وافق الرئيس علي عبدالله صالح على التوقيع أمس الثلاثاء على المبادرة التي طرحتها دول مجلس التعاون الخليجي لوضع حد للازمة المستمرة منذ عشرة اشهر وتنص على مغادرته السلطة، بحسب ما اعلن مسؤولون في المعارضة .وهذه الحلحلة ثمرة اشهر من الجهود الدبلوماسية، اعلنها لوكالة فرانس برس محمد باسندوة رئيس المجلس الوطني لقوى الثورة الذي يضم المعارضة البرلمانية والمنشقين من الجيش والشبان المحتجين الذين يطالبون منذ كانون الثاني/يناير بتنحي الرئيس صالح. وقال محمد “اثمرت جهود الايام الثلاثة الاخيرة عن التوصل الى اتفاق على توقيع المبادرة الخليجية وآلية تنفيذها الثلاثاء”.وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أنه وعلى الرغم من الضغوط الاقليمية والدولية الكثيفة، رفض صالح الذي يواجه انتفاضة شعبية دامية في الشارع توقيع المبادرة التي اقترحها مجلس التعاون الخليجي في الربيع الفائت وتلحظ تنحيه مقابل حصوله على حصانة قضائية مع القريبين منه. ورفض باسندوة الذي شارك في مشاورات كثيفة اجريت في الايام الاخيرة برعاية موفد الاممالمتحدة في اليمن جمال بن عمر ودبلوماسيين غربيين وخصوصا اميركيين، الادلاء بمزيد من التفاصيل حول الترتيبات التي تم الاتفاق عليها لتجاوز الازمة. لكن مسؤولا اخر في المعارضة اوضح لفرانس برس انه تم بلوغ هذه الترتيبات “بعد تعديلات طفيفة على الالية التنفيذية”.وقال هذا المسؤول رافضا كشف هويته انه بموجب الاتفاق “سيتم التوقيع على المبادرة من قبل الرئيس غدا في صنعاء وعلى الالية التنفيذية من قبل نائب الرئيس “عبد ربه منصور هادي” وقادة المعارضة وحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم غدا كذلك”.لكنه نبه الى توخي الحذر لانه “اتفاق مبدئي”، مذكرا بان صالح كان اعلن مرارا انه سيوقع المبادرة الخليجية قبل ان يتراجع عن ذلك. وصالح موجود في السلطة منذ 33 عاما، وكان اعلن مرارا انه سيوقع المبادرة الخليجية قبل ان يعود عن كلامه. وتعذر مساء الاثنين الحصول من السلطات على تاكيد بشان نهائية التوصل الى الاتفاق الذي اعلنته المعارضة.كما تعذر ايضا الاتصال بموفد الاممالمتحدة.لكن مصادر معارضة عدة اكدت ان المبادرة الخليجية واليتها التطبيقية سيتم توقيعهما الثلاثاء في صنعاء وعلى الارجح في حضور الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني. واعلن مسؤول في مجلس التعاون الخليجي لوكالة فرانس برس في الرياض ان الامين العام سيتوجه الى صنعاء في اليومين المقبلين اذا كانت الاطراف اليمنية مستعدة لتوقيع المبادرة الخليجية.وفي ختام توقيع الوثيقتين، سينظم حفل بروتوكولي في الرياض حيث مقر مجلس التعاون الخليجي الذي كان وراء خطة الخروج من الازمة في اليمن، في حضور وسطاء غربيين، كما اوضحت هذه المصادر. واضطر مجلس الامن الدولي الى ارجاء اجتماع لمدة اسبوع كان يفترض به عقده الاثنين للاطلاع على تطبيق القرار الذي اصدره في 21 تشرين الاول/ اكتوبر، كما اعلن الاثنين موفد الاممالمتحدة الذي يواصل مهمة جديدة في اليمن منذ العاشر من تشرين الثاني/ نوفمبر.والقرار يدين قمع المتظاهرين ويقدم دعم جميع اعضاء المجلس لخطة الخروج من الازمة.واوقع قمع المتظاهرين الذين يطالبون باستقالة صالح والمواجهات بين انصاره والمناهضين له مئات القتلى منذ كانون الثاني/ يناير في اليمن.