انطلقت في جنيف مساء امس النسخة الثانية من اجتماعات مجموعة خمسة زائد واحد مع إيران في ظل أجواء تغيب عنها الثقة المتبادلة ويسودها تفاؤل حذر، والتي تبحث في التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي. وكشف مسؤول في الإدارة الأمريكية في تصريحات صحافية عن رغبة بلاده في أن تلتزم إيران بوقف برنامجها النووي والتراجع عن أجزاء منه، مشيرًا إلى أن استعداد واشنطن -مقابل ذلك- لتخفيف جزئي في العقوبات التي تفرضها عليها. وحذر المسؤول الأمريكي الذي ألمح إلى أن طهران تبدو للمرة الأولى ملتزمة بتحريك المفاوضات، من أن أي مماطلة ستجعلها تدفع ثمن عقوبات جديدة. واستبقت إسرائيل اجتماعات جنيف بدعوة الدول الكبرى إلى رفض مقترح يعتقد أن إيران ستقدمه خلال مفاوضاتها مع الدول الكبرى، تتعهد فيه بخفض أنشطتها النووية مقابل تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها بسببه. وقال مصدر دبلوماسي مطلع إن هناك احتمالًا لتمديد المفاوضات النووية الجارية في جنيف نظرًا لنية وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الانضمام اليها. وفي مقابلة مع محطة «إن بي سي نيوز»، أشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما أيضًا إلى «إمكانية التوصل إلى اتفاق مرحلي»، ولوح بامكانية لتخفيف «بسيط جدًا» في العقوبات المفروضة على ايران. وقال أوباما إن المرحلة الأولى ستشمل توقف الولاياتالمتحدة عن اتخاذ إجراءات تصعيدية إزاء إيران بسبب برنامجها النووي بينما ستظل تحتفظ بنظام العقوبات. وأضاف أنه سيتم تشديد العقوبات ما لم تف إيران بالتزاماتها. ووفقًا لمسؤولين غربيين، فإن الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى ألمانيا تسعى إلى أن تعلق إيران بعض أنشطتها النووية لمدة قصيرة في مقابل تعليق بعض العقوبات بهدف توفير مجال للتفاوض حول اتفاق أكثر شمولًا. خريطة طريق من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان الدول الست الكبرى وايران يمكن ان تتفق على «خريطة طريق» لانهاء الخلاف حول برنامج طهران النووي. وقالت وزارة الخارجية الروسية أيضًا إن هناك تغيرات إيجابية في المواقف التفاوضية وإن الجانبين يهدفان للتوصل إلى «نتيجة ملموسة» في جنيف. وقال لافروف للصحفيين في موسكو «لا أريد أن أخوض في أي تكهنات لكن هناك فرصة للاتفاق على منهج مشترك موحد بما في ذلك خريطة طريق تنهي هذه المشكلة». وأضاف إن روسيا تريد حلًا يعترف بحق إيران في أن يكون لها برنامج نووي سلمي وفي تخصيب اليورانيوم تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال «إذا أمكن الاتفاق على هذا المبدأ فأعتقد أننا سنتمكن من البدء في التحرك العملي باتجاه إزالة مخاوف المجتمع الدولي حيال البرنامج النووي الإيراني». ومن جانبه قال ألكسندر لوكاشيفيتش المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية في إفادة صحفية إن هناك «تغيرات إيجابية جدًا» في المحادثات كما تحدث يوري أوشاكوف مستشار السياسة الخارجية بالكرملين في تصريحاته للصحفيين عن «الديناميكية الإيجابية». الطرح الفرنسي من جانبه يرى الوفد الفرنسي الى مفاوضات جنيف حول الملف النووي الايراني ثلاث مسائل اولوية تستوجب الحل للتوصل الى اتفاق، تتعلق بتخصيب اليورانيوم وبناء مفاعل يعمل بالمياه الثقيلة في اراك كما صرح عضو في الوفد لوكالة فرانس برس. وتعتبر فرنسا انه يتوجب استيضاح الموقف الايراني بشان «بناء مفاعل يعمل بالمياه الثقيلة في اراك» قادر على انتاج بلوتونيوم يمكن استخدامه لغايات عسكرية، وما سيؤول اليه مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمائة، و»مسألة تخصيب اليورانيوم بوجه عام في ايران» بحسب هذا العضو في الوفد الفرنسي. ولحق بفابيوس خلال النهار نظراؤه البريطاني وليام هيغ والالماني غيدو فسترفيلي، فيما قطع وزير الخارجية الامريكي جون كيري جولته في الشرق الاوسط للتوجه على عجل الى جنيف. وعلق متحدث باسم وزارة الخارجية الالمانية في برلين على ذلك بقوله «انها مرحلة مهمة لكنها صعبة أيضًا في هذه المفاوضات». وأضاف «هناك حركة وتقدم لكن ما زال هناك طريق يجب سلوكه ولهذا السبب يعتبر وزير الخارجية التوصل الى اول اتفاقات ملموسة حول مسألة البرنامج النووي الإيراني أمرًا مهمًا». الخيار العسكري الاسرائيلي وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ترفض «تمامًا» اتفاقًا تبحثه القوى العالمية مع إيران بهدف إنهاء الخلاف القائم بشأن برنامج طهران النووي وإنها لن تلتزم بمثل هذا الاتفاق. وهاجم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امس القوى العالمية الست لانها تسعى الى ابرام اتفاق نووي مبدئي مع إيران. وقال نتنياهو بعد لقاء كيري في مطار تل أبيب « ايران حصلت على اتفاق القرن ولم يحصل المجتمع الدولي على شيء.. ترفض إسرائيل ذلك رفضًَا قاطعًا». وأوضح نتنياهو أن الاتفاق ليس سببًا لالغاء خيار اسرائيل بتوجيه ضربات عسكرية ضد إيران كوسيلة لوقف برنامجها النووي المثير للجدل. وتابع: «اسرائيل ليست ملزمة بهذا الاتفاق وستفعل كل ما تراه واجبًا للدفاع عن نفسها وامن شعبها».