ونحن نودع احمد بن سلمان بن عبدالعزيز لست ادري ما اكتبه هذه اللحظة اهو عزاء ام رثاء.. اهو عزاء للوالد المحزون الهمه الله الصبر ام هو رثاء للانسان الجميل الذي غادر من غيرما وداع بالأمس القريب شاركنا هذه الصحيفة الغراء اعداد ملف عن رحيل قطعة من كبد الوطن وابن من ابنائه البررة والتي هي قطعة من كبد الملك عبدالعزيز وهي بالطبع فلذة كبد الوالد سلمان بن عبدالعزيز وفلذة من كبد الوالدة سلطانة السديري وها نحن اليوم نشارك في اعداد ملف آخر عن قطعة كبد اخرى لهما ولذلك الحزن العميق في الوجدان تعجز الكلمات عن الحضور ولكني استحضرها بقوة الرغبة في العزاء.. سلاما ايها الجبل الشامخ سلاما ايتها الحديقة الصابرة وداعا ايها السهل الخصب تتداعى الاخيلة في وجداني وانا اكاد اطلع على مقدار حزن الوالد وعلى مقدار حزن الام الثكلى وعلى مقدار احزان الابن فيصل واخواته الصابرات وعلى مقدار حزن رفيقة الدرب ام فيصل وهي من سوف يفتقده اكثر من غيرها مثلما عبر عن حزن الزوجة مالك بن الريب بقوله: (وباكية اخرى تثير البواكيا) نعم انها الآن كذلك وتبكيه الخيل العربية التي احبته كما عشقها وتبكيه مؤسسات اعلامية وصحفية تفانى في سبيل اخراجها للنور ومطبوعات ما كانت لتولد وتقف على قدميها لولا امساكه بيديها ووقوفه وراءها.. اشياء واشياء تركها الأمير: احمد بن سلمان اتذكرها الآن واتذكر مقدار حزنها عليه فيرتجف القلم بين اناملي اشده بقبضة الحب فيسيل دما لا حبرا ما الذي تراني استطيع قوله او كتابته في مثل هذا الموقف المحزن ونحن في كل يوم لنا قمر يتوارى ونجم يهوي واين تتوارى اقمارنا واين تهوي نجومنا وأي اقمار تراها تتوارى وأي نجوم نراها تهوي لن اتحدث عن مناقب الراحل رحمه الله فهنالك الكثير من الاشجان اثارها وحركها فقده غير ان الصبر طريق السلوان ولا نملك الا ان نتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان العين لتدمع وان القلب ليحزن وانا لفراقك يا ابراهيم لمحزونون.. نعم ان العين لتدمع حزنا على رحيل الاحبة وان القلب ليتفطر حزنا ساعة الفراق ولكن يبقى الايمان والتسليم بقضاء الله وقدره علامة فارقة بين مظاهر حزن وحزن بين بكاء الرحمة وبين نواح الاعتراض على القدر خيره وشره.. عظم الله اجر كافة افراد العائلة الحاكمة الكريمة وجبر الله قلوبهم واسكن الفقيد جنة الرضوان..