أبوظبي – أ ب، رويترز، أ ف ب – أعلنت الولاياتالمتحدة أمس، أن إيران رفضت خلال محادثات جنيف الأسبوع الماضي، «عرضاً موحداً» قدّمته الدول الست المعنية بملفها النووي. وأكدت أنها «ليست في سباق لإبرام أي اتفاق» طهران، لكنها رجّحت إبرامه «خلال الأشهر المقبلة». و «عوّضت» طهران فشل مفاوضات جنيف، باتفاق أبرمته مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوسّع مراقبة منشآتها النووية، وبينها منشأة آراك لإنتاج البلوتونيوم التي تعمل بالماء الثقيل، ومنجم يورانيوم، ل «تأمين الطابع المحض سلمي للبرنامج النووي الإيراني». لكن الاتفاق لم يشِر إلى مجمّع بارشين العسكري حيث تشتبه الوكالة في تنفيذ إيران اختبارات سرية فيه لصنع سلاح ذري. واعتبر رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي أن الاتفاق الذي أُبرِم خلال زيارة المدير العام للوكالة يوكيا أمانو لطهران، «يشكّل خريطة طريق تحدّد الخطوات الثنائية في ما يتعلّق بتسوية القضايا العالقة»، فيما أشار أمانو إلى أن «التدابير العملية ستُطبّق خلال الأشهر الثلاثة المقبلة». وكان لافتاً أن الاتفاق شمل منشأة آراك التي أفادت معلومات بأنها كانت في صلب تحفّظ فرنسي عن صيغة اتفاق مع إيران في جنيف الأسبوع الماضي. وجدّد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مطالبته طهران بتجميد تشييد المنشأة، «لئلا تُشغّل وتنتِج قنبلة» نووية. وأكد أن بلاده لم تكن معزولة خلال مفاوضات جنيف، مشدداً على أن الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) «متفقة بالكامل» على شروط التفاوض. وأضاف: «لسنا بعيدين عن اتفاقٍ مع الإيرانيين». في السياق ذاته، نفى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنباء عن خلافات بين الدول الست في جنيف، مؤكداً أنها «كانت موحدة عندما قدّمنا اقتراحاً للإيرانيين، وافقت عليه فرنسا واتفق الجميع على أنه عادل، لكن إيران لم تستطع قبوله في تلك اللحظة». وأضاف الوزير خلال مؤتمر صحافي في أبوظبي مع نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد: «هذا ليس سباقاً لمجرد استكمال أي اتفاق، ونأمل بالتوصل خلال الأشهر المقبلة، إلى اتفاق يقبله الجميع». لكنه رفض ما تصرّ عليه طهران في شأن «حقها» في تخصيب اليورانيوم. وحضّ كيري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على انتظار ما ستسفر عنه المحادثات، قبل انتقاد الاتفاق المحتمل، معتبراً أن العقوبات «فُرضت لتؤدي إلى مفاوضات». وشدد على أن الرئيس الأميركي باراك أوباما «يعني ما يقول ولن يخدع» أحداً، مضيفاً: «صدّقونا في شأن إيران. ما نفعله سيحمي إسرائيل في شكل أكثر فاعلية». وذكّر بتأكيد أوباما أنه «سيواصل الدفاع عن أصدقائه وحلفائه في المنطقة، الإمارات والسعودية وغيرهما. سيدافع عنهم ضد أي هجوم خارجي. هذه شراكة استراتيجية قوية، وهذا وعد الولاياتالمتحدة». وخفّف نتانياهو تصلّبه إزاء الاتفاق المحتمل مع إيران، معتبراً أن «الوقت مناسب لتحسينه، إذ أن إيران في ضائقة اقتصادية، ونيل اتفاق أفضل ممكن». لكنه كرّر أن «الهدف المشترك، لنا وللولايات المتحدة ولأوروبا والصين وروسيا، هو وقف تطوير إيران قدرة عسكرية نووية». ونقلت صحيفة «معاريف» عن مسؤول أميركي بارز قوله إن اقتراحات تخفيف العقوبات ستكون «متواضعة» وقد «تُلغى»، معتبراً أن تشديدها قد «يدفع الإيرانيين إلى مغادرة طاولة المفاوضات وتسريع برنامجهم النووي». لكن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أبلغ مجلس العموم (البرلمان) أن «أي اتفاق مبدئي سيتضمّن عرض تخفيف محدود ومتناسب للعقوبات على إيران... إن الاتفاق (بات) على الطاولة ويمكن إبرامه». وأكد أن الدول الست تلتزم موقفاً موحداً خلال المحادثات، داعياً الإيرانيين إلى أن «يفهموا أنه سيحدث ضغط لتشديد العقوبات، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق». على صعيد آخر، اعلنت وزارتا الخارجية في بريطانيا وايران معاودة التبادل الديبلوماسي المباشر بين البلدين على مستوى قائمين بالاعمال «غير مقيمين»، وذلك بعد عامين على تجميد هذا التبادل بين لندنوطهران اثر هجوم على السفارة البريطانية في طهران نهاية 2011. ويمثل تعيين الايراني محمد حسن حبيب الله زاده والبريطاني اجاي شارما مرحلة في تطبيع العلاقات المباشرة بين البلدين.