تقول الروايات ان بنجامين فرانكلين طير طيارة ومفتاحا في سماء فيلادلفيا العاصف ف شهر حزيران قبل ( 250) سنة فاكتشف شيئا مفاجئا هو ان البرق هو نوع من الكهرباء. ولا يزال الاختبار يثير جدلا حتى يومنا هذا امام بعض المؤرخين الذين يقولون ان فرانكلين لم يجر أساسا الاختبار الذي يجري تعليمه لأجيال متعاقبة مع تلاميذ المدارس الابتدائية. ويقول ريتشارد روزن المؤرخ العلمي وعميد كلية الفنون والعلوم في جامعة دريكسل: ( عندما أعطي دروسا تتعلق بفرانكلين أحاول دائما ان أزرع بذور الشك في عقول الطلاب عن اختباره الطيارة والمفتاح , وحتى لو كان قد أجرى الاختبار فنحن لا نعرف بالضبط أين ومتى؟ وهذا جزء من المشكلة. ولكن مؤرخين آخرين يقولون ان ثمة ادلة كافية ان فرانكلين الاكاديمي والعالم ورجل الجولة الشهير , أجرى الاختبار الشهير فعلا رغم أنه لم يتم العثور على رواية مباشرة وأنه لم يكن هناك شهود عيان غير ابن فرانكلين , وأن التفاصيل المحدودة رواها زميل فرانكلين جوزيف بريستلي بعد حوالي (15) سنة. وقال روي غودمان المؤرخ والعميد في الجمعية الفلسفية الأمريكية في فيلادليفا: الاختبار جرى , ولا نعرف أنه جرى قرب وسط المدينة ولدينا تقرير بريستلي وذكرياته عن فرانكلين. وحسب تلك الرواية , انطلق فرانكلين , المخترع البالغ من العمر (46) سنة بصحبة ابنه وليام (21 سنة) في أحد أيام شهر حزيران (1752) لإثبات نظريته حول طبيعة البرق. وتوجه الاثنان الى حقل في انتظار حدوث عاصفة رعدية , فشحنت سحابة عاصفة وليست بروق راعدة الطيارة بشحنة سالبة, ولم يرتح فرانكلين لأنه كان ممسكا بقطعة حرير جافة عزلته عن الشحنة الكهربائية ,ولكنه عندما لمس المفتاح قفزت شرارة الى يده. ومهد هذا الاكتشاف الطريق أمام ابتكارات تحققت لاحقا , ومن البطارية الى الدينامو. وقال المؤرخ برنارد كوهن وهو مؤلف كتاب عن فرانكلين , ما برهنه لنا فرانكلين ان الاختبارات المجراة في المختبر على الكهرباء الكامنة ليست من أجل التسلية بل لها علاقة بالقوة العظيمة الموجودة في الطبيعة. ولم يكن فرانكلين أول من يرى أوجه التشابه بين الكهرباء الكامنة المنطلقة نحو الأرض وبين البرق بل كان أول من اقترح اجراء اختبار للتأكد من ذلك ,ص حسب دافيد ريس المدير التنفيذي لمكتبة ومتحف باكن في مينابوليس . وقد أقام المتحف معرضا عن فرانكلين وقضيب البرق بمناسبة ذكرى الاختبار وسيبقى المعرض قائما حتى السنة الحالية. وقال ريس انه حتى ولو كان ما يعتقد العديد من العلماء صحيحا بأن عالما في مارلي بفرنسا أجرى ما لقب ب ( اختبار فيلادلفيا) قبل أن يجريه فرانكلين بنفسه , هناك أسباب كثيرة للاحتفال بإنجازاته. وأضاف ريس: لم يكن فرانكلين الشخص الوحيد الذي خرج بهذه الأفكار التي قد يستعملها بعض المؤرخين للإساءة الى سمعته إلا أن عبقرية الرجل الخالصة بادية في كل مكان , وقد يكون أحدهم في مالي قد سبقه الى اجراء الاختبار , غير أنه كان اختبارا مبنيا على اقتراحات فرانكلين بالدرجة الأولى.