المرأة لدينا الشغل الشاغل للمجتمع. ماذا تبُدي؟ وماذا تُخفي؟ وكيف تذهب؟ وكيف تأتي؟ قبل أشهر أفتى الشيخ سليمان الماجد، القاضي بالمحكمة الكبرى وعضو مجلس الشورى حاليًّا، بإباحة ركوب المرأة مع السائق في حالة كون السيارة غير مظللة، وتحريمه في حالة كونها مظللة، وذلك في سياق رده على سؤال امرأة «ما حُكم ركوب الخادمة مع زوجي في السيارة لوحدهما لمسافة قريبة؟» لكنّ الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء له رأي مختلف تمامًا لا يركز على تظليل السيارة أو عدمه. فقبل حوالى أسبوعين أفتى بتحريم ركوب المرأة مع السائق داخل البلد، ومعها ابنتها، أو ابنها الذي لم يتجاوز العاشرة، معتبرًا ذلك خلوة غير شرعية. وبالتالي حرام على المرأة ركوب السيارة مع السائق لوحدها، أو حتى مع ابنها ذي العشر سنوات، وكذلك حرام ركوب التاكسي. وأيضًا حرام قيادة المرأة للسيارة حسب فتوى رسمية قديمة للشيخ ابن باز. في مدينة بيروت تم مؤخرًا تدشين مشروع «بنات تاكسي»! فكرته تهدف لجذب النساء الخليجيات، حيث لوحظ أنهنّ يفضلن التنقّل مع سائقة. فإذا كنتِ بلبنان اتّصلي بالشركة وأركبي التاكسي «الزهري»، تقوده فتيات تقدّم خدمات للنساء فقط! المشروع نجح هناك، لكنه هنا بالتأكيد حرام. وبنظرة سريعة على شوارعنا، نجد أن معظم النساء مع السائق لوحدهنّ، أو مع صغارهنّ، وهناك نسبة بسيطة تستخدم التاكسي. والمحصلة أننا كمجتمع نقع في محرّمات كثيرة يوميًّا حسب رأي علمائنا. بالمقابل هناك مفارقة غريبة! يُلاحظ عدم التركيز على حُكم وجود الخادمة في البيوت. بالبديهة مَن في المنزل أخطر ممّن في الشارع، فلماذا التركيز حاصل بالعكس !؟ يا علماءنا الأفاضل، إذا كان الرجل لا يستطيع ترك عمله، فماذا يعمل بأسرته؟ كيف يذهب الأبناء للمدارس، والمرأة لعملها؟ قائمة اللاءات طويلة! لا توجد مواصلات عامة، ولا يجوز ركوب التاكسي، ولا يجوز تظليل السيارات، ولا ينفي وجود الأطفال الخلوة، ولا يجوز الركوب مع سائق ذكر ولا أنثى، ولا يجوز للمرأة قيادة السيارة! ما هي البدائل المتاحة لحل هذا الإشكال؟ إذا كان كل ذلك حرامًا، فما هو الحل الجائز؟! أنتم المفتون، ونحن المطيعون! نريد فقه الواقع! ونريدكم أيضاً أن تفتونا في الغلاء والفساد وما يجري في البلاد ! إما ترحمونا أو تتركوا رحمة الله تنزل علينا احمدوا الله أنكم رجال، فلا عزاء للسيدات! الله يعين النساء