الصلاة عن الميت لم ترد.. ويلحق الميت الاجر.. بالوقف الخيري.. وطباعة الكتب النافعة والذرية الصالحة.. الاعلان عن الوفاة @ إعلانات التعازي في الصحف والشكر على التعزية والإعلان عن وفاة شخص.. ما رأي الشريعة في ذلك؟ الاعلان في الصحف عن وفاة شخص اذا كان لغرض صحيح وهو ان يعلم الناس بوفاته فيحضروا للصلاة عليه وتشييعه والدعاء له، وليعلم من كان له على الميت دين او حق حتى يطالب به او يسامحه. فالاعلان لاجل هذه الاغراض لا بأس به، ولكن لا يبالغ في كيفية نشر الاعلان من احتجاز صفحة كاملة من الصحيفة، لان ذلك يستنفد مالا كثيرا لا داعي اليه، ولا تجوز كتابة هذه الآية التي اعتاد كثير من الناس كتابتها في الاعلان عن الوفاة وهي قوله تعالى: (يا أيتها النفس المطمئنة ، ارجعي إلى ربك راضية مرضية ،فادخلي في عبادي ، وادخلي جنتي).. لأن هذا فيه تزكية للميت وحكم بأنه من أهل الجنة، وهذا لا يجوز، لأنه تقوُّل على الله سبحانه وشبه ادعاء لعلم الغيب، إذ لا يحكم لأحد معين بالجنة إلا بدليل من الكتاب والسنة، وإنما يرجى للمؤمن الخير ولا يجزم له بذلك.. والله الموفق. هذا العمل باطل عندنا عادة: عندما يموت شخص فإنهم قبل دفنه يذهبون إلى قبة على قبر ولي كما يزعمون ويقولون: إن الحضرة النبوية توجد عند هذه القبة، والغرض من ذلك كما يعتقدون هو ألا يعذب في قبره بل ولا يحاسب، فما حكم هذا العمل؟ هذا من الباطل واعمال الجاهلية، والبناء على القبور مما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم أشد النهي، قد نهى صلى الله عليه وسلم أن يبنى على القبر وأن يجصص، او يكتب عليه، او يسرج بالمصابيح، فالبناء على القبور من افعال الجاهلية ومن وسائل الشرك. وكذلك الذهاب بالجنازة الى قبر الولي لا يجوز، واذا كان يعتقد لذلك ان الولي ينفع الميت وأنه تغفر للميت ذنوبه فهذا من الشرك الأكبر، لان هذا معناه الاستغاثة بالميت صاحب القبر وطلب البركة منه والشفاعة منه، وهذا من الشرك الاكبر. واما قولهم: إن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر عند هذا الضريح فهذا من الخرافات والأباطيل التي يروجها شياطين الإنس والجن ليغرروا بالجاهلين والعوام ويعلقوهم بالقبور والأضرحة، والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن البناء على القبور، ونهى عن طلب الحوائج منها أو الاستشفاع بها، فكيف يحضر عليه الصلاة والسلام عندها وهو قد حرمها ونهى عنها؟! استئجار المقرئ لا يجوز @ إذا مات أحد عندنا نأتي بالخطيب يقرأ القرآن لمدة خمسة ايام، وبعدها نذبح ذبيحة ونفرقها على الناس، وهذه عادة وجدناها وسرنا عليها، ماحكم هذا العمل يا فضيلة الشيخ بارك الله فيكم؟ هذا العمل بدعة محرمة، فاستئجار المقرئ خمسة ايام يقرأ بعد الوفاة، لا أصل له في دين الإسلام ولا ينفع الحي ولا الميت، وديننا الحنيف وشرعنا المطهر بين لنا ما يعمل بالميت، وانه يجهز بالتغسيل، والتكفين، ويصلى عليه، ويدفن، ويدعى له ويحج عنه ويعتمر، ويتصدق عنه، ويضحى عنه في وقت الاضحية، هذا ما يشرع في حق الميت. اما أن نستأجر من يقرأ القرآن أياما معينة ونذبح ذبيحة في ختامها كل هذا من الأغلال ومن البدع والخرافات، وهذه لاتنفع الحي ولا الميت، وانما هي من الاعمال الضارة والاعمال البدعية، واي اجر يأتي من قراءة مستأجرة، لان هذا القارئ لا يقرأ طمعا في ثواب القراءة وإنما يقرأ طمعا في الاجر الذي يدفع له، والعبادات لا يؤخذ عليها اجور. ما ينتفع به الميت @ ما الاشياء التي ينتفع بها الميت من قبل الاحياء؟ وهل هناك فرق بين العبادات البدنية وغير البدنية، نرجو ان توضحوا لنا هذه المسألة وتضعوا لنا فيها قاعدة نرجع اليها كلما اشكل علينا في مثل هذه المسائل افتونا بارك الله فيكم؟ ينتفع الميت من عمل الحي بما دل عليه الدليل من الدعاء له والاستغفار له والتصدق عنه والحج عنه والعمرة عنه وقضاء الديون التي عليه وتنفيذ وصاياه الشرعية كل ذلك قد دلت الادلة على مشروعيته. وقد الحق بها بعض العلماء كل قربة فعلها مسلم وجعل ثوابها لمسلم حي او ميت، والصحيح الاقتصار على ما ورد به الدليل ويكون ذلك مخصصا لقوله تعالى (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى). والله أعلم. يعمل ما ورد به الدليل @ ما حكم الشرع في نظركم فيمن جمع قوما ليتلوا كتاب الله بقصد ان تعود فائدة الذكر لصاحب الدعوة أو لشخص متوفى؟ إن تلاوة القرآن من أفضل القربات، والله جل وعلا أمرنا بتلاوة كتابة وبتدبره وتأمل معانيه، اما ان يتخذ للتلاوة شكل خاص او نظام خاص فهذا يحتاج الى دليل. ومثل ما ذكره السائل من جمع الناس ليقرأوا القرآن لتحصل له الفائدة او يهدى ثوابه للأموات هذا لا دليل عليه على هذه الصفة، وإنما هو بدعة من البدع، وكل بدعة ضلالة هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية فإن هؤلاء المقرئين إذا كانوا يقرأون بالايجار كما هو الواقع من كثير منهم، فهذه القراءة لا ثواب فيها، لانهم لم يقرأوا القرآن الكريم تعبدا لله عز وجل، وإنما قراءة من أجل الاجرة، والعبادات إذا فعلت من أجل الاجرة، فإنها لا ثواب فيها وإرادة الإنسان بعمله الدنيا. هذا مما يبطل العمل. وانما تنفع قراءة القرآن إذا كان القصد منها التقرب الى الله من القارئ ومن المستمع، وان تكون على الصفة المشروعة لا الصفة المحدثة والرسوم التي احدثها الجهال وابتدعوها فمثل هذه القراءة على هذا الشكل وإهداء ثوابها للاموات او الاحياء من البدع المحدثة ولا ثواب فيها. فالواجب على المسلم ان يترك مثل هذا العمل، وإذا اراد ان ينفع الاموات فإنه ينفعهم بما وردت به الادلة من الترحم عليهم والاستغفار لهم والدعاء لهم والتصدق عنهم والحج او العمرة عن الميت، هذه هي الامور التي وردت الادلة بأنها تنفع المسلمين احياء وامواتا، أما فعل شيء لم يقم عليه دليل من الشرع فهذا يعتبر من البدع المخالفة. أعمال تنفع الوالدين @ ما الاعمال التي تنفع وتفيد الوالدين أحياء وأمواتا؟ الأعمال هي برهما في حياتهما، والإحسان إليهما بالقول والعمل، والقيام بما يحتاجانه من النفقة والسكن وغير ذلك والأنس بهما، والكلام الطيب معهما وخدمتهما، لقوله تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا). خصوصا في كبرهما. أما بعد الممات فإنه يبقى من برهما أيضا الدعاء والصدقة لهما والحج والعمرة عنهما وقضاء الديون التي في ذمتهما، وصلة الرحم المتعلقة بهما وكذلك بر صديقهما وتنفيذ وصاياهما المشروعة. لا يصلي احد عن احد @ زوجي مات منذ سنتين وكنت اصلي قبل ان اموت لنفسي وبعد ان توفي بدأت أصلي لي وله منذ سنتين، وأنا على هذه الحالة فهل يجوزهذا لي أم لا؟ لا يصلي أحد عن أحد، ولكن عليك بالدعاء لزوجك والإكثار من الدعاء والاستغفار له والتصدق عنه. اما الصلاة فإنه لا يصلي أحد عن احد ولا يصلى عن الميت ولا عن الحي، لان الصلاة لا تدخلها النيابة لانها عمل بدني، وقد شرع الله الدعاء للاموات والاستغفار لهم والصدقة عنهم إذا كانوا مسلمين، وفي ذلك كفاية إذا تقبله الله. @ إذا توفي شخص وهو لا يصلي في حياته بتاتا أو كان يصلي حينا ويتركها أحيانا؟ فهل يجوز أن تؤدى عنه الصلاة بعد وفاته؟ واذا لم يكن ذلك جائزا فهل ينفع ان يتصدق عنه أو يقرأ القرآن له؟ وما الاشياء التي ينتفع بها الميت بعد وفاته ممن خلفه؟ اولا: الصلاة لا تفعل عن احد، لا يصلي احد عن احد، لان الصلاة عمل بدني لا تدخله النيابه لا عن الحي ولا الميت. ثانيا: من ترك الصلاة متعمدا واستمر على ذلك حتى مات فإنه كافر والعياذ بالله لا يجوز للمسلم ان يترحم عليه ولا يدعو له ولا يتصدق عنه، لانه مات على الكفر. اما بالنسبة لما يلحق الميت بعد وفاته من الاعمال فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له". فهذه الامور تلحق الميت اذا اوقف وقفا ينتفع به في سبل الخير، واستمر هذا الوقف يفعل بعد وفاته فإنه يلحقه الاجر ما بقي هذا الوقف، كذلك اذا علم علما ينتفع به من العلوم الشرعية النافعة فإن هؤلاء المتعلمين الذين صاروا ينفعون الناس من بعده يعود إليه الأجر وهو ميت، لأنه علم الخير، وكذلك إذا ألف مؤلفات ينتفع المسلمون بها، فإن هذا علم ينتفع به ويعود اجره له ما انتفع بهذه المؤلفات وما بقيت. وكذلك إذا طبع كتبا نافعة وأوقفها على المسلمين ينتفعون بها أو مصاحف من القرآن الكريم، كل هذا من العلم الذي ينتفع به بعد موته، ويلحق من بذل فيه، الأجر والثواب عند الله سبحانه وتعالى. وكذلك الذرية الصالحة الذين يدعون له من ذكور واناث فإن هذا يلحقه الأجر إذا تقبل الله دعواتهم، كذلك الصدقة عن الميت، والحج ورد انه ينفع الميت.