الشاعر الحق كتاب مفتوح يقرؤه الناس كلّ الناس ، العالم و الجاهل ، كل بطريقته ، بموته تتضوّع روحه مسكاً ، و يزداد شعره تألّقاً ، يفنى كل ما يتعلق به من جوانب مادية من حوله ، و يبقى شعره تردد صداه السنون ، و تتغنى بتراتيله قوافل المحبين ، يفنى جسد الشاعر ، و يبقى شعره يتسرب إلى ذاكرة الزمن ؛ تتألق الكلمة بوهج من المعاني مستمرٍ ، يأخذ بتلابيب الحياة ليزيدها روعة و بهاء . هم يقولون عنه ما يشاؤون ، رومانسيّاً ، كلاسيكياً ، و جودياً ، واقعياً ، ... و هو يتغنى بما يحقق وجوده ، و بما يخفق به قلبه ، يجسد بالكلمة ومضات إحساساته مطلقة من عقال الزمان و المكان ، فهو عاشق حتى الثمالة فيما يكتب و يقول ، لا يفرض على نفسه مذهباً ، أو قالباً معيناً ، لكونه لا يستطيع ذلك، فالحب بمعناه اللامتناهي - بالنسبة إليه - إلهام لا يمكنه صده ، أو كبح جماحه ، حين يمتلك عليه كل إحساساته ، و لا وضعه في إطار معين حين يعصف بروحه . لنقل عنه ( ليلى ) بمعناها الباث - في النفس - روح النشوة أنى اتجهت بتشظياتها ، حب جامح قاتل عند العذريين، تهويمة يكتنفها الدفء عند بقية العاشقين ، و تبقى الكلمة بحروفها الأربعة كما هي ، قلت ( كلمة ) و لم أقل ( اسماً ) ، و أنا أقصد ما أقول ، لأنّ الاسم سمة معينة ، أما الكلمة فهي انفلات واسع و رحب ليس له حدود ... خطرت ببالي فكرة و أنا أتصفح دواوين ( إبراهيم العريّض ) : هل من شاعر عربي لم تمر ( ليلى ) بخلده ؟ و هل منهم من لم يتغن باسمها ؟ فلجأت للإجابة عن تساؤلاتي لديوان الشعر العربي ، ألتمس منه الجواب ، متعرضا للكلمة في سياقاتها الشعرية المختلفة ، هي كثيرة جدّاً إذا ما قورنت بالأسماء التي وردت في ذلك السجل الضخم ، هي الحب الطاهر العف عند العذريين ، و هي الغواية و الإثم عند المتشائمين ، و هي النار التي يعشو إلى ضوئها السالكون ، و تبقى على كلّ حال و صفاً متعذراً بعيداً كما القول : فإن سألوك عن ليلى فقل لهمُ : ليلى غزال نجا من كلّ صيادِ فالسائل و المسؤول هو الشاعر ذاته ، و إلى هنا نتوقف لنسأل (إبراهيم العريض ) عن ماهية ليلاه ، هل هي واحدة ؟ لكونها في كل زمان و مكان ، اخترقت الزمن لتمثل أنواع العشق حتى في الآداب الأخرى ، هي المعشوقة الرقيقة رقّة النسيم في اليوم القائظ ، العاتية عتو الطوفان حين تعصف بالقلوب الولهة ، أليس من الغريب أن تنقاد الفراشة إلى حتفها متوجهة إلى النار بمحض إرادتها ، حيث تكون اللذة في الفناء ، و هنا يعبر الشاعر بشراعه الرقيق المتهتك كل بحور العذاب ، فتكون قمة اللذة في العذاب ، و الخلود في الفناء ، حيث قول العاشق الصبِّ من أعماق أعماقه في حمى قدس الأقداس " يا ربِّ زدني في عشقها ، و إذا قصّرت عمري بالعشق فزده في عمرها ، , إذا صرت كالشّعرة هزالاً ، فلا تنقص منها شعرةً. و أنت يا إبراهيم ... ماذا عساك قلت في ليلاك ؟ أ و لست شاعراً و العشق زادك ؟ ف( شموعك ) و ( عرائسك ) و ( قبلتاك ) كلها تزخر بمعاني الحب في أسمى معانيه ، فالخمائل تنشر شذا عطرها ، و تتمايل الزهور على الروابي في عرس عجيب ممثلة أفراحه و أتراحه ، و أنت يا أنت حدثني عن ليلاك ، فعهدي بك قد تغنيت بها معشوقة ، و أيّة معشوقة هي ؟ هي - يا سيدي - الحب اللامتناهي في أسمى معانيه ، حيث الفرحة التي تمتد نفحاتها خالدة في كل لحظة من لحظات حياتك ، و مع كل نبضة من نبضات قلبك ، هي أنت يا أنت ، احترقت من أجلها فزادت تألقاً ، و تغنيت بحبها فامتلأت بها روحك هياماً ، و همت بعشقها فذابت في شعرك لحناً خالداً ، و غرستها في بستان روحك فكانت زهرة أخاذة عبقة ، هي كلك يا سيدي ، هي مزيج من كل عواطف القلق و الحب و الحزن و ... ، هي ما قلته أنت عنها بمسمىً غير اسمها : رأته تهشُّ لهُ ضاحكاً : فجاءت تزف إليّ الخبر وتهتف بي : من رأى كابنتي : بكاءً على ضحكٍ مستمر يقولون إنك قد تغنيت بليلى كما تغنى الآخرون بها ... أما شعرك فيقول : إن تفردك في التغني بها هو الوحيد ، ولا شئ سواه عندك كل ما تنشدينه هو شعري : كم شعور أحسسته في الدقيقة وبياني أراك معنى التّجلي : و غرامي الذي رشفت رحيقه غير أني كمثل غيريَ إنسان : و قد كنتِ تحسبينيَ فوقه خفتُ - في الكشف - أن يسوء بقلبي ظنّ من لا تزال تجهل ضيقه أنا ذاك الذي عشقت خيالاً : ثم أعرضت عنه و هو حقيقه أحببت ليلى حباً عظيماً كبرت معها ، و كبرت معك ، فكانت فرحتك الأولى في مهدها ، و أنسك في إدراجها ، حاورتها و حاورتك ، فتحت صدرك لها على مصراعيه دون مواربة ، بدأت وبدأ الحب ينمو ، , أي حب ذاك بين شاعر وهب المعنى كل إحساساته ، و بين حلم عمره بشارة الصبا الأولى ، فكان العشق الأبدي بين إبراهيم و ليلى انبجاساً مشعاً في فكرك ، و خطوات تأمل أولى في معنى الوجود عند ليلى . يتوقف إبراهيم مستلهما معنى الشعر من تصرف ليلى إزاء الشعر فكان الحب الذي يملأ النفس بنفحات روحية من وحي الديوان : قلت يوماً لابنتي ليلى و قد : أخذت ديوان " قيسٍ " تتغنّى فكأنّ الحسن أولاها يداً : فأرادت باسمه أن تتجنى " طبتِ يا ليلاي نفساً فافهمي : ليس كالشّاعر في الأرض معنّى هو من أحلامهِ في جنَّةٍ : فإذا حدّث عنها قيل : جُنّا كلنا طائره في قفصٍ : إنّما يطلقه المجدود مِنّا يحسب النّاس جواه أدباً : قلّ من شاركه فيما أجنّا ثمّ يطوي ليلَه صبحٌ فلا : هو للحبِّ ... و لا مَنء حبَهُنّا تلك هي تهويمة شاعر سبر فيها أعماق نفسه ، فإذا هي فيض من احساسات الحب الخالص المثير للمشاعر الغامرة بسعادة ممتدة امتداد أفق الحب النّقي ، عميقة عمق آهاته و ما يحف ّبها من عذابات عِذاب ، تغذي الروح ، و تنعش القلب ، فكان جواب ليلى ترنيمة فرح ملأت عليك كيانك ، و تحيّرت إزاءها أفكارك : فأجابتني غناء في الصِّبا : بالذي حيّر من أكبرُ سِنّا : لا تسلني - فوجودي عدم - : طائر الخلد هنا كيف اطمأنّا ؟ هو يهفو لِجَمالٍ ربّما : خفيت آثاره في الكونِ عنّا فإذا شاهده في روضةٍ : أو سحابٍ مثّل الإحساس فنّا لا تقلء : دنياه ظِلٌ زائلُ : فشعاع الحب فيها ليس يفنى لو تجلّت قدرة الخلاّق في : لفظه...صاغ لها الشّاعر معنى و انحنت فوق يدي تلثمها -: خجلاً -حين رأتء رأسيَ يحنى ثمّ قالت و هي تلهو بالذي : قُلِّدَتءهُ دون أن تحمل منّا حسب عقدي أن حوى واسطةً : ما لها في الدّر صِنءوُ فتُثَنّى عشتَ للشعرِ و لي يا أبتي : أنت للشعرِ و لي ما أتمنّى قلّما يّدرك الجمال دونما شاعر أو فنان ، و حسب ليلى أمنياتها الصغيرة التي كانت تتفيأ ظلالها ، و تنعم بالطمأنينة في كنفها ، دونما كدّ فكر، و ليكن عليك تبعة إبراز ما في الحياة من معاني الجمال ، فكان المثال الذي تخطى الواقع في فكر فنان ، و ليس أجمل من أن يترعرع المثال في أحضان شاعر ؛ أحبّ أن يعيش التسامي فيمن عشق و أحب ، شمعة تذوب و تذوب لتنير الحياة ، ربوة مرتفعة تستقبل الغيث لتنعش ما حولها ، عطاء بلا حدود دونما مقابل سوى حفنة حب تتزود بها في تيه هذه الحياة . تكبر ليلى و يكبر معها الحب بين ضلوعك ، إنها ليست الوحيدة ، و لكنها البكر التي تتذكر فبها عنفوان شبابك ، و لكن ... لقد أوجستَ خيفةً من لكن ، إذ لا بدّ منها ، هي استدراك يحمل في طياته الفراق ، هو فراق سعيد ، و فراق المحب لحبيبه فراقان : فراق يتخلله وصال ، و فراق آخر لا يُطال . فكان الفراق الأوّل الذي بقدر ما أفرحك و أثلج صدرك ، بقدر ما وشّح قلبك - المفعم بالحب - بغلالة من الحزن الشفاف ، الذي سرعان ما تبدد في غمرة السرور العارم ليلة زفاف ليلى. و تنشغل البنت بإعداد نفسها في تلك الليلة الموعودة ، و تخلد أنت إلى وحدتك ؛ مستعرضاً شريط ذكرياتك ، فالكل مشغول بنفسه إلاّ أنت ، شغلك الشاغل ليلاك ، هاهي الطفلة قد كبرت، الحب يكبر و يبقى المحبوب صغيراً ، فليلى الأمس هي ليلى اليوم ، لم تتغير في حبه الوجل ، و فرحه اللذيذ الحذِرء : ليلاي ! بالأمس كنتِ كأنّما هي أنتِ فتاة حلمي ... التي قد تمثّلت لِيَ ... بنتي الصخب يتسرب من وراء الأبواب الموصدة ، يحفّز ذاكرتك لتتحدّى النسيان ، هيا تذكر أيها الشاعر الأب ، لم يكن ثمّة غبار يحجب الرؤية ، الصورة ماثلة في الذّاكرة رغم تقادم العهد عليها : و كيف أنساك بنتي إذ كنت في المهد طفلةء ترعاك عيني بحبٍّ أرى لأُمك مثلهء و كلّ دنياك زَندٌ و كلّ زادكِ قُبلةء تُقَلّببين لِحاظاً و ما كلحظِكِ مُقلةء و لا كنومكِ ...لا نس تقرُّ حتى نُظلهء و تألمين فنخشى عليك من كلّ غفلةء و تنطقين فأهفو كأنّما الكون حفلةء ليلاك يا سيدي طفلة في مهدها تبكي ! تبتسم ! تتألم ! تفرح ! لكنها لا تنطق ، و لكن يكفي أنّ القلوب تتواصل ، و الأرواح تتماهى ، فالحب اتصال لا يعوزه كلام ، حيث يتحدى البعد الروحي أيّ تعليل، يتلاشى النطق في أفق الشاعر ، هو كطفلته في مهدها . تنمو خطوات ليلاك على أنغام وجيب قلبك ... الذكريات ساعة الفراق سلوة المعنّى ، و واحة المشتاق . الصورة ماثلة بتدرج ألوانها هيَ هيَ ، لحن حالم صادر من أعماق نفس حالمةٍ ، لعبت النشوة بأعطافها ، فطفرت إلى الوجود في تذكرٍ يحسبه المتأمل زمناً منفلتاً من أعماق الزمن ،كي يبقى استمراراً أزلياً تبقى فيه ليلى تتحدى بحضورها ذاكرة النسيان : و لست أنساك بنتي ! إذ كنتِ بعدُ غريرةء حتى كتبت من العمر - باحتبائك - سيرةء تلهين في "العشّ " شدواً كأنّكِ ا لعصفورةء عليكِ ثوبٌ طويلٌ و في يمينك صورةء تُهيّئين لها كل جَلءوَةٍ منظورةء فتنشرين عليها مع الصّباح زهوره لم تعد ليلى خاطرة شاعرة هوّمت في نفسك ، سرعان ما تلاشت ، فهي ليست كلمات انفعالية تزول بزوال المؤثر الذي استجلبها ، إنها روحك ، فماذا بعد تقول أيها الشاعر المسكين في وحدتك هذه ؟ ماذا ستتذكر من ليلاك المفارقة ؟ كيف أعددتها لمواجهة الحياة ؟ أين هي من ( مي ) و ( ثريا ) ، هل مرت في خاطرك ذكريات كل ذلك ؟ أم أذهلتك لحظات السعادة المتسربة إليك من وراء الأبواب الموصدة دونك ، لقد تخطت ليلى سن الطفولة ، لم تعد الدمى شاغلها ، فعندها ما هو أروع من الدمى و أجمل ، أ ليست هي كبرى أخواتها ، و لابدّ من تحمل المسؤولية ، و الذكريات _ على كل حال _ تخلدها الذاكرة ، و لكنها تحتاج المثير في نفس شاعرة لتخلدها في ذاكرة الزمن بكلمات يحسبها المتشاعرون سهلة ، ولكن سرعان ما ترتد نفوسهم حائرةً إزاء شحناتها الخالدة الحيّة ، أ ليست الكلمات أرواحاً ، فما الذي بثثته يا إبراهيم فيها عن ليلاك و علاقتها بأخواتها ؟ هي ليلة التذكر يا سيدي ، فلتكن هي في شأنها و لتبق أنت معنا لتتذكر أنت فتقول و كلنا آذان صاغية : و لست أنساكِ بنتي إذ عُدتِ في أخواتك ما بين صُغرى و كبرى و كلُّهُنَّ كذاتِكء لهُنَّ منكِ جميعا معنى الحيا من حياتك تلقنين " ثريا " و " ميَّ " حسن التفاتك كأنّما كلّ شعري عليهِ رمز صفاتك تريد أن تعيد دولاب الزمن ، و أنى لك ذلك ، فليلاك تستعد للرحيل الأوّل ، لما الوجل ؟ إنك ستراها ، و ستتحدث إليها ، الخروج لمواجهة الحياة في ساحة العمل بداية الطريق ، هي مثلك ، همّها همك ، لذلك فقد سلكت طريقك التي بدأت بها حياتك ، كتاب ، وتعليم ، ودرس ، بين مدرسة و بيت ، كم هي صعبة الحياة ، و لكن ممارسة تغذية الأرواح ، و تقويم النفوس ؛ لذة ما بعدها لذة ، و إثبات وجود يتحدى النسيان في ذاكرتك : و لست أنساك بنتي ! إذ أنتِ ذات نقاب تخايلين على مد رج الهُدى و الصّواب معنيّة بشؤونٍ مشغوفةً بكتاب تدرسين صبايا بِلحءنِك المُسءتطابِ و هُنّ منكِ لينشُقنَ نفحةً مِنء شبابي إذء كنتُ - مثلك - أُعنى بالنشء ، رغم صعابي حتى إذا عُدتِ للبيت عُدءتِ لى ... و لِما بي سار الركب ، و استحال اليوم إلى أمس ، و زُفت ليلى إلى زوجها ، و لابدّ من وقفة مع الحاضر الذي سرعان ما استحال إلى ماضٍ قريب ، فصفحات الماضي البعيد قد طويت إلاّ من قلبك ، أحببت ليلاك حبّاً يسع الوجود كلّه ، بل أكثر ، فخلدتها في شعرك حيث غادرت أمس : و أمسِ ... ليلاي أمسِ جُلّيتِ في ثوب عُرءسِ فالبيتَ يرقُصُ تيهاً و الليلُ مشرق شمسِ لقد أتتكِ حِسانٌ يخطُرنَ ، من كلّ جنسِ كأنّ أُمكِ ما بي نهن " وردة " أمسي أمّا أبوك . فقد ظلّ وحده حيث يُمسي حتى جلونك طيباً و ما الحديث بِهمسِ : أختاه ... ناديه حتّى يرى العروس ... بنفس ! فجئتُ أنظرُ في روض هنّ أطيب غرسي طبعتُها قُبلةً فو ق جبهةٍ مثل ورسِ لا ندري الحقيقة ! أ كانت جبهة ليلى كالورس ، أم جبهتك حين فصلت عنك وديّتك ؟ أخذت شؤون الحياة ليلى ، أنجبت ليلى ، صرت جدّاً ، كبر أبناء ليلى و بناتها ، و في خضم تأملك ذاك تذبل " وردة " رفيقة دربك الطويل ، تحزن ! تتألم ! لكنك لم تجرؤ على قول بيت شعر ، لأنّ الرثاء للأموات و " وردة " لم تمت في وجدانك ، منحتك نفحات من روحها القوة لمواصلة الدرب ، من خلال ابن بار ، و بنات بارات ، و تصبح ليلى الجدة ، أماً بعد أمها ، أنت مازلت في تأملك ، و قلبك الكليم ينبض بالحب تماماً كما عهدناه، عطاء متدفقا، لقد أنهكت جسمك السنون ، لكنك مشيت بدائك ، و لكن !! ماذا ... ؟ تبارح ليلى الحياة ، تُهرع الجموع الغفيرة لوداعها الأخير ، تصمت أنت ! لم تقل بيت شعر ! تتسمر الدموع الحزينة في محاجرك ! , لكن ... أليس الصمت أبلغ قصيدة رثاء ، تبقى تتذكر ... و تتذكر ، و لم يمض عام على فراق ليلى ، و في يوم خميس قائظ تشيعك الجموع الغفيرة إلى مثواك بدموع صامتة ، و هناك و على بعد خطوات من قبر " وردة " و قبر " ليلى " يستريح جثمانك ، تنفلت من العيون دمعة حزن حارة ، تليها حفنة من تراب " رحم الله من أهال التراب " فالفاتحة ، فالمعزون ، ثم القفول إلى مكان العزاء . مات إبراهيم الجسد ، وبقي إبراهيم الشاعر ،حيث ( قبّرته ) في ارتفاعها و انخفاضها و عويلها المقرون باتساع الأفق ، ولا زمان ، و لا مكان . د. عبد الجليل العريض كلية الآداب / جامعة البحرين