إهداء الثواب للميت يتجه كثير من أقارب الموتى إلى عمل القربات والطاعات بنية إهدائها إلى موتاهم، فمنهم من يؤدي العمرة ومنهم من يكتفي بالدعاء، وآخرون يقرأون القرآن ونحو ذلك، «عكاظ» طرحت هذه المسألة الفقهية على عدد من المتخصصين الشرعيين الذين اختلفوا في حكمها.. إلى التفاصيل: مسألة خلافية الدكتور سليمان العيسى (أستاذ الدراسات العليا في جامعة الإمام): مسألة إهداء ثواب الطواف أو قراءة القرآن ونحو ذلك محل خلاف بين أهل العلم، فمنهم من أجاز إهداء أية قربى لحي أو ميت، وأن ذلك ينفعه، وهذا القول هو المشهور من مذهب الحنابلة، ومن العلماء من رأى أن الذي يجوز إهداؤه من القرب يقتصر على ما دل الشرع على وصوله إلى الموتى، ومن ذلك الصدقة، والدعاء والحج والعمرة وما خلفه الميت من نشر العلم وقضاء الدين. أما إهداء الصلاة والطواف والقراءة أو صيام التطوع، فالمشروع تركه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد»، وهذا القول في نظري هو الراجح. لا يكثر منها الذي يستحب إهداؤه للميت هو الدعاء؛ لأن الله تعالى قال: «والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان»، وأيضا النبي يقول: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث»، وذكر «أو ولد صالح يدعو له»، هذا الذي يستحب ما عدا ذلك من إهداء العبادات، سواء كانت عبادات مالية أو بدنية أو مركبة من المال والبدن، مالية كالصدقة، أو بدنية كقراءة القرآن والصلاة والصيام، أو مركبة من المال والبدن نقول بأن إهداء مثل هذه الأشياء من قبيل المباح غير المشروع، يعني النبي صلى الله عليه وسلم أذن بها ولم يرد عنه أنه فعلها، لكن يلحظ أن مثل هذه الأشياء لا يكثر منها. الدعاء هو الأصل الشيخ عبدالرحمن السحيم (عضو مركز الدعوة والإرشاد في الرياض): أن الدعاء للميت هو الأصل لقوله عليه الصلاة والسلام: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»، والولد يشمل الذكر والأنثى، وإهداء الثواب للميت لم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا من هدي أصحابه من بعده.