اشتعلت المنافسة بين الشركات في سوق الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية من حيث سرعة وتعدد إطلاق الأجهزة الذكية في الأسواق والتي باتت يشكل فرصة لصالح المستهلكين، إذ توافرت أمامهم العديد من الخيارات والميزات في الأسواق العالمية كون أن الشركات الأمريكية والبريطانية بدأت تغير استراتيجياتها التي اتسمت بإطلاق جهاز أو جهازين على الأغلب في السنة الواحدة، لتكون شبيهة باستراتيجيات الشركات الآسيوية المعروف عنها تعدد الخيارات أمام زبائنها عبر إطلاق عدد كبير من الأجهزة قد يتجاوز 6 أجهزة مختلفة في السنة الواحدة. وقال الخبير التقني فتح الوادعي إن هناك منافسة يمكننا أن نطلق عليها (حرب) بين الشركات المصنعة للهواتف لاقتناص أكبر شريحة من الأسواق العالمية، وأن الشركات التقنية المعروفة خاصة التي تصنع الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية تقوم بإطلاق الأجهزة ضمن استراتيجيات وخطط مدروسة مثل آبل وسامسونج تعمل ضمن خطط واستراتيجيات مختلفة ومستقلة، ولو أن الغالب على معظم الشركات الكبيرة الأخرى أنها تعمل من خلال نقل ونسخ تقنيات معينة لتحظى بها منتجاتهم، بالإضافة الى أن معظم هذه الشركات أصبح لها متاجر بيع لتطبيقات خاصة بها على غرار شركة آبل، الإيجابي في هذا أنها جميعها تصب في مصلحة المستهلك خصوصا إذا وجد تقنية جديدة تخص شركة ما لا تجده في أخرى. وقال محمد الكثيري، أحد المتخصصين في مجال الهواتف الذكية إن سرعة التحولات في سوق الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية أصبحت إحدى سمات الصناعة التقنية في العالم، فالسرعة في التغييرات والخصائص تدل على شدة المنافسة في هذا السوق بخطوات متقاربة بين الشركات، حيث إننا أصبحنا نستمع بشكل يومي عن أجهزة جديدة تعلن وتطرح في الأسواق كون الشركات تبحث بسرعة عن فرصة لزيادة الحصص من المستهلكين. وفي سياق متصل كشف تقرير لشركة «IDC» لدراسة السوق أن الأجهزة اللوحية من شركة آبل احتلت المركز الأول على الرغم من انخفاض حصتها بالسوق العالمية إلى 29.6 بالمائة، في حين نمت حصت سامسونج لتصل ل 20.4 في المائة والمحافظة على المركز الثاني. أما عن باقي الشركات الثلاث الأخرى فقد نمت حصصها جميعا، حيث حافظت آسوس بالمركز الثالث بالاستيلاء على حصة 7.4 بالمائة، وقفزت لينوفو للمركز الرابع بحصة 4.8 بالمائة، وأخذ أيسر المركز الخامسة ب 2.5 بالمائة. أما عن أمازون فقد تراجعت نسبتها وخرجت من القائمة. وتشير آخر التقديرات من IDC، إلى أن سوق اللوحيات ينمو بنسبة 36.7 بالمائة على مدى السنوات الأخيرة. وباختصار فإن الرابح الأكبر من هذا النمو هي أجهزة نظام أندرويد التي تربح حصصها على حساب أجهزة آيباد. وأشار التقرير الى أن سوق اللوحيات يشهد نموا في المبيعات حيث شهد الربع الثالث من السنة الحالية بيع أكثر من 47 مليون وحدة مقارنة ب 38 مليون وحدة في الفترة نفسها من السنة الماضية. وفي سياق متصل أكدت دراسة لشركة الأبحاث “Strategy Analytics” أن نسبة استخدام نظام تشغيل “أندرويد” تستمر بالارتفاع في سوق الهواتف الذكية، حيث وصلت حصة “أندرويد” في هذا السوق إلى 81.3 بالمائة، وذلك في الربع الثالث من العام الحالي، مقارنةً مع 75 بالمائة خلال نفس الفترة من العام المُنصرم، وأشارت الدراسة إلى أنه قد تم شحن ما مجموعه 204.4 مليون هاتف ذكي يعمل بنظام “أندرويد” خلال الربع الثالث من العام الحالي، مقارنةً مع 129.6 مليون في نفس الفترة من العام الماضي. وجاءت “آبل” في الترتيب الثاني من حيث الهواتف الذكية، حيث هبطت حصتها من 15.6 بالمائة إلى 13.4 بالمائة، وذلك على الرغم من ارتفاع عدد الأجهزة التي شحنتها، ليصل إلى 33.8 مليون هاتف ذكي في الربع الثالث من هذا العام مقارنةً مع 26.9 مليون، خلال نفس الفترة من العام الفائت. وتعيد ”Strategy Analytics” سبب انخفاض حصة “آبل” السوقية لصالح “أندرويد” بسبب مشاركتها المحدودة في سوق الأجهزة منخفضة المواصفات، واستطاعت الهواتف العاملة بنظام تشغيل “ويندوز فون” مضاعفة حصتها في السوق، من 2.1 بالمائة إلى 4.1 بالمائة، حيث تم شحن 10.2 مليون جهاز “ويندوز فون” في الربع الثالث من العام الجاري، مقارنةً مع 3.7 مليون خلال نفس الفترة من العام الماضي. وبذلك تكون حصة أجهزة “ويندوز فون” قد نمت بمعدل 178 بالمائة، ليكون بذلك هذا النظام هو الأكثر نمواً في سوق الهواتف الذكية، وذلك بفضل شركة نوكيا وتحسينها المستمر لأجهزة “لوميا” العاملة بنظام تشغيل “ويندوز فون”، والدفع بها بشكل أكبر في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة، إلا أن “مايكروسوفت” لا تزال تعاني في الحصول على انتباه المستهلكين في عدد من الأسواق الهامة الأخرى مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأفريقيا، حسب “بيتشينو”. أما بلاك بيري فقد تابعت هبوطها حيث وصلت حصتها السوقية إلى 1 بالمائة فقط من 4.3 بالمائة حيث انخفضت شحناتها إلى 2.5 مليون جهاز مقارنةً مع 7.4 مليون، خلال الربع الثالث من العام الماضي.