يزور كثير من السياح البركة الصغيرة في محمية كاكادو الطبيعية النائية في أستراليا حيث قتل تمساح فتاة ألمانية غطست في الماء ليلا على ضوء القمر في مطلع الاسبوع الجاري. وقد نصب رين سرينيفاسان خيمة في هذه المنطقة في العام الماضي ولا يصدّق أن شركة جوندوانا للسياحة والسفريات يمكن أن تدع بإرادتها تسعة أشخاص في فوج سياحي يسبحون في منطقة ساندي بيابونج. وكتب في رسالة إلى صحيفة مورنينج هيرالد التي تصدر في سيدني: لا يمكن أن يسبح هناك شخص لديه ذرة من الوعي. وأضاف: لا يمكن التصديق أنهم كانوا في جولة سياحية منظمة. وكانت الفتاة الالمانية التي تبلغ من العمر 24 عاما تسبح بجانب شقيقتها عندما سحبها التمساح الذي يعيش في المياه المالحة والذي يبلغ طوله أربعة أمتار إلى ما دون سطح الماء الساكن. وقد عثر على جثتها في صباح اليوم التالي، فكانت أول ضحية لهجوم تمساح في الاقليم الشمالي الاسترالي منذ أربعة أعوام. ويعبّر قائد شرطة الاقليم الشمالي ماكس بوب عن دهشته الشديدة لان أشخاصا بالغين في رحلة سياحية تجاهلوا لافتات التحذير التي وضعت في مكان بارز في منطقة يزورها 200 ألف شخص سنويا. يقول بوب: هناك لافتات تحذيرية تقول لا تسبح. هنا تماسيح. ويضيف: ولكني أعتقد أنه لا بد من تصور الاجواء المحيطة. قد يكون الخروج في الليلة قبل الماضية فكرة رائعة. فالقمر كان بدرا مكتملا والجو دافئا مما يجذب أي شخص. وأوضح: أعتقد أن هذه العوامل ربما طغت على الوعي وتمت المجازفة التي ما كان ينبغي لها أن تحدث. كانت الفتاة الالمانية التي لم يفصح عن اسمها على بعد عشرة أمتار من الشاطئ وفي عمق مترين من المياه عندما سحبها التمساح تحت الماء. وقد بدأ تحقيق للطب الشرعي في سبب وفاة السائحة الالمانية وآخر جنائي في الوقت نفسه. ومن المرجح أن يكتشف الطبيب الشرعي أن الفتاة ماتت غرقا وليس متأثرة بجراح أصيبت بها في هجوم التمساح. وتعد التماسيح التي تعيش في المياه المالحة الاسترالية من أضخم الزواحف في العالم ومن الانواع التي لم تعتريها تحولات كثيرة على مر العصور لمدة تزيد على 280 مليون عام. وهي عادة ما تغرق ضحاياها لتفتك بها. وقد عادت أعداد كثيرة من هذه التماسيح المعروفة باسم التماسيح المالحة في الاقليم الشمالي منذ حظر اصطيادها عام 1971. ويعترف بويد سمبسون الذي يجمع بيض التمساح ليبيعه إلى مزارع الزواحف بأن هناك 65 ألف تمساح من التماسيح في الاقليم الشمالي. يقول سمبسون وهو أخصائي متمرس في علم الحيوان أن ضربة وحيدة بالعصا يمكن أن تبعد معظم التماسيح. ويوضح أنه إذا هاجمك تمساح اضربه بشدة على رأسه. أحيانا نحمل مسدسا. والامر يتوقف على ما إذا كنا في منطقة خطرة أو في مياه عميقة لا فكاك منها. لم نضطر أبدا إلى إطلاق النار على تمساح. ولكن سمبسون يفهم عمله ولا يمكن أن يدخل مثل هذه المنطقة في الظلام. فحينئذ تجتمع كل العوامل لتخدم نوعا من أكثر أنواع الحيوانات عدوانية في العالم. ويوافقه في هذه المعلومات دايون هوبكروفت رئيس حراس الزواحف في حديقة حيوان تارونجا في سيدني. ويقر هوبكروفت بأن التماسيح نادرا ما تهاجم الناس. ويقول إنها لا تميل إلى افتراس الحيوانات التي تقف بشكل مستقيم. وتميل إلى مهاجمة الحيوانات التي يغطيها سطح الماء. إنها حيوانات مفترسة انتهازية.