أفاد مصدر مطلع في العاصمة اليمنية صنعاء عن اشتعال موجة من الخلافات بين القيادات الحوثية بشكل غير مسبوق، وذلك في الوقت الذي شهدت فيه العاصمة اشتباكات وقطع للطرق والشوارع وإطلاق النار بشكل مجهول. وأوضح المصدر أن محور الخلافات بين القيادات الحوثية يتمثل في الصراع على المناصب القيادية وكل أحد يرى أحقيته في امتلاكها. وأضاف المصدر أن شوارع صنعاء شهدت مواجهات على الأرض بين عدة أطراف تتبع للقيادات الحوثية، موضحاً أن الطرف الأول يمثل الميليشيات الهاشمية السياسية المدعومة من قبل ما يعرف برئيس المجلس السياسي، صالح الصماد، من جهة، مقابل ميليشيات أخرى موالية للقيادي محمد علي الحوثي، من جهة ثانية، وظهور طرف ثالث يتزعمه القيادي يحيى الشامي وعائلته. تمرد وإعادة التموضع ولفت المصدر إلى أن كل طرف من هذه الأطراف المتناحرة بات يعيد تموضعه وتمركزه في أحياء وشوارع العاصمة، وسط مخاوف متزايدة بين المواطنين من التصفية والنهب للممتلكات العامة والخاصة. وأكد المصدر وجود تمرد لبعض القيادات الميدانية، وتجاهل لتنفيذ أوامر القيادات العليا، فضلاً عن حالات العصيان للعناصر القتالية على الجبهات، مضيفاً أن عدداً كبيراً من القيادات تم الزج بهم في السجون نظير عصيانهم. وأشار المصدر إلى أن سوء توزيع الأموال المنهوبة والمرتبات بين القيادات والعناصر الحوثية يعد عاملاً إضافياً لإثارة الخلافات، مبيناً أن ذلك دفع بعض القيادات إلى التنسيق مع قيادات أخرى لتصفية القيادات الكبيرة، الأمر الذي أشعل حالة من عدم الثقة بين بعضهم البعض. فشل محاولات الإصلاح وأضاف المصدر أن محاولات بعض القيادات الحوثية لإصلاح الموقف وتوحيد الصف فشلت ولم تخرج بنتيجة مقبولة بين الأطراف مؤكداً أيضاً وجود مساعٍ من قبل العناصر الإيرانية وميليشيا حزب الله لرأب الصدع القائم في صفوف الجماعة.