يتساءل بعض الناس عن الحكم الشرعي لقراءة القرآن على قبر الميت عند دفنه.. «عكاظ» استعرضت آراء مجموعة من الفقهاء والعلماء في السطور التالية: تركه الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز «رحمه الله» : قراءة القرآن عنده سورة أو سور، أو ختم القرآن فهذا ليس عليه دليل والذي ينبغي تركه، ولكن يدعو للميت بعد الدفن كما كان صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: (استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل)، ولما زار قبر أمه استأذن ربه أن يستغفر لها فلم يأذن له، فجلس عندها، وبكى وأبكى عليه الصلاة والسلام، لما حصل من المصيبة في عدم إذنه له سبحانه من الاستغفار لها، وكانت ماتت في الجاهلية. ولما حضرت الوفاة عمرو بن العاص رضي الله عنه أوصى بنيه ومن يحضرون قبره، أن يجلسوا عنده قدر جزور، قدر ما تنحر ويقسم لحمها كي يستأنس بهم حتى ينظر ماذا بينه وبين ربه، وقال هذا من اجتهاده، وليس في هذا قراءة، إنما قصده الدعاء له والترحم عليه، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم بينة وهي أنه يدعو له بالمغفرة والثبات، أما كونه يجلس عنده قدر ما تنحر الجزور ويقسم لحمها فهذا من اجتهاد عمرو رضي الله عنه وليس عليه دليل، إنما المشروع أن يدعو له ويستغفر له، بعد الدفن. منع العلماء الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين «رحمه الله»: لم يكن من عادة السلف من الصحابة والتابعين والأئمة قراءة القرآن للميت وإنما يدعون له ويترحمون عليه ويتصدقون عنه، وقد منع بعض العلماء إهداء الأعمال الصالحة للميت، واستدل بقوله تعالى: «وأن ليس للإنسانِ إلا ما سعى»، ورخص آخرون في جعل ثواب القربات للأموات، واستدلوا بصحة الصوم عن الميت لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «من مات وعليه صيام صام عنه وليه»، وقوله للخثعمية: «حجي عن أبيك، أرأيت لو كان على أبيك دين أكنت قاضيته ؟ فدين الله أحق أن يقضى»، وقوله للذى قال: لبيك عن شبرمة «حج عن نفسك، ثم حج عن شبرمة»، فيلحق بذلك إهداء الصلاة والقراءة والأضحية ونحوها، لكن إذا كان القارئ يقرأ بأجرة فلا ثواب له لأنه استوفى أجره، وكذا الذي يحج لأجل المال لا أجر له يصل إلى الميت.