اعرب الرئيس الأمريكي جورج بوش عن تصميمه على التحرك عسكريا، اذا اقتضى الامر وقبل فوات الاوان، ضد الانظمة التي تسعى الى امتلاك اسلحة الدمار الشامل، موجها تحذيرا شديد اللهجة الى العراق. واذ لم يذكر اسم العراق واسم الرئيس صدام حسين، فان بوش الذي كان يتحدث امام قوات الفرقة العاشرة لجنود الجبال المرابطة في فورت دروم بولاية نيويورك، لم يترك اي شك حول البلد الذي كان يلمح اليه. وقال: نحن مهددون بأنظمة تسعى الى امتلاك الاسلحة المتطورة والتي تخفي برامجها العسكرية عن انظار العالم. واظهرت الانظمة نفسها طبيعتها الحقيقية عبر تعذيب وقتل شعوبها. واضاف امام آلاف العسكريين الأمريكيين: لا يمكننا، ضد اعداء من هذا القبيل، ان نبقى جالسين بهدوء في انتظار ان يجري كل شيء على ما يرام. وتابع: يجب ان تتحرك أمريكا ضد هذه الاخطار الرهيبة قبل تطورها بالكامل. سنستخدم الدبلوماسية عندما يكون ذلك ممكنا والقوة اذا اقتضت الضرورة. واكد: يجب ان يفهم اصدقاؤنا واعداؤنا بوضوح اننا لن نترك امن مواطنينا ومستقبل السلام بين ايدي بعض الاشرار والمخربين. وادلى الرئيس الامريكي بهذه التصريحات في المقر العام للفرقة العاشرة لجنود الجبال المرابطة في فورت دروم بولاية نيويورك. ونشرت قوات فرقة التدخل السريع هذه خلال السنوات الاثنتى عشرة الماضية في معظم ميادين العمليات للجيش الامريكي كالبوسنة وكوسوفو واليوم في آسيا الوسطى (اوزبكستان) وفي افغانستان. وقام احد ابرز صقور ادارة بوش، مساعد وزير الدفاع بول وولفيتز قبل ايام بزيارة الى انقرة حيث شدد على عزم بلاده على اطاحة نظام صدام حسين والسعي الى الحصول على دعم حليفها الاستراتيجي التركي المتحفظ عن توجيه ضربات عسكرية. لكن المسؤول الامريكي قال للسلطات التركية ان حكومة الولاياتالمتحدة لم تتخذ بعد قرارا يتعلق بالعراق ولم تطلب من انقرة اتخاذ قرار، وذلك خلال مؤتمر صحافي قبل مغادرته تركيا. واغتنم بوش ايضا زيارته الى فورت دروم لممارسة ضغط على مجلس الشيوخ ومطالبته بأن يتبنى قبل نهاية الشهر الزيادات على الموازنة العسكرية التي قدمها البيت الابيض مطلع الربيع. وكان بوش قد طلب 48 مليار دولار اضافي أي بالاجمال 355 مليار دولار لوزارة الدفاع وهي اكبر زيادة على موازنة الدفاع منذ رئاسة رونالد ريغان. من ناحية أخرى اكد الرئيس بوش ان الولاياتالمتحدة لن توافق ابدا على اخضاع جنودها للمحكمة الجنائية الدولية. وقال الرئيس الامريكي ان الولاياتالمتحدة تتعاون مع كثير من الدول لحفظ السلام لكننا لن نخضع القوات الأمريكية لمدعين وقضاة لا نعترف بقوانينهم. وأقسم على حماية الجيش الامريكي من المحاكم الدولية واللجان التي لها اهتماماتها الخاصة. وقد وافق اعضاء مجلس الامن قبل اسبوع على منح الحصانة من اي ملاحقات امام المحكمة الجنائية الدولية للقوات الامريكية التي تقوم بعمليات حفظ السلام في البوسنة لتجنب الفيتو الامريكي ضد تجديد انتداب مهمة الاممالمتحدة في البوسنة والهرسك. وكانت الولاياتالمتحدة قد وقعت المعاهدة التي تأسست بموجبها المحكمة الجنائية الدولية في عام 1998 ابان رئاسة الرئيس الديموقراطي بيل كلينتون ثم سحبت توقيعها ابان رئاسة الجمهوري جورج بوش.