هذا الجدل الواسع الذي نراه اليوم ... ويتكرر كل فترة بين مؤيد ومعارض لماذا هذه الضجة الكبيرة في موضوع بسيط مثل هذا ؟اكتب اليوم لأوجه السؤال للمعارضين واستعرض بعض الأسباب التي يستندون عليها .. فمنهم من يقول أنها محرمة واستندوا على فتوى الشيخ عبد العزيز ابن باز _ رحمه الله _ والآن يكرر ذات الفتوى الشيخ البراك ويذكر : أنها فتنة وأنها من شرار الأفعال , في حين أن كثير من المشايخ والعلماء أكدوا في أكثر من خطاب لهم أنها ليست محرمة وأنها لا تختلف عن استخدام الدواب الذي كان مباحاً لنساء المسلمين خلال العصور الإسلامية قاطبة .. منهم الشيخ الألباني الذي علق ساخراً عندما سأله السائل: هل قيادة المرأة للسيارة حرام ؟ أجاب الشيخ وهل ركوب الحمارة حرام ؟ .. والشيخ المنيع الذي قال من يحرم قيادة السيارة فهو موسوس , والشيخ احمد ابن الشيخ عبد العزيز بن باز صرح أن فتوى والده كانت تناسب عصر مضي وانه لا يمانع من قيادة المرأة للسيارة , بعد هذا كله .. لماذا التنطع أليس الإسلام صالحاً لكل زمان ومكان ؟؟ ورغم تقديري وإجلالي ومحبتي للشيخ ابن باز _ رحمة الله _ و الشيخ البراك حفظه الله , ألا أنهم بشر اجتهدوا فإن أصابوا فلهم أجران ,إن اخطئوا فلهم أجر واحد .. كما أن كلامهم ليس قرآن منّزل .. كلاً يصيب ويخطئ إلا صاحب هذا القبر كما قال السلف الصالح .. أما المسألة الثانية التي أستند عليها المعارضين وهي .. أن المرأة السعودية ملكة وأنها مخدومة وأنها ووو .. أقول لهم ليست كل النساء السعوديات ملكات وليست كل النساء مخدومات هناك نساء كثر لا يستطيعون قضاء مصالحهم إلا عن طريق السائق الأجنبي والليموزين وانظروا إلى سيارات الليموزين وشاهدوا من يستخدمها وانظروا حولكم وشاهدوا كم عائلة لديها سائق خصوصي لتوصيل الزوجة والأبناء من الظلم أن نلزم الناس بتطبيق أمر نريده نحن .. هي مسالة تدخل في نطاق الحريات الشخصية طالما أنها غير محرمة وتتشابه مع كثير من المواضيع الموجودة في المجتمع ولم تُحرم منها فئة على حساب فئة أخرى .. مثل القنوات الفضائية والانترنت وكلنا نتفق أن خطرهم اكبر من القيادة لأنها تدخل البيت وتخاطب الصغار والكبار ! لماذا لم يتصدى لها المعارضون وهي اكبر ضرر , وأكثر خطورة ؟؟ أما من يقول أن طبيعة المرأة الفسيولوجية وأنها ضعيفة وأنها معرضة لمخاطر الشارع والذئاب البشرية ! أقول لهم هل أنتم ذئاب بشرية ؟ .. هل مجتمعنا بهذه الوحشية ! وهل يجزمون أنها لا تتعرض للأذى من السائق الأجنبي أو من سائق الليموزين؟ من أكثر الآراء سخفاً ما قرأته أن المرأة تتعرض مرة في الشهر للاكتئاب والألأم بسبب الدورة الشهرية فهي غير قادرة على القيادة للأسف هذا الرأي مضحك جداً أولا: لان الرجل أيضا قد يمرض وقد يتعرض للآلام وثانياً: أن قدرة المرأة على تحمل المرض أقوى من الرجل بدليل أن المرأة تعمل وتؤدي واجباتها وهي مريضة في حين أن اقل وعكة صحية تطرح الرجل الأرض ويلازم الفراش . هناك من يقول أن مطالبة المرأة لقيادة السيارة نوع من الوجاهة و(البرستيج) أقول لهم أن (البرستيج ) هو أن تجلس المرأة في المقعد الخلفي ويأتي من يقودها ويفتح لها باب السيارة ... الأمر اكبر من هذا بكثير , لولا الحاجة الملحة ولولا التكاليف المالية الباهظة لما طالبن بالقيادة – إن تكاليف استقدام سائق مع رواتبه لمدة عامين تصل إلى خمسين ألف ريال – غير السكن والعلاج وغيره .. هذا إذا كان السائق ابن حلال ولم يهرب وتذهب الخمسين ألف في مهب الريح .. أو كان صاحب خلق وشهم ولم يتحرش بالمرأة أو ضايقها أو أذلها .. لماذا لم يتصدى الأخوة المعارضين لقضايا الفساد والرشوة والواسطة والابتزاز والشيكات المرتجعة والمساهمات المتعثرة وتزوير الشهادات و هي أمور تحرمها الشريعية .. وتجّرمها القوانين عوضاً عن اهتمامهم البالغ بقيادة المرأة وتجّريم من تطالب بحقها في أن تقود سيارتها بنفسها, أتمنى أن تُحل قضية قيادة المرأة للسيارة بالطريقة التي حُلت بها قضية التعليم في بدايتها حينما عارض البعض افتتاح المدارس للبنات فقال الملك فيصل – رحمه الله – «ها هي المدارس مفتوحة الأبواب، من أراد أن يعلِّم ابنته فعلى الرحب والسعة، ومن أراد غير ذلك فلا سلطة لي عليه». [email protected]