تباهى قائد البحرية الايرانية بأن اغلاق مضيق هرمز امام حركة شحن النفط سيكون أسهل من شربة ماء, لكن محللين أمريكيين يرون أن هذا غير صحيح. ويقول محللون ان البحرية الايرانية ليست بالحجم الذي يسمح بالاغلاق المادي المستمر للمضيق لكن لديها القدرة على زرع الالغام والقدرة الصاروخية لاحداث بعض الاضرار. وتقول كيتلين تالمادج الاستاذة بجامعة جورج تاون التي كتبت عن مضيق هرمز: لن تكون عملية سهلة, وأضافت: اذا أرادت طهران أن تثير بعض المشاكل فهي قادرة على هذا. لكن الاسطول الخامس الامريكي المتمركز في البحرين قريب ويراقب أنشطة ايران بالمضيق عن كثب. ولن يمر زرع الالغام او النشاط الصاروخي دون رصد ومن المرجح أن يؤدي الى رد فعل أمريكي. وتهديدات ايران باغلاق مضيق هرمز امام شحن النفط ليست جديدة ومع هذا لم يتعرض بعد الممر المائي الذي يبلغ اتساعه 34 كيلومترا في أضيق نقطة للاغلاق. لكن سياق التهديدات التي صدرت عن ايران هذا الاسبوع جديد. ويبدو أن طهران المصدرة للنفط تشعر بتهديد اكبر من جانب الغرب بسبب عقوبات محتملة متصلة بقطاع النفط. وقال والي نصر الاستاذ بجامعة تافتس: نحن في مباراة للتهديدات. اذا كنتم ستعزلونهم عن أسواق النفط فلن تكون لهم مصلحة في تدفق النفط من المنطقة. لكن مالوني قالت ان ايران وادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما سيتوخيان الحذر من تصعيد التوتر اكثر من اللازم. وأضافت: لا أعتقد أن ايران تريد ان تخوض حربا, لكنها ترى أن هناك أطرافا داخل القيادة الايرانية سترحب بصراع على مستوى أعلى لانه سيلقى صدى بين قاعدة مؤيديها. وأضاف نصر المستشار السابق لوزارة الخارجية الامريكية: اذا لم يسمح لنا باللعب في المباراة فلا مصلحة لنا في السماح لاي أحد اخر باللعب. ويقول محللون ان ايران لا تستطيع الاحتفاظ بوجود مستمر لخط من السفن لاغلاق المضيق لان أغلب سفنها صغيرة ولا تستطيع البقاء في المياه المفتوحة في تشكيل منسق لعدة أيام. ويقول محللون ان ايران تستطيع الاعتداء على ناقلات النفط والسفن الحربية الغربية بالصواريخ او عن طريق زرع ألغام وربما شن هجمات انتحارية بزوارق صغيرة او محاولة مهاجمة منشأة تصدير بالخليج. لكن محللين يرون أن اغراق ناقلة نفط عملاقة والتي هي اكبر واكثر قدرة على الصمود من سفينة حربية ليس بالامر اليسير. وتستطيع ناقلات النفط الالتفاف على الانشطة الايرانية في المضيق بارسال سفن أصغر تستطيع التحرك على مسافة أقرب من ساحل عمان. لكن الاعتداءات قد ترفع تكاليف التأمين والنقل. وقال الكابتن جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية «البنتاجون»: محاولات تصعيد التوتر في هذا الجزء من العالم غير مفيدة وتأتي بنتائج عكسية. من جانبنا نشعر بالارتياح لان لدينا بالمنطقة الامكانات الكافية لتنفيذ التزاماتنا تجاه أصدقائنا وشركائنا بالاضافة الى المجتمع الدولي. وقالت سوزان مالوني خبيرة الشؤون الايرانية في معهد بروكنجز: المتوقع هو أن يتعامل الجيش الامريكي مع أي تهديد ايراني بسرعة نسبيا. ويرى محللون أن مجرد توجيه التهديد يمكن أن يعود بفوائد اقتصادية على ايران من خلال رفع أسعار النفط واثارة القلق في أسواقه. وقالت تالمادج من جامعة جورج تاون: تهديدات ايران ترفع أسعار النفط وهذا مفيد لايران. وأضافت أنه اذا وقع اي حادث في المضيق فان الجيش الامريكي قد يصدر تحذيرا بأنه اذا خرجت سفن ايرانية من الساحل فسيعتبر هذا عملا حربيا. ومن مصادر القلق الرئيسية أنه اذا حاولت ايران زعزعة استقرار مضيق هرمز فقد يؤدي هذا الى مواجهة عسكرية مع الولاياتالمتحدة. لكن مالوني قالت ان ايران وادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما سيتوخيان الحذر من تصعيد التوتر اكثر من اللازم. وأضافت: لا أعتقد أن ايران تريد ان تخوض حربا, لكنها ترى أن هناك أطرافا داخل القيادة الايرانية سترحب بصراع على مستوى أعلى لانه سيلقى صدى بين قاعدة مؤيديها. واستطردت قائلة: لكنهم ليس لديهم فعلا الكثير من الاوراق ليلعبوا بها. انهم منعزلون دوليا وفي المنطقة بشدة وبالتالي هذه الورقة هي التي يميلون لسحبها حين يصيبهم اليأس. وقالت تالمادج ان من الناحية التاريخية: هم الصبي الذي صاح مستغيثا من الذئب.. او الدولة التي صرخت قائلة هرمز. وجهوا هذا التهديد من قبل ولم ينفذوه. ويصدر نحو مليوني برميل من المنتجات النفطية يوميا عبر الممر الضيق الذي يفصل بين عمان وايران ويربط كبريات الدول المنتجة للنفط بالخليج مثل السعودية بخليج عمان وبحر العرب. وقالت مالوني: يهددون باغلاقه بشكل روتيني ولم ينفذوا هذا بالفعل في اي فترة من التاريخ.