أن طريق النجاح طويل وشائك في بدايته، وبالاستمرار سنواجه التحديات، ومع الصبر والإصرار نتخطى الصعاب ونصنع المعجزات.