بدأت الاممالمتحدةوالعراق أمس الاثنين في فيينا مفاوضات فنية تتعلق بمعاودة عمليات التفتيش عن الاسلحة في محاولة لتفادي هجوم عسكري امريكي بريطاني على العراق. وبدأ هانز بليكس رئيس فريق المفتشين التابعين للامم المتحدة وعامر السعدي المستشار في الديوان الرئاسي العراقي في مقر الاممالمتحدة في فيينا هذه المفاوضات المتعلقة بالترتيبات الفنية لعودة المفتشين الدوليين الى العراق بعد غياب دام اربع سنوات . واوضح بليكس للصحفيين قبيل بدء المفاوضات ان الهدف منها هو تجنب وقوع اي حادث في العراق بعد بدء عمليات التفتيش، في حال ما اذا بدأت. واعلن العراق المهدد بضربة عسكرية امريكية في السادس عشر من سبتمبر انه يقبل عودة المفتشين من دون شروط. ومنذ بدء عمليات التفتيش في العام 1991 وبغداد متهمة بعرقلتها. وفي هذا الاطار شنت الولاياتالمتحدة وبريطانيا حملة ضربات واسعة على العراق في ديسمبر 1998. ويرفض العراق منذ ذلك الحين عودة المفتشين الى اراضيه. وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كانت بعض المواقع ستبقى محظورة على المفتشين كما كانت الحال قبل عام1998 قال بليكس ليس عند حد علمي. ومن المفترض ان يناقش مجلس الامن الدولي في نيويورك قرارا يعيد تحديد اطر مهمة المفتشين لتجنب العقبات التي واجهوها منذ زياراتهم الاولى للعراق في 1991. ويريد بليكس المدير التنفيذي للجنة الاممالمتحدة للاشراف والتحقق والتدقيق (انموفيك) تحضير الترتيبات الفنية لعودة فرق التفتيش. وتعقد هذه المفاوضات في وقت تزيد واشنطن من ضغوطها الدبلوماسية لحمل مجلس الامن الدولي على اعتماد قرار صارم ضد النظام العراقي. ورفض بليكس الكشف عن اي تفاصيل حول خططه او استراتيجيته في المحادثات مع العراقيين وقال ان مجلس الامن طلب منه الاحتفاظ باوراقه الخاصة بالمحادثات دون الافصاح عن مضمونها.وقال بليكس قبل المحادثات اتفقنا على التزام الصمت المطبق حتى تنتهي المحادثات... وبعدئذ سيكون لدينا شيء نقوله للصحافة. وتستمر محادثات بليكس في فيينا حتى غد الاربعاء وتأتي بعد ثلاث محاولات فاشلة هذا العام لوضع ترتيبات عملية لاستئناف عملية التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل العراقية. ويعتزم بليكس مطالبة العراقيين بالمطالب نفسها التي طرحها في اجتماعه السابق معهم في فيينا في يوليو الماضي وهي الترتيبات الخاصة بمكاتب المفتشين والنقل والاتصالات والاقامة والمرافقة ومواقع هبوط الطائرات وكذلك اقامة مكاتب لاول مرة في البصرة جنوبا والموصل شمالا. وتلقى بليكس وعدا من العراق بأن يحصل على قائمة حديثة بالمعدات والمواد ذات الاستخدام المزدوج المدني والعسكري وكيفية استخدامها.وقالت ميليسا فليمنج المتحدثة باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستوجد المحادثات هيكلا عاما لعملية التفتيش يعالج كل التفاصيل.. انها محادثات فنية تماما.. وسنطرح على الطاولة ما نحتاجه. انقسام داخل أمريكا تصاعدت حدة الخلاف بين ادارة الرئيس الامريكى جورج بوش واعضاء الكونجرس الامريكى وبخاصة ممثلو الحزب الديمقراطى فيما يتعلق بخطط الادارة شن هجمات عسكرية ضد العراق لازاحة نظام الرئيس صدام حسين من السلطة ومطالبتها الكونجرس الامريكى بتبنى قرار يتيح لها تنفيذ تلك الخطط0 وبرزت تلك الخلافات بين الجانبين من خلال مجموعة من المقابلات التى اجرتها كبريات شبكات التلفاز الامريكى مع مجموعة من اعضاء الكونجرس على الرغم من تصريحات الرئيس الامريكى المتوالية خلال الايام القليلة الماضية والتى توقع فيها ان الغالبية فى الكونجرس الامريكى ستكون متحدة خلف ادارته فيما يتعلق بقرار شن الحرب على العراق. وتمثلت اكثر تلك الخلافات حدة فى مقابلة اجرتها شبكتي / سى ان ان / و / ايه بى سى / الاخباريتان مع عضوى مجلس النواب الديمقراطيين جيم مكدورموت وديفيد بونيور من العاصمة العراقيةبغداد التى يزورانها حاليا0واوضح مكدورموت خلال المقابلتين ان السلطات العراقية اكدت له بانها ستسمح لمفتشى الاسلحة الدوليين بالعمل بكل حرية ودون شروط مسبقة وبتفتيش اى موقع يرغبون فى تفتيشه. واتهم النائب ادارة الرئيس بوش بانها تدفع الولاياتالمتحدة بشكل خاطىء باتجاه الحرب مع العراق. وقال انه يجب عدم اخذ العمل العسكرى فى الاعتبار حتى يتبين فشل الحكومة العراقية فى الالتزام بكلمتها واضاف ان علينا اعطاء الفرصة للمفتشين الدوليين للقيام بعملهم لانه لايمكن ان نبدأ بتوجيه فوهة البندقية الى السلطات العراقية ونقول لهم اننا سنطلق النار مع اول رمشة عين منكم. من جانبه اشار بونيور الى انه يجب اعطاء الفرصة لمفتشى الاسلحة الدوليين للقيام بمهامهم مكررا ايضا ان السلطات العراقية اكدت له انها ستسمح للمفتشين الدوليين بالعمل دون قيد ولا شرط فى مقابل احترام السيادة العراقية.