الصورة النمطية أو ما يسمى بالستريوتايب "stereotype" هي ببساطة قوالب نمطية تفرض على مجموعات من الناس بسب عرقهم أو جنسهم أو ديانتهم. لابد أن نفرق بين الصورة الذهنية والصورة النمطية فالأولى يمكن تحسينها بينما الأخيرة لا يمكن تغييرها وتحتاج إلى وقت أطول لأنها تبنى عن احكام وتصورات مسبقة عن الأجناس والثقافات، فمثلا تعمم على أشخاص صفات معينة ليست دقيقة أو صحيحة في الأصل كالتصور المسبق عن السود أنهم مجرمين أو التعميم على الصينين أنهم اشرار أو وصف المسلمين بأنهم إرهابيين. هذه الصورة النمطية موجودة في الغرب وساهم في تعزيزها التعليم من خلال مناهج الدراسية، ولوسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمرئية والسينما وكذلك مراكز الدراسات والنشر السياسية دور مهم في دورا في هذا التشويه. إن من أبرز من شخص صورة العرب والمسلمين وكيف يجري تشويهها لدى الغرب المفكر العربي الراحل إدوارد سعيد في كتابه "الاستشراق" وكذلك الدكتور جاك شاهين الذي أعد دراسة لا غنى عنها لمن أراد البحث في هذا المجال حيث أحصى مئات الأفلام السينمائية وألف كتاب قيم بعنوان " العرب الأشرار في السينما". وفي بحث أجريته لنيل درجة الماجستير من جامعة أمريكية بعنوان تصوير السينما الأمريكية للمسلمين، والتي ركزت على الأفلام المشهورة وجدت أن السينما تتعمد قولبة العربي وتصويره على أنه فاسد ويملك المال ويريد امتلاك النساء، ويملك النفط، هذا قبل أحداث سبتمبر 2001، أما الصورة الأخطر في الأفلام السينمائية الحديثة تصف العربي والمسلم أنه إرهابي وشرير ومتطرف ومتهور، يريد تدمير حضارة الغرب وديمقراطيته. إن الصورة النمطية في الغرب تركز بشكل كبير على الثقافة العربية والإسلامية بقدر ما تركز على الأوطان أو الجنسيات. هناك جهود بذلت من قبل أفراد وحكومات في مجال تحسين صورة العرب والمسلمين لكنها لا ترقى للعمل المؤسساتي طويل الأمد والافتقار للدعم المادي. وما يهمنا هو كيفية تحسين صورة العرب والمسلمين في بلاد الغرب وذلك من خلال المقترحات التالية: أولا بالعمل الدؤوب المؤسساتي لنشر سماحة الإسلام ومبادئه العامة لتلك المجتمعات توضيح مفاهيم المغلوطة عن الإسلام كالتطرف والإرهاب والجهاد وقضايا المرأة المسلمة، ويفضل أن يقوم بهذه المهمة المواطنين الأصليين في تلك البلدان من المسلمين ومن أيناء جلدتهم لأنهم اعرف بثقافة مجتمعاتهم. ثانيا بالحوار الحضاري مع تلك المجتمعات وإبراز الثقافة الإسلامية والعربية من خلال المؤتمرات والمعارض وتأسيس مراكز الدراسات السياسية والثقافية على غرار تلك المراكز السياسية ذات التوجهات الصهيونية المتطرفة. ثالثا: تأسيس قنوات تلفزيونية وإذاعية ناطقة باللغة الإنجليزية بالإضافة إلى إطلاق حملات إعلامية تستهدف قنوات التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية ويفضل أن تقوم بها شركات العلاقات العامة المحلية من خلال القنوات التلفزيونية التي له دورا كبير في تشويه صورة العرب والمسلمين خاصة قناتي: سي إن إن، وفوكس نيوز اللتان تسهمان في نشر "بالإسلاموفوبيا" وهو تخويف المجتمعات الغربية من الإسلام والمسلمين وأنهم يريدون نشر الشريعة وثقافتهم المعادية للديمقراطية والحرية. نايف الضيط باحث في الإعلام الاجتماعي