تساءل الكاتب عبداللطيف الملحم في مقاله بصحيفة “اليوم” عن الاختلاس والمختلسين وصندوق إبراء الذمة، وقال هل نحن مجتمع يشجع على الاختلاس ونحترم أصحاب الأموال مهما كان مصدرها؟ أم أننا تعودنا على سماع هذه الأخبار وأصبح الإنسان الأمين عملة نادرة؟. وأكد الكاتب أن صندوق إبراء الذمة قد أعلن بأنه تم استرداد مبلغ يقرب من (200) مليون ريال. وهذا المبلغ زهيد لا يساوي جزءا بسيطا مما نسمع عن مبالغ تم أخذها دون وجه حق. وقال الكاتب “وهل نحن في حاجة أن يتمنن علينا مختلس سابق بأنه رد شيئا ليس له أصلا”. وفيما يلي نص المقال: إبراء الذمة وحلاوة الملايين سمعنا قبل فترة ليست بالقريبة عن فتح حساب اسمه إبراء الذمة. وهذا الحساب خصص لإعادة أي مبالغ تم أخذها من دون حق. سواء بالاختلاس أو سوء استخدام المنصب أو أي مبالغ تم أخذها دون وجه حق. سواء كانت عينية أو نقدية. وتم الإعلان بأنه سيتم التعامل معه بكل سرية وخصوصية. وفي البداية لا أعلم لماذا تم أخذ هذه المبالغ دون وجه حق أصلا. أليس ديننا ينهانا عن ذلك؟. وأعتقد أن هذا الإعلان له شقان من الرأي. فالشق الأول يوافق على ذلك ويرى أنه أسلوب جيد لاسترداد أي مبالغ. والشق الآخر يسأل.. ماذا لو أخذ مواطن مبلغ عشرة ملايين ريال قبل ثلاثين سنة. وقام باستثمارها واشترى بها من العقار والأسهم. وأصبحت هذه العشرة ملايين...مئة مليون. وعاش عيشة هنيئة ودلل أولاده وزوجته وأقرباءه. وعندما كبر، وبدأ تأنيب الضمير قرر ما شاء الله عليه بأنه سيرد العشرة ملايين مع حق الاحتفاظ بالباقي. ثم ماذا بعد ذلك؟. والشيء الغريب بأن صندوق إبراء الذمة قد أعلن بأنه تم استرداد مبلغ يقرب من (200) مليون ريال. وهذا المبلغ زهيد لا يساوي جزءا بسيطا مما نسمع عن مبالغ تم أخذها دون وجه حق. وهل نحن في حاجة أن يتمنن علينا مختلس سابق بأنه رد شيئا ليس له أصلا. والأغرب من ذلك بأننا نسمع عن رد مبلغ بسيط وبعده بيوم نسمع عن اختلاس يوازي عشرات المرات ما تم إرجاعه. أي أننا لا نزال لا نقوم بواجبنا حيال إيقاف هذا النوع من الفساد. وكذلك فإن المواطن لا يجد أي تفسير مقنع عن رشوة أو اختلاس بمبلغ (200) مليون ريال لموظف مسئول تم التعذر له بأنه كان مسحورا أو أن أحدا من الجن جعله يفعل ما فعل. وسؤالي هو.. إذا الرشوة بمبلغ (200) مليون ريال....فكم قيمة الصفقة؟. للأسف الشديد فإنه لا يمر يوم إلا ونسمع عن قيام مسئول بالتعدي على ممتلكات الدولة أو التقصير في إنهاء مشروع أو اختلاس عيني عينك. ومن ثم يقال يتم التحفظ على اسمه ويتم كف يده عن العمل... مسكين يكسر الخاطر. وأخيرا هل نحن مجتمع يشجع على الاختلاس ونحترم أصحاب الأموال مهما كان مصدرها. أم أننا تعودنا على سماع هذه الأخبار، وأصبح الإنسان الأمين عملة نادرة.