لازال أهالي محافظة وادي الدواسر يحافظون على تقاليد الاحتفال بعيد الفطر المبارك، كما لوكان قبل عدة عقود من الزمن حيث لا يزال الأهالي يحتفظون بطريقة العيد القديمة بوصفها تعبر عن أصالتهم المعهودة على الرغم من تغير ظروف الحياة وتطورها. وفي أول يوم من ايام العيد، اتجه المواطنون والمقيمون مبكراً إلى مصليات العيد المنتشرة في المحافظة وذلك لأداء صلاة العيد والاستماع إلى خطبتي العيد، وسط سعادة تغمر الأطفال الذين يرافقون أسرهم إلى الصلاة وينتظرون بعدها أخذ عيديتهم التي كانت في الماضي عبارة عن قطع من القريض، واستبدلت الآن إلى النقود والحلوى الفاخرة. ويستمر الأهالي في تبادل الزيارات وتقديم التهاني فيما بينهم من خلال زيارة بعضهم البعض في المنازل، بينما تعمد بعض العوائل والاسر الى اقامة ولائم الإفطار التي تعزز قيم الترابط بين أفراد المجتمع من داخل العائلة وخارجها، بالإضافة إلى المقيمين في المحافظة وزوارها. وتسعد الفتيات الصغيرات في وادي الدواسر بلبس ثوب العيد الجديد الذي يختلف من حيث الشكل والموديل والتصميم عن الملابس في السابق، لكن لبسهن للإكسسوارات والحلي استمر معهن إلى الآن، فيما يعمد بعض الشباب إلى الملابس الرجالية المعروفة في العقود الأخيرة بدون أية تدخلات للخياطة الحديثة مع ازدياد واضح في لبس الخناجر والمسدسات والمشالح كنوع من الافتخار ورمز للشجاعة والرسمية . وتحدث لنا في جولتنا في أحياء الوادي أحد كبار السن ويدعى عبدالرحمن بن محمد الدوسري مستعرضا مظاهر العيد في السابق والحاضر في وادي الدواسر، وأكد على أنه لم يتغير كثيراً في المضمون من حيث الزيارات والتواصل وتقدير كبار السن، لكنه تغير قليلا من حيث تقارب قلوب الناس من بعض، والمشاركة في فرحة العيد بالحضور واللقاء بدلا من الاعتماد على رسائل الهواتف النقالة التي جعلها الكثير منبرا للتواصل الاجتماعي. ويؤكد مبارك عبدالرحمن في الخمسينيات من عمره أن العيد في وادي الدواسر لايزال محتفظاً بأصالته المعهودة مع تغير في استقبال المهنئين في بعض أجزاء اليوم بسبب اختلاف في الساعة البيولوجية للناس حيث تجدهم في الساعات الأخيرة من الصباح قد أتضح عليهم الإرهاق من أثر السهر طوال الليل بعد تعودهم على السهر في شهر رمضان, بينما يشاطره الرأي خالد محمد الدوسري الذي يرى أن العيد لم يتغير بل أن زيارة الأقارب وكبار السن أكثر من السابق نظراً لتوفر وسائل النقل الحديثة التي كانت في الزمن السابق غير متوفرة.