شهد مجلس "نواب الانقلاب" في صنعاء خلافات حادة، اليوم الثلاثاء، بين الحوثيين وحزب الرئيس المخلوع على عبد الله صالح، حيث وصف الحوثيين سلطة "صالح" بالخائنة. جاء ذلك عقب مبادرة سلمها المجلس الذي يسيطر عليه حزب "صالح" بالأغلبية، لمستشار سفارة روسيا، وتنص على وضع آلية لمراقبة جميع المنافذ البرية والبحرية من قبل الأممالمتحدة، وتوريد إيراداتها إلى البنك المركزي غير المعترف به بصنعاء، وإيقاف الحرب وفك الحصار. كما طالبت المبادرة، مجلس الأمن، بإلغاء قرار عدم التعامل مع البنك المركزي بصنعاء، وجميع القرارات والعقوبات الصادرة، والدعوة إلى حوار شامل مع الأطراف اليمنية المعنية بالصراع. وفي تعليقها على المبادرة، وجهت جماعة الحوثي انتقادات حادة إلى الرئيس السابق وحزبه، حيث قال النائب الحوثي محمد المقالح: "ها هي سلطة صنعاء تسقط بالخيانة بدرجة 100%". كما وصف النائب أحمد سيف حاشد، الموالي للحوثيين، المجلس ب"برلمان صالح"، واتهمه بالخيانة، ما دفع الرئيس المخلوع لإحالته إلى اللجنة الدستورية، تمهيدًا لرفع الحصانة عنه ومحاكمته. في السياق، استهجن القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام التابع للمخلوع صالح الدكتور عادل الشجاع قيام مليشيا الانقلاب الحوثية تنظيم ما يسمى "يوم الصرخة" في إشارة إلى احتدام الصراع بين طرفي الانقلاب في صنعاء. وأكد الشجاع في سياق تعليقه على تجمع ميليشيا الانقلاب الحوثية لعناصرها في شارع الخميسين بصنعاء وصعدة خلال الايام الماضية بمناسبة ما تسمى الذكرى السنوية لشعار الصرخة قائلاً "لم نر منذ مجيئكم الا الشقاء وصرختكم لم تجلب السعادة والفرح الا للأمريكان واسرائيل". وقال "إن الميليشيا الحوثية تصرف الناس إلى الحديث عن القدس والصرخة بدلًا من الحديث عن حجم الكارثة والخراب والدمار الذي حل باليمن بسبب عتههم"، مبيناً أن ما جرى يؤكد أن هذه الميليشيا يقودها إنسان شرير انتهازي يلحق شره باليمن واليمنيين البسطاء، داعياً الشعب اليمني إلى أن يصحو من سباته قبل ان يتحول اليمن إلى كومة من الخراب في قبضة عصابة لا تؤمن بالحياة إلا لقادتها الذين يمارسون الكذب ليستمروا في المشهد وفي مقدمتهم زعيمهم عبدالملك الحوثي. واوضح أن ميليشيا الحوثي يحتفون بالموت والخراب لليمن بينما هم وقادتهم يشترون البيوت والسيارات الفارهة بالأموال التي نهبوها ويتمسكون بالحياة. وكان زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي قد انتقد قيام المخلوع صالح بتنسيب وتسجيل ما يقارب 150 الف شاب من المحافظات كأعضاء جدد في المؤتمر وهو ما تسبب في هلع الحوثي وقياداته. وقال في خطابه الأخير ان المؤتمر ينشغل بما يشبه عمل انتخابي، من خلال تشويه الطرف الأخر في إشارة منه لجماعته وهو ما وصفه بعض المراقبون أنها رسائل تحمل تهديدات مبطنة لحزب المخلوع صالح كما أوعز الحوثي لخطيب المسجد الكبير في صنعاء المعين من قبل الميليشيا الانقلابية تخصيص خطبة يوم الجمعة الماضي للحديث عن تحركات حزب المخلوع صالح ووصفها بالخيانة. وكانت مصادر عسكرية في صنعاء قد كشفت أن مليشيات الحوثي نفذت أكبر عملية تسريح في صفوف قوات الحرس الجمهوري التابع للمخلوع صالح وأحلت عناصر تابعة لها بدل الآلاف المسرحين من الضباط والجنود كما قام صالح الصماد، رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى بإقالة قائد القوات الخاصة في الحديدة الموالي للمخلوع صالح، وعين بدلاً منه أبو علي الكحلاني الموالي لعبد الملك الحوثي. وذكرت مصادر في الداخل اليمني أن الحوثيين قاموا باستدراج المئات من قوات الحرس الجمهوري لأخذ دورات ثقافية خاصة بالحوثيين ومذهبهم القائم على الطائفية ويطالبونهم في نهاية الدورة "بالقسم والبيعة لعبد الملك الحوثي والعهد بالسمع والطاعة له"، ومن يقبل تصرف رواتبه، أما من يرفض فلا راتب له. وأضافت أن "الحوثيين عيّنوا مسلحيهم على رأس قوات الجيش والأجهزة الأمنية وبعضهم أطفال لا يمتلك الواحد منهم شهادة الثانوية، مؤهلهم الوحيد انتماؤهم لأسرة الحوثي . وبين المراقبون أن الميليشيا الحوثية تسعى إلى إزاحة المخلوع صالح بعيداً عن كل ما يمكنه من الاحتفاظ بنفوذه داخل صنعاء والمناطق التي لا تزال تحت سيطرة الانقلابين.