ذكر مسؤولون أميركيون ان وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إي” استخدمت طائرات من دون طيار خفية ومتطورة جديدة لتنفيذ عشرات المهمات السرية داخل الفضاء الجوي الباكستاني ومراقبة المجمع الذي قتل فيه زعيم تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن. ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن المسؤولين الأميركيين الحاليين والسابقين قولهم ان ال”سي آي إي” استخدمت طائرات من دون طيار متطورة جداً لتفادي اكتشافها على الرادارات، وحلقت على ارتفاع عال جداً، فنفذت طلعات سرية فوق المجمع طوال أشهر قبل تنفيذ عملية 2 مايو وذلك بغية تصوير أفلام فيديو فائقة الدقة يمكن للأقمار الاصطناعية توفيرها. وأشار المسؤولون إلى أن هذه الطائرات سمحت لل”سي آي إي” بالدخول من دون اكتشافها بعد تخطي الحدود التي لطالما فرضتها باكستان على الطائرات من دون طيار الأميركية الأخرى التي تنفذ بشكل روتيني غارات تستهدف مسلحين قرب الحدود مع أفغانستان. وقال مسؤول أميركي سابق مطلع على تفاصيل العملية، طلب عدم الكشف عن هويته كغيره من المسؤولين الآخرين الذين شاركوا في التقرير، ان الوكالة لجأت إلى الطائرات الخفية الجديدة “لأنها كانت بحاجة لرؤية ما يحصل” بشكل أفضل مما تسمح به منصات الاستطلاع الأخرى ولا تريد استخدام طائرات من دون طيار عادية يسهل رصدها. وذكر المسؤولون أن عمل المراقبة شمل أيضاً أقماراً اصطناعية وأجهزة تنصت وإرسال عملاء من ال”سي آي إي إلى منزل آمن في أبوت آباد حيث قتل بن لادن، وأشاروا إلى أن الطائرات الخفية استخدمت ليلة تنفيذ العملية التي أسفرت عن مقتل بن لادن ونقلت للرئيس الأميركي باراك أوباما وأعضاء فريقه الأمني وقائع تنفيذ العملية. وذكرت الصحيفة ان ال”سي آي إي” لم تحصل أبداً على صورة لبن لادن في المجمع أو أي تأكيد مباشر على وجوده هناك قبل تنفيذ العملية، لكن الوكالة استخلصت بعد أشهر من المراقبة ان الشخص الذين يتحرك بشكل دائم هناك هو زعيم “القاعدة”، ورفضت وكالة الاستخبارات المركزية التعليق على هذا التقرير.