استبعد عضو مجلس إدارة مؤسسة البترول الكويتية الشيخ الدكتور خليفة ناصر الصباح نجاح إيران في إغلاق المضيق هرمز بعد تهديداتها المتواصلة الأيام الفائتة، خصوصاً أنها لم تتمكن من ذلك في الثمانينات خلال فترات الحرب الإيرانية – العراقية التي تعد أقصى ما ذهبت إليه، مضيفاً ان العالم لن يسمح لإيران بتهديد مصالحه، خصوصاً أنه يعتمد في معظم إمداداته النفطية من هذه المنطقة، متوقعاً ارتفاع أسعار النفط بسبب هذه التهديدات. من جانبها، أوضحت مصادر نفطية في مؤسسة البترول أن التهديدات الإيرانية لإغلاق مضيق هرمز سلاح ذو حدين، فإيران المستفيد الاول منه في جانب، وتحقيقها لضغط استراتيجي على السوق النفطية من جانب اخر. وقالت مصادر أخرى إن التهديدات الإيرانية تنعكس إيجاباً على أسعار النفط وبالتالي تصبح هي المستفيد منها، موضحة أنه حتى في فترات سابقة عندما فرض حصار على ايران كانت تقوم بتصريف نفطها بشكل أو باخر. وأكدت المصادر خلال تقرير نشرته الرأي الكويتية أن المعلومات المتوفرة من الجيش الأميركي تضمن عدم تأثر المضيق بهذه التهديدات، لافتة إلى أن عرض المضيق كبير مما يصعب معه السيطرة المباشرة عليه، خصوصاً أن هناك ضمانات دولية حول هكذا تهديدات في ظل التواجد الأمني الأميركي في منطقة الخليج. وقالت مصادر أخرى إن تهديدات إيران بإغلاق منفذ حيوي كمضيق هرمز، اذا ما تحققت، قد ترفع أسعار النفط إلى أرقام خيالية نظراً لأن نحو 40 في المئة من امدادات النفط البحرية إلى العالم تمر من خلال المضيق. وكان محللون غربيون أكدوا ان البحرية الايرانية ليست بالحجم الذي يسمح بالاغلاق المادي المستمر للمضيق، لكن لديها القدرة على زرع الالغام والقدرة الصاروخية لاحداث بعض الاضرار. لكن الاسطول الخامس الاميركي المتمركز في البحرين قريب ويراقب أنشطة ايران بالمضيق عن كثب. ولن يمر زرع الالغام او النشاط الصاروخي دون رصد ومن المرجح أن يؤدي الى رد فعل أميركي. وقال محللون ان ايران لا تستطيع الاحتفاظ بوجود مستمر لخط من السفن لاغلاق المضيق لان أغلب سفنها صغيرة ولا تستطيع البقاء في المياه المفتوحة في تشكيل منسق لأيام عدة. ولفتت المصادر إلى أن البدائل المطروحة محصورة بين ثلاثة بدائل لمواجهة مثل هذه التهديدات والتغلب عليها لنقل الخام الكويتي والخام الخليجي بشكل عام، الأول هو تصدير النفط عبر أنابيب من الكويت إلى سلطنة عمان والثاني نقل النفط الكويتي إلى ينبع في المملكة العربية السعودية ومن ثم شحنه عبر البحر الاحمر، والثالث نقل النفط الكويتي بالناقلات حتى خورفكان في الإمارات العربية المتحدة ومنها إلى سلطنة عُمان عبر خط أنابيب، في ظل تشبيه العالم للمضيق ب«الشريان الأورطي» لمرور النفط إلى العالم، مؤكدة أن ناقلات النفط الكويتية لديها كل الإجراءات التأمينية الممكنة في مثل هكذا حالات.