تتجلى معالم الحج وفضائله، ويهنأ جميع حجاج بيت الله الحرام، بالعبادة والدعاء في أيام معدودة، تلهث فيها نفوسهم نحو كل عمل يقربهم إلى الله في خير أيامه، محاطين برحمة ربهم وغفرانه. وتبقى الروحانية التي يعيشها الحجاج عنواناً للم الشمل والتآخي والرحمة، وتتعزز في نفحات أيامه الدروس والعبر. وبين صفوف شباب الجوالة والكشافة، تظهر كل موسم فصول من المبادرات البطولية في مساعدة الآخرين وتقديم العون لهم، من خلال سلوكيات تترجمها أفعالهم. ففي خلال ساعات العمل الميداني، نال الكشاف حمد الهاجري شرف المشاركة بمعسكرات جمعية الكشافة للخدمة العامة بالحج، ليسطر عبارات متوجة بمعاني الفخر والاعتزاز نظير ما قدمه من عمل إنساني أثناء أدائه لمهام إرشاد حجاج بيت الله الحرام بمشعر عرفات يوم أمس. وتجلت تلك المعاني في تمكنه من خدمة فتى من إحدى الجنسيات العربية، حضر لمركز الإرشاد، لا يحمل أي معلومات عن مقر إقامته بالمشعر ولا أي مكتب ينتمي له، ويبكي بكاء غير منقطع، فكان أن تولى ذلك الكشاف أمره فبدأ بتهدئته والتخفيف من روعه، وأخذ في توجيه بعض الأسئلة له حتى اتضحت له بعض معالم الجهة التي يمكن أن تكون أسرته فيها، وأخذ يجول به في المشعر لأكثر من ساعتين ونصف، يحمل عنه بعض أغراضه الخاصة حتى عرف مقر إقامة أهله من أحد المعالم، حيث وجد ذويه في انتظاره الذين فرحوا به وشكروا للكشاف عمله وإخلاصه.