مع بدء العد التنازلي للعام الدراسي الجديد في المملكة مطلع الشهر المقبل تشهد سوق القرطاسية انتعاشا ملحوظا بعد قرابة ثلاثة اشهر من الركود0 وتهيأت الشركات المنتجة للادوات المكتبية للدخول في حمى المنافسة بانتاج أشكال جديدة من الدفاتر والمساطر والحقائب والوسائل التعليمية المختلفة لاستقطاب نحو 800 مليون ريال تمثل تقديرات تقريبية لحجم مبيعات سوق القرطاسية في المملكة. وتبلغ المنافسة بين هذه المحلات المتخصصة في بيع المستلزمات المدرسية المقدر عددها باكثر من 4000 مكتبة ذروتها قبل أسبوع من بدء فتح المدارس حيث تشهد الحركة المرورية ازدحاما شديدا وتمتلىء الشوارع باعلانات المهرجانات التسويقية والتخفيضات والهدايا الفورية وابتكارها لوسائل عرض جديدة مغرية بديكورات جميلة مزدانة بأنوار متحركة ومختلفة الالوان. وتوقعت دراسات متخصصة ان يؤدي الارتفاع المتوقع في اعداد الطلاب المقدر حاليا بأكثر من 5ر5 مليون طالب وطالبة الى نمو سوق القرطاسية خلال السنوات الخمس المقبلة بنسبة قد تصل الى 8 في المائة سنويا. وأشارت التقديرات الى أن متوسط انفاق الأسرة لكل طالب فيها يتراوح بين 500 ريال و 1000 ريال وقد يتجاوز هذا الرقم احيانا تتوزع بين شراء مذكرات ودفاتر وتزيينها والادوات الهندسية والأقلام وملصقات التغليف بأنواعها المختلفة والوسائل التعليمية التي يستجد طلبها أثناء العام الدراسي. وقال المتعاملون في سوق القرطاسية ان بعض الاسر تفضل شراء المستلزمات الدراسية قبل موسم العودة للمدارس بوقت مناسب لتوفرها بأسعار منخفضة ولتجنب الازدحام الذي عادة ما تشهده سوق القرطاسية في الاسبوع الاخير من الاجازة الصيفية مشيرين الى ان البعض الآخر يؤجل الشراء حتى يتم تحديد الاحتياجات المكتبية من قبل المدارس. وأوضح عبد الرحمن الفالح صاحب احد محل القرطاسية في مدينة الرياض ان عمليات البيع للادوات المكتبية تزدهر قبل أسبوع من بدء فتح المدارس بخاصة في الفترة المسائية حيث يتفرغ الآباء من أعمالهم لاصطحاب أبنائهم الى المكتبات. وذكر الفالح أن نسبة كبيرة من المنتوجات المدرسية تتوزع بين الصين والمانيا وبنسب متفاوتة لدول آسيوية اخرى بينها اليابان واندونيسيا وكوريا ودول عربية منها سوريا ومصر اضافة الى منتوجات محلية وخليجية لا تقل جودة عن الخارجية. وقال عبدالله البديع صاحب محل قرطاسية في شرق الرياض ان موسم العودة للمدارس يمثل فرصة كبيرة للمكتبات لتحقيق نسبة مبيعات مرتفعة تغطي خسائر فترة الركود اثناء الاجازة الصيفية الناتجة من الرواتب الشهرية للعاملين وتكاليف الايجار والانارة والاغلاق لبعض المحال0 واضاف أن محلات السوبر ماركت والبقالات الكبرى ومحلات /كل شيء بريالين/ باتت منافسا حقيقيا للمكتبات في بيع المستلزمات المدرسية باسعار منخفضة وتشكل تهديدا لنموها نتيجة لمشاركتها في هذا النشاط الذي تعتمد عليه المكتبات بشكل رئيسي في ايراداتها. من جهته اشار رب اسرة داخل احدى المكتبات بالرياض الى تفاوت اسعار المستلزمات المدرسية من مكتبة الى اخرى الامر الذي يجعل البعض يستغرقون وقتا طويلا بحثا عن المنتجات الجيدة بأسعار منخفضة تتناسب مع امكاناتهم المادية. وأضاف ان موسم فتح المدارس يشكل هاجسا للاسر ويتسبب في الاخلال بميزانيتها لتلبية رغبات ابنائها واحتياجاتهم المدرسية وتهيئتهم لبدء العام الدراسي بمعنويات عالية.