كشف مصدر مطلع في العاصمة اليمنية صنعاء عن اشتعال موجة من الخلافات بين القيادات الحوثية بشكل غير مسبوق، وذلك في الوقت الذي شهدت فيه العاصمة مؤخرا اشتباكات وقطع للطرق والشوارع وإطلاق النار بشكل مجهول. وأوضح المصدر في تصريح ل«الوطن» أن الخلافات بين القيادات الحوثية لم تكن وليدة اللحظة، بل تعود لفترات طويلة سبقت مقتل الرئيس السابق علي صالح، مبينا أن محور الخلافات يتمثل في الصراع على المناصب القيادية وكل أحد يرى أحقيته في امتلاكها. وأشار المصدر إلى أن الميليشيات حاولت التكتم على خلافاتها بين فترة وأخرى، إلا أن شدتها تبينت أمام الجميع منذ الأسبوع الماضي، حيث شهدت شوارع صنعاء مواجهات فعلية على الأرض بين عدة أطراف تتبع للقيادات الحوثية، مؤكدا أن الطرف الأول يمثل الميليشيات الهاشمية السياسية المدعومة من قبل ما يعرف برئيس المجلس السياسي، صالح الصماد، من جهة، مقابل ميليشيات أخرى موالية للقيادي محمد علي الحوثي، من جهة ثانية، وظهور طرف ثالث يتزعمه القيادي يحيى الشامي وعائلته. تمرد وإعادة التموضع لفت المصدر إلى أن كل طرف من هذه الأطراف المتناحرة بات يعيد تموضعه وتمركزه في أحياء وشوارع العاصمة، وسط مخاوف متزايدة بين المواطنين من التصفية والنهب للممتلكات العامة والخاصة، مؤكدا وجود تمرد لبعض القيادات الميدانية، وتجاهل لتنفيذ أوامر القيادات العليا، فضلا عن حالات العصيان للعناصر القتالية على الجبهات. وأردف المصدر «هناك عدد كبير من القيادات تم الزج بهم في السجون نظير عصيانهم»، مشددا على أن الوحدة التي أظهرتها الميليشيات الانقلابية بعد الانقلاب على الشرعية كانت لمواجهة الرئيس الراحل فقط، قبل أن تختلط الأوراق وتدب الخلافات فيما بينهم. وأشار المصدر إلى أن سوء توزيع الأموال المنهوبة والمرتبات بين القيادات والعناصر الحوثية يعد عاملا إضافيا لإثارة الخلافات، مبينا أن ذلك دفع بعض القيادات إلى التنسيق مع قيادات أخرى لتصفية القيادات الكبيرة، الأمر الذي أشعل حالة من عدم الثقة بين بعضهم البعض. فشل محاولات الإصلاح أضاف المصدر «هناك محاولات من بعض القيادات الحوثية لإصلاح الموقف وتوحيد الصف، خاصة من جانب القيادي طلال عقلان، وبعض المشايخ المحسوبين على الميليشيات، إلا أن جميع تلك المحاولات فشلت ولم تخرج بنتيجة مقبولة بين الأطراف، لدرجة أن بعض الوزراء الذين لهم مصالح من إطالة الحرب على غرار فارس مناع، وحسين العزي، وحسن زيد، ومحمد العاطفي، والذين تربطهم مصالح مشتركة زادت من ثرواتهم، أصبح لديهم مخاوف من انشقاق أتباعهم، في ظل انعدام الجلسات واللقاءات الخاصة بين أطراف الانقلاب، واقتصار التواصل فيما بينهم عن طريق المراسيل أو المناديب. وأكد المصدر وجود مساع حثيثة من قبل العناصر الإيرانية وميليشيا حزب الله لرأب الصدع القائم في صفوف الجماعة، لافتا إلى أن طيران ناطق الجماعة، محمد عبدالسلام، إلى إيران مؤخرا، كان من أسبابه البحث عن حلول لهذه الخلافات، بالإضافة لبحث الأمور الميدانية الأخرى للجماعة في صنعاء.