تعاني بعض المنظمات من المشاكل الادارية التي تواجهها في اداراتها المختلفة مما يؤدي الى وجود بعض الصعوبات في تنفيذ الخطط وتحقيق الاهداف المرجوة. ويتمثل ذلك في عجز تلك الجهات عن مواكبة متطلبات التنمية الادارية. حيث يستلزم الامر احتياجها الى المشورة بصورة مستمرة ولكنها لا تلجأ الى الاستشارات بسبب انها تتراخص بذلك او انها تشعر بان اللجوء الى الاستشارة يعني الفشل او العجز في مواجهة المشاكل الادارية من قبلها. ان الاستشارات الادارية في الحقيقة لا تعني ذلك فقد اصبحت الاعمال الاستشارية لها اهميتها الكبيرة بين المؤسسات والمنظمات الادارية المختلفة فاصبحت احد معالم التنظيم الاداري الناجح لما لها من قدرة على مواجهة المستقبل بالثقة والاطمئنان والكفاءة العالية ولم تعد الاستعانة بالمستشارين دليلا على الضعف او الفشل كما يعتقد البعض.. بل تعتبر المؤشر الجيد على وعي الادارة وعلى مصداقيتها في الاصلاح والنمو في تحقيق الاهداف بكفاءة عالية (فما خاب من استشار). وليس العمل الاستشاري بجديد بل انه عرف من زمن بعيد.. عرفته الدولة الاسلامية متمثلا في مبدأ الشورى في الاسلام فكان وسيلة للمسلمين في تحقيق التكامل الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الذي استقر به نظام الدولة. وبما اننا بحاجة الى تدعيم جهود التنمية الادارية للوصول الى الاهداف المرسومة فلابد من وجود التكامل الاداري بكافة مواضعه المختلفة كانشطة البحوث والتدريب والاستشارات الادارية باعتبارها جزءا من نظام التنمية الادارية. فالعمل الاستشاري عملية فكرية للتأكد من ان جهازا ما او عملا ما يسير باكبر قدر من الفعالية للحصول على نتائج افضل. لذا يجب على الجهات العمل على المشورة في حين الحاجة من خلال ما وفرته مملكتنا الحبيبة من جامعات ومعاهد ادارة ومؤسسات التنمية الادارية فلعل ان يكون لها العون في تحقيق التميز الاداري في تقديم الخدمات والانتاج لتلك الجهة. فمن الملاحظ ان الدولة تسعى بكل جهودها نحو تطوير الجهاز الاداري من خلال البحوث والاستشارات الادارية والتدريب سعيا وراء رفع مستوى القدرة الادارية عن طريق وضع الخطط الملائمة للتنمية وتسهيل نظم العمل واجراءاته وتنمية مهارات وثقافة الموظفين الادارية وتحسين بيئة العمل، فان انتاجية العمل لها اثر على معدل النمو الاقتصادي حيث يعتبر كمؤشر في تخصيص الموارد الاقتصادية او قدرة الاقتصاد على تحويل الموارد الاقتصادية الى سلع وخدمات. فعلى سبيل المثال مقدار الوقت المبذول في العمل لتقديم خدمة او منتج معين، والمهارة الفنية وكذلك درجة التنظيم الاداري والعلاقات الانسانية في العمل وخلق بيئة التعاون في الانتاج وتقديم الخدمات، هي امور لها دور كبير جدا في التأثير على الجهاز الاداري لتحقق اهداف التنمية الاقتصادية بكفاءة عالية في اسرع وقت وبأقل تكلفة ممكنة. @ فرع معهد الادارة بالمنطقة الشرقية