أسمنت المنطقة الجنوبية توقع شراكة مع الهيئة الملكية وصلب ستيل لتعزيز التكامل الصناعي في جازان    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    تنفيذ حكم القتل بحق مواطنيْن بتهم الخيانة والانضمام لكيانات إرهابية    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    استشهاد أربعة فلسطينيين في غارة إسرائيلية على منزل وسط قطاع غزة    إقبال جماهيري كبير في اليوم الثالث من ملتقى القراءة الدولي    "مجدٍ مباري" احتفاءً بمرور 200 عام على تأسيس الدولة السعودية الثانية    إصابة 14 شخصاً في تل أبيب جراء صاروخ أطلق من اليمن    التعادل يسيطر على مباريات الجولة الأولى في «خليجي 26»    مدرب البحرين: رينارد مختلف عن مانشيني    ولي العهد يطمئن على صحة ملك المغرب    رينارد: مواجهة البحرين صعبة.. وهدفنا الكأس الخليجية    «عكاظ» تنشر توصيات اجتماع النواب العموم العرب في نيوم    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    «الأرصاد»: طقس «الشمالية» 4 تحت الصفر.. وثلوج على «اللوز»    ضبط 20,159 وافداً مخالفاً وترحيل 9,461    200 فرصة في استثمر بالمدينة    سفارة السعودية بواشنطن تحتفي باليوم العالمي للغة العربية    «كنوز السعودية».. رحلة ثقافية تعيد تعريف الهوية الإعلامية للمملكة    وفد «هارفارد» يستكشف «جدة التاريخية»    حوار ثقافي سعودي عراقي في المجال الموسيقي    ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف الشريف    «العالم الإسلامي»: ندين عملية الدهس في ألمانيا.. ونتضامن مع ذوي الضحايا    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    موعد مباراة السعودية والبحرين.. والقنوات الناقلة    وزير الطاقة وثقافة الاعتذار للمستهلك    «يوتيوب» تكافح العناوين المضللة لمقاطع الفيديو    السعودية أيقونة العطاء والتضامن الإنساني في العالم    الحربان العالميتان.. !    ضبط (20159) مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    رواية الحرب الخفيّة ضد السعوديين والسعودية    هل يجوز البيع بسعرين ؟!    12 مليون زائر يشهدون أحداثاً استثنائية في «موسم الرياض»    رأس وفد المملكة في "ورشة العمل رفيعة المستوى".. وزير التجارة: تبنّى العالم المتزايد للرقمنة أحدث تحولاً في موثوقية التجارة    الإستثمار في الفرد والمجتمع والوطن    معرض وزارة الداخلية (واحة الأمن).. مسيرة أمن وازدهار وجودة حياة لكل الوطن    رحلة إبداعية    «موسم الدرعية».. احتفاء بالتاريخ والثقافة والفنون    مدرب الكويت: عانينا من سوء الحظ    لمحات من حروب الإسلام    التعادل الإيجابي يحسم مواجهة الكويت وعُمان في افتتاح خليجي 26    النصر يُعلن عن تفاصيل إصابة عبدالله الخيبري    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    المؤتمر الإعلامي الثاني للتصلب المتعدد: تعزيز التوعية وتكامل الجهود    طريقة عمل شوربة البصل الفرنسية    حرس الحدود بعسير ينقذ مقيمين تعطلت واسطتهم البحرية في في عرض البحر    محمد بن ناصر يفتتح شاطئ ملكية جازان    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    أمير القصيم يرعى انطلاق ملتقى المكتبات    القبض على شخص في الرياض لترويجه المخدرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي    محمد آل فلان في ذمة الله    ضيوف خادم الحرمين يشيدون بعناية المملكة بكتاب الله طباعة ونشرًا وتعليمًا    المركز الوطني للعمليات الأمنية يواصل استقباله زوار معرض (واحة الأمن)    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المعرض التوعوي "ولاء" بالكلية التقنية    شيخ شمل قبائل الحسيني والنجوع يهنى القيادة الرشيدة بمناسبة افتتاح كورنيش الهيئة الملكية في بيش    الأمير محمد بن ناصر يفتتح شاطئ الهيئة الملكية بمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية    السيسي: الاعتداءات تهدد وحدة وسيادة سورية    رئيس الوزراء العراقي يغادر العُلا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوم الارتقاء بالذائقة الإنسانية
يوم الشعر العالمي ..
نشر في الرياض يوم 20 - 03 - 2008

*21مارس يوم عالمي للشعر لم يكن للشعر يوم قبل أن يقترح بيت الشعر من المغرب الذي تأسس يوم 8أبريل 1996أن يحتفي عالميا بالكلمة الموزونة والهادفة وفي يوم 18نوفمبر1999أعلنت المنظمة العالمية للتربية والثقافة يوم 21مارس يوما عالميا للشعر والشعراء.
بهذه المناسبة تنظَّم الكثير من القراءات الشعرية التي تنفتح على الجمهور المتعطش لسماع ما تجود به قريحة الشعراء .في كل مدينة وفي كل قرية يترك المكان للشاعر ليقول كلمته وتكون مناسبة للتعرف على الجديد وإعادة القديم حسب ما يطلبه الحضور المتذوق، واحتفالنا باليوم العالمي للشعر هو لحظة استحضار لكل التاريخ الشعري منذ أول صرخة وجدان إلى أحدث قصيدة يكتبها الآن شاعر في مكان ما من العالم، إنه إعلان انتصار للفرح والأمل والتشبث بالحياة في وجه البؤس والعبث وأشكال الموت الممنهج، فجذوة الشعر، على حد تعبير الشاعر آلن غنسبرغ، متأصلة في بنية الروح، وهي بذلك أبقى وأخلد من كل الصروح المادية التي بنتها أيدي الإنسان على مر العصور، ونحن لا نملك في هذا اليوم إلا أن نشد على يد كل شاعر من شعراء الوطن والعالم ونحثه على الاستمرار في درب استشراف الكلمة بكل عنفوان هذه الأخيرة، وبكل ثقة في مستقبل الشعر والإنسان، فليكن اليوم مناسبة لتجديد إقامتنا في الشعر وإعادة اكتشاف لهويتنا الأولى وانتصارا للشاعر والنشيد.
"ثقافة اليوم" استطلعت آراء مجموعة من الشعراء حول كيفية تفعيل حضور هذا اليوم ، ليخدم الشاعر والشعر، فخرجنا بمجموعة من الآراء والأفكار المقترحة لبروز هذا اليوم بالشكل المرضي.
يقول الشاعر أحمد قران الزهراني:في هذا اليوم يحتفل العالم بكل لغاته بيوم الشعر العالمي، يحتفل به وتطلعات الشعراء نحو أفق شعري جديد لا حدود له، ومرحلة شعرية جديدة، في اليوم العالمي للشعر يحضر هذا الفن الآسر، والساحر، هذا العطاء الإنساني الذي يجمع الكلمة واللحن والموسيقى واللغة والأنثى والشفق والبحر والصحراء، يمزج الجمال بكل تجلياته، والحياة بكل تناقضاتها .
كل عام والشعراء نجوم يضيئون عتمة القلوب ، ويرسلون رسائل حب إلى العالم ، كل عام والشعر بخير حال ، قلب طفل صغير يغرد بالآهات ، كل عام والشعر قيثارة شوق يعزف على أوتارها الشعراء أعذب الألحان .
ولعلنا نجعل هذا اليوم يوما مفتوحا على كل الأسماع وكل القلوب ، رسالة حب وسلام ، بدعة حسنة نمارسها كل عام.
نتمنى أن يجد الشعر قي هذا اليوم الاهتمام الذي يستحقه، والحيز الذي هو جدير به .
إن الشعر هو القُبلة الأخيرة التي يضعها الشعراء على ثغر الحياة لتستعيد ألقها وتوهجها ، والشعراء كائنات شفافة رضيت بمحض إرادتها أن تعيش بين البشر ، وتؤاكلهم وتشاربهم ، وأرواحهم معلقة بملكوت شفاف يأبى عليهم إلا الخلاص من أدران الأرض ، وإيذاء البشر.
إن الشعراء هم الذين يكتبون التاريخ ، ويسجلون تواريخ الولادة والوفاة ، ويدمغون شهادات النفي والاغتراب ، هم الذين يركبون للكلمات أجنحة تسمو بنا إلى ممالك العشق وأرض الحب والسلام .
ولعل الهدف من يوم الشعر العالمي هو توليد فعالية جمالية جديدة ، نختال فيها بهذا الفن الذي يجعلنا نغير نظرتنا السائدة إلى الحياة كلها ، فتنشأ لدينا صور وخيالات ، تجعلنا نحلق إلى سماوات الخلود .وعلى المؤسسات الثقافية ان تمنح مساحات لهذا اليوم، الذي يجتمع فيه المبدعون في كافة أرجاء الأرض ليحتفلوا بالشعر، وعلى الصحف ووسائل الأعلام أن تعطي لهذا اليوم اهتماما خاصا، لان الشعر هو حالة وجودية لا تجد لها مكمنا إلا في الشعر .
سنحتفل بيوم الشعر العالمي في نادي جدة الأدبي الثقافي بشكل مختلف، وقد احتفلنا به العام الماضي في يوم كان مفتوحا للشعراء ولعشاق ومحبي الشعر، وسيكون هذا العام مختلفا من حيث التنظيم والحضور، وآمل أن تحتفل به الأندية الأدبية بشكل يعطي للشعر حضوره ووهجه ومكانته.
ويبتكر الشاعر إبراهيم طالع الألمعي فكرة جديدة تخدم الشعر بهذا اليوم فيقول:نوعية الحياة الجديدة ، وقروية العالم ، وعلمنة المشاعر وتقانتها، وتحول الرقة والجمال إلى تقنيات ، وانصهار اللغة في لغات ، وطغيان الاقتصاد على الحاجات الشعورية الإنسانية، وتسييس العالم، وشدة تبرير الغايات وسائلها، كل هذه حولت الشاعرية إلى حالات ترفية فردية بدلا من كونها معبرة عن الشعور الإنساني الجمعي.
ولمواجهة ومؤازرة هذا التطور والتغير علينا إيجاد آليات معاصرة تجعل ظاهرة الشعر تتغير إيجابا مع الحياة، فلم تعد فكرة الأندية الأدبية التقليدية صالحة لتفعيل الأدب ، وعليه أقترح على وزارة الثقافة ما يلي: ما المانع أن يكون يوم الشعر عندنا تظاهرة شعرية تجمع الشعراء لتبادل التجارب في شكل مهرجان الشعر على مستوى البلد كله، ويدعى إليه أطياف من الشعراء عالميا ليتواصل شعرنا مع العالم دون تقوقع ثلة من الشعراء في مكانهم في عصر العولمة ؟
على أن تخرج وزارة الثقافة بديوان شعري سنوي ينتجه هذا المهرجان ويحوي درر ما أنتجته قرائح الشعراء في يوم الشعر .
هذا اقتراح وكلي ثقة أن بيروقراطية الوزارة لن تستطيع تجاوز ذاتها للتفعيل الإبداعي في إدارة الإبداع ..لكن طالما أنت فكرت في تفعيل الإبداع ، فعلي نقل هذا الاقتراح بواسطتك حتى لو لم تستطع وزارتنا استيعاب الفكرة.
ويقول الشاعر حسين العروي:
عظم الله أجركم! وأحسن عزاءكم في الطفل الذي لا يشيخ..لقد نفضوا أيديهم من تراب قبره ، قبل قليل ،فهل نقول : صباح الشعر!! وأدوه غير آبهين بعمق زرقة عينيه، ولا نقاء مكنون صدره ، ولا جمال كلماته المنسابة من ثغره العبق،حمائم بيضاء ترف على قلق الأيام، وردًا يكتب على سحائب الأحزان مشاعره الدافئة، ليخالج الفيفاء في إمراع متنظر، يُقَطَّر في قصائد تبحث عن الخصب في أفئدة الحالمين بالعبور إلى السواحل البعيدة : حيث المعنى البكر ، والصور السحر ، وحمى العسجد اللفظي المتلألئ درا منثورا على حقائق الحياة يغري بممارستها ممارسة الجديرين بها. رحم الله إبراهيم الغزّي:
قالوا: هجرت الشعر. قلت:ضرورة
باب البواعث، والدواعي مغلقُ
خلت الديار : فلا كريمٌ يرتجى
منه النوال، ولا مليح يعشق
ومن العجائب أنه لا يُشترى
ويخان فيه مع الكساد ويسرقُ
تسألين عن دور(.....و......) فمتى كان حكم الله في كرب النخل؟ وكلّ أزهى من غراب؟!
هيهات جئتَ إلى دُفلى تحرّكها
مستطعمًاعنبا، حركت فالتُقِط!!
أفصح الصبح لذي عينين واتضحت الحقائق، فالأدب الحقيقي اليوم أعز من الغراب الأعصم ، والأبلق العقوق ، وبيض الأنوق ، ومن يجادل، والنهار مبصر والليل أعور؟
أدباء هذا العصر استأتنوا بعد...، ومن يقرأ ما ينحتون أخسر من حمالة الحطب!! شعر أرخص من التمر بالبصرة، وروايات أهدى من قطاة بني تميم إلى ...، ودراسات كصحيفة المتلمس! يتلونون تلون الحرباء بين الرؤى المتناقضة المتمارجة بذائقة أم خارجة، منخوبين يقفون مايلقى. كانوا صحاحا بدءاً .. لكنهم اليوم وقد طال مكثهم في مبارك الجرب لن يخلصوا إلى الصحراء الفاتنة، مرة أخرى، إلا إذا آب القارظان يتداحرون في نقد اخترعوه، وأحرقوه، وبدلوه، فبعثوا به أحاديث طسم. يؤمنون برؤية العرب الأولى في "انصر أخاك....)، تلهبهم حمى النقد الصيرفي، هم في باطلهم أشعل من ذات النحيين، وفي ويلاتهم على قومهم أشأم من أحمر عاد. وقد دقوا - أخيرا - بينهم عطر منشم، مشتعلين بداء الضرائر، مقتتلين على بقايا تمرة، وكل يدعي ريادة زائفة، والشبهة أخت الحرام!
وكل يدعي وصلا...!ولكنها ذات زيف.
الشعر في صورته الجمالية .. لا ينظر إليه إذا كانت وسيلة زالية، تعميهم العاطفة المزيفة عن تفتيق الكمائم المترفة بالحسن؛فيأتون كمأة ، وقليل ماء، وما أمامة من هند؟!
هل يُعذر رجل لدغ من جحر مرتين؟
ولولا كثرة الباكين حولي ...، ولكن الشعر لا بواكي له أستثني الطيبين الخيرين ، وقليل هم، بل إنهم أندر من الكبريت الأحمر.
يبقى الأمل في ملامح الأطيفال القادمين مع تباشير الفجر الجديد ، لعلهم يبنون على منانا التي زرعت قلوبنا حينا من الدهر.
"منىً إذ تكن حقاً تكن أطيب المنى
وإلا فقد عشنا بها زمنا رغدا"
ويحدثنا الشاعر سعد بن سعيد الرفاعي من ينبع بقوله:بداية يجب أن ندرك أن الشعر عمل إبداعي في المقام الأول ولا يمكن تزمينه بيوم خاص مثل بقية الأيام والأسابيع التي تعنى بغرس بعض القيم والاتجاهات المرغوبة ولهذا ... فالشعر جدير بالاحتفاء به كل يوم وليس يوماً في السنة .
إلا أننا نسعد بتخصيص يوم له من باب التعريف بالإبداعات الشعرية ، وغرس قيم واتجاهات إيجابية نحو تلقي الشعر وتذوقه والاحتفاء به .
وجميل جداً أن نهتم بالشعر ونسعى لإبراز يوم الشعر ، ولعل هذا الموضوع يقودنا إلى وظيفة الشعر ودوره في حياة الشعوب ، إذ فقد الشعر كثيراً من تواصله مع الشعوب وأصبح للنخبة والنخبة غير مستهدفة في هذا التعريف لأنها تعرفه بحكم الاختصاص ، إن التوظيف الحقيقي للشعر يقودنا - بالضرورة - إلى إشكالية انعزالية المبدع عن بيئته ومجتمعه وتقوقعه حول ذاته ، وهي الانعزالية التي تغيب صوت المبدع البنائي المساهم في نمو المجتمع ، أعلم أن هناك من يذهب إلى أن الشعر يجب أن يكون للشعر فقط كما هو مذهب البرناسيين في مقولة الفن للفن ، ولكننا متى ما أردنا تذكر هذا اليوم وتذكيره لا بد أن نحقق قيمة اجتماعية عالية لمضمونه .
إن الشعر لا بد وأن يكون في خدمة قضايا مجتمعه متناولاً لهمومه ، مشخصاً لأوجاعه ، متغنياً بأحلامه ، مبشراً بقدوم آماله ، عبر صياغة تعمد السهل الممتنع المحقق لذة ومتعة القراءة لمختلف المشارب والأذواق ، ولعلنا بعد ذلك لا نعدم الوسائل المعرّفة بيوم الشعر والمحتفية به ومن ذلك :-
- الارتباط الزمني بين المسابقات الشعرية للأندية الأدبية، ويوم الشعر العالمي بحيث تعلن نتائجها في ذلك اليوم مع تضمين أهم الإبداعات دواوين تجمعها .
- الاهتمام بالشعر الاجتماعي وجمع نفيسه والمتميز منه وطرحه عبر ملاحق وإصدارات صحفية.
- التنسيق مع وزارة التربية والتعليم لتقديم مجموعة من الأصبوحات الشعرية في المدارس في ذلك اليوم .
- إقامة الأمسيات الشعرية المتنوعة .
- الاحتفاء بالتجارب الشابة وتشجيعها ودعمها واعتبار يوم الشعر بداية انطلاق لها عبر التعريف بهم وبإبداعاتهم .
- إبراز هذا اليوم من قبل الأمانات والبلديات عبر جداريات جمالية تزدان ببعض الأبيات المكسوة حكمة وجمالاً ، ولو من خلال تصميم جدارية لكل عام مع توثيقها لتكون تاريخاً مقروءاً عبر السنوات .
- الحرص على أن يكون للوطن حضوره في هذا اليوم عبر نصوص تعلي من قيمة الوطن وقيمه وثوابته وتمجد إنجازاته وتعمق الانتماء له ، وتضيء آفاق مستقبله .
- الشعر كما جربه الشاعر ياسر الدوسري عضو بنادي القصيم الأدبي ومضة من ومضات الفؤاد التي يحركها الدفق الشعوري، الشعر ينبض فيندلق بلا استئذان.
الشعر هو الخطرات والكوامن التي في النفس يحركها موقف معين فيطلقها
الشعر كيان هامس يهمس للروح فتطلقه المشاعر من بوابة اللسان ،فينتثر ذلك الإبداع .
الشعر "كما جربته" لصاحبه إحساس مرهف يتأثر لأدنى شئ يداعب الكلمة فتداعبه، ثم يطلقها لهيباً ،عارماً ،مصحوباً بخيال طائر يرفرف فيعزف سيمفونية مشاعره بحسه، بأدبه، بمشاعره ،برصانة لغته، بكلماته الرنانة ،فيصور ويرسم ما يعتلج في صدره .
الشعر لوحة يرسم بها المبدع أجمل الصور يرسم بها حشاشته وما فيها، فيلونها بالكلمات، والظلال البلاغية، وفنون القول ،حتى تكتمل وتخرج لنا صورة طبق الأصل لما في الضمير.
الشعر بأنواعه وشتى توجهاته بجديده، وقديمه ، تفعيلته ، وعموديته هو ما يصور روح الشاعر والمحيط به، الشعر لا دخل للمستمعين به بل لا دخل للشاعر به باختيار متى يكتب؟ وماذا يكتب؟ ولكنه حتماً يعبر عن مبدئه الذي يؤمن به.
الشعر "كما جربته" تخدير نسبي للعقل بسبب انفعال ما يجعل الشاعر يهذي بإبداعه وعندما يصحو من سكرة المشاعر يتعجب من أين جاء بهذه الكلمات؟.
الشعر بكل اختصار هو الشعور عندما يقفز فيحدث البديع من القول
الشعر هو لغة فنية ذات إيقاع تعبر عن تجربة شعورية صادقة، فعلينا بيوم الشعر أن نعطي الشعر حقه وللشعراء نصيبهم من هذا اليوم..بما يليق بهم وبه من إضفاء بصمة واضحة للشعراء من خلال أنديتهم وتجمعاتهم واحتفالاتهم بتخليد هذا اليوم في قلوب محبي الشعر ومتذوقيه.
أما الدكتور يوسف حسين العارف أديب وشاعر وعضو مجلس إدارة نادي جدة الثقافي فيقول: إن من بدع هذا الزمان أن نسمع بيوم الشعر العالمي ، فلم يكن للشعر يوما يُحتفى فيه ولم يكن للشعر مناسبة تذكَّر به، لأن أيامنا كلها أيام شعر ، ولأن مناسباتنا لا تعرف إلا بالشعر ، فالشعر في كل زمان وآن، والشعر في كل حين وكل مكان، وما هذا اليوم العالمي إلا نظرة كونية جاءت مع المد العولمي الذي يشمل كل شيء.
ولهذا فإني أرى أن هذا اليوم مُناسبة لأن نقدم شعرنا العربي إلى العالم .
وعلينا بهذا اليوم أن نترجم نصوصنا الشعرية إلى اللغات العالمية الحية، وأن نتواصل مع شعراء العالم مثاقفة وعطاء ، ونقيم المهرجانات الشعرية العالمية فيلتقي فيها الشاعر السعودي والخليجي واليمني والعربي ومن كل أشطارنا العربية مع إخوانهم الشعراء العالميين.
ونتناول التعريف بسماحة الإسلام ويسره من خلال الشعر العربي شعر الحب والإنسانية والسلام ، وأن تقوم قنواتنا الفضائية والأرضية بالتعريف بالشعر العربي والعالمي ونقل فعاليات هذا اليوم من كل أنحاء العالم ، هذا غير تبني كل ناد أدبي وملتقى ثقافي وصالون أدبي في هذا اليوم فعالية شعرية يجمع فيها شعراء محليين وأجانب من خلال الشعارات والشركات الأجنبية لتلاقح الثقافات الشعرية ، وإيفاد الشعراء السعوديين إلى الدول المجاورة العربية والأجنبية، لإحياء الأمسيات ونقل شعرنا العربي للعالمية .
ونكون بذلك قد عشنا يوم الشعر العالمي بشكل جيد وفاعل ومختلف.
ثريا العمري شاعرة سعودية من المنطقة الشرقية:
ليس للشعر لحظة ميلاد يعرفها التاريخ، ولا لحظة فناء، فكيف يمكننا تجسيده أو جعله شكلاً هندسياً محدد الأضلاع والزوايا، أو نصرّ على قولبته وإخضاعه لهيمنة القوانين وإلزامات التقليدية قديماً، والبلاغية زمناً طويلاً، والفلسفية التحديثية حيناً آخر!
أرى أن يوم الشعر هو توقيت زمني مناسب فالقصيدة الجميلة الخالدة هي موجود كوني، لا عمر له ولا جسد، وإنها صوت الروح، الذي يقتحم أسماعنا أو محاجرنا، في حالاتنا المتناقضة، فنبكي بلا سبب، أو نشعر ببرودةٍ عارمةٍ وقت الهجير، وبهزة كهربيةٍ ضافية، أوقات الصمت أو النعاس.. هذا هو الشعر الذي يعيش، والحقيق بأن نحتفل به.
سيكون يوم الشعر يوماً مميزاً، حين تعمّق المؤسسات الإعلامية والأندية مفاهيم عالمية الشعر، وبراءته الأزلية، من الانتماء المحدد لزمنٍ أو مكان، أو جنسٍ أو حضارةٍ أو لغة، وأن تتبنى وتدعم كل المجهودات والمحاولات التي ترمي إلى تخليصه من النظريات السقيمة التي تغلق نوافذه الجميلة المطلة على حياتنا، وأن تبرز صوت المرأة الشاعرة، التي ما زال الكثير يخلط بين عدم حضورها كصوتٍ مسموع وكلمة مقروءة، وبين وجودها أصلاً كموهبةٍ حقيقية حية وفاعلة!
وتحدثنا الشاعرة والكاتبة زينب غاصب وتقول: توظيف الشعر يأتي عن طريق إبداعه، فإذا أردنا أن نخدم الشعر لابد أن نعي، أن الشعر ليس كلمات عاطفية فقط، وليس كلمات عبثية، وكذلك ليس بالكلمات الشاذة، أو العبث بالكلمات تحت مسمى الشعر، الشعر: لغة إعلامية جميلة، تنصهر في محيط الإنسان وعالمه، سواء كان سياسيا، أو اجتماعيا، أو ثقافيا، أو إنسانيا للحب والطبيعية والجمال، مع تدفق الشعور الإنساني العام فمعاناته الوجدانية، فرحا، أو حزنا، أو ألما، ومن ثم يوظف الشاعر، هذه المعاني المضيئة بفلسفته الثقافية الخاصة، ويضيف إليها إبداعاته، صياغة، ولغة، وتجربة تتضح معالمها عن طريق تفاعل المتلقين لها، قبولا أو رفضا، أما بالنسبة ليوم الشعر العالمي والاحتفاء به إعلاميا فأعتقد أنه ومنذ العام الماضي، بدأت مظاهر الاحتفاء به تظهر من خلال بعض الصحف والمجلات المحلية والعربية، التي خصصت له صفحات شعرية وقراءات نقدية لبعض الشعراء والشاعرات، واستطاعت بعض أنديتنا الأدبية أن تتفاعل معه عن طريق فتح أبوابها لتغطية هذه المناسبة الجميلة، من جانب الشعراء من الجنسين، أما بعض الصحف فكأنها لم تسمع به، وأتمنى أن يتجاوز الاحتفال بهذه المناسبة المؤسسات الأدبية والإعلامية إلى مدارسنا، ومعاهدنا، وكلياتنا، وجامعاتنا، ليشعر الطلبة والطالبات بصفة خاصة، والناس بصفة عامة بهذا اليوم ومكانته على الخارطة العالمية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.